رئيس التحرير
عصام كامل

فرانك كارلوتشي.. وفاة رجل الضربات الغامضة (صور)

فيتو

توفي وزير الدفاع الأمريكي الأسبق فرانك كارلوتشي عن عمر ناهز 87 عاما، بالولايات المتحدة الأمريكية، بعد صراع طويل مع المرض، حيث نعاه وزير الدفاع الأمريكي الحالي جيمس ماتيس، فرانك كارلوتشي، قائلًا: «أعبر عن تعازيّ العميقة في وفاة وزير الدفاع الأسبق».


وذكر ماتيس أن كارلوتشي، خدم وطنه أثناء ولاية 4 رؤساء من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، كما كان ضابطا في القوات البحرية الأمريكية، وشغل منصب سفير الولايات المتحدة في البرتغال ونائب مدير دائرة التحقيقات المركزية.

ولد فرانك تشارلز كارلوتشي الثالث، وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، في 18 أكتوبر 1930، في سكرانتون بنسلفانيا، واستكمل تعليمه في جامعة «برنستون» وكلية هارفورد للأعمال بجامعة هارفاد، انضم بعدها الجامعة بالبحرية الأمريكية لمواصلة دراسته بكلية «هارفورد بيزنيس سكول».

مناصب متعددة

وفي عام 1956 التحق بإدارة الدولة ليشغل منصب مساعد المستشار الاقتصادي بالسفارة الأمريكية في جوهانسبرك، جنوب أفريقيا، ومن ثم قضى 6 أشهر في تعليم اللغة الفرنسية، ليعين بعدها سكرتير ثاني بالسفارة الأمريكية فيليوپولدڤيل في الكونغو كينشاسا عام 1960.

شغل منصب وزير الدفاع الأمريكي من عام 1987 إلى عام 1989 في إدارة الرئيس رونالد ريجان. وعمل قبل ذلك في مجموعة من المناصب الحكومية رفيعة المستوى، بما في ذلك مدير مكتب الفرص الاقتصادية في إدارة ريتشارد نيكسون، نائب مدير وكالة المخابرات المركزية في إدارة جيمي كارتر، ونائب وزير الدفاع ومستشار الأمن القومي في إدارة ريجان.

رجل الضربات الغامضة

عرف كارلوتشي برجل الضربات الغامضة ففي مارس 1960، قبيل الانتخابات التي تمت تحت مراقبة بلجيكا، والتي جاءت بجوزيف كازافوبورئيسا للبلاد، وپاتريس لومومبا الوزير الأول. في هذه الأثناء صنفت جمهورية الكونغو بأنها مقربة من الاتحاد السوفييتي، ما أثار قلق الولايات المتحدة الأمريكية، لكن البلد لم تسلم طويلا من جراء دخوله في سلسلة دامية من الحروب الأهلية المفتعلة من قبل الوصي القديم بلجيكا، وفي ظل هذه الأجواء واصل كارلوتشي العيش في هذا البلد رغم اعتقاله من قبل سلطات البلد بسبب حادث اصطدامي قام به ضد سائق دراجة، ورغم التهديد الذي تعرضت له ابنته.

الخوف من الانقلاب

بعيدا عن المهام السياسية التي كانت يشغلها كارلوتشي لحساب «السي أي أي» بكنشاسا، فبعد شهرين من الحكم باتريس لومومبا من طرف الجنرال موبوتو سيسي سيكو منافسه العنيد المرشح من قبل واشنطن، لكن الخوف من محاولة انقلاب معادية، عززت واشنطن موقع عميلها حتى لا يعود لومومبا إطلاقا إلى الحكم.

وكان كارلوتشي من تكلف بتأمين ودعم استقرار حكم سيسي سيكو، إلى أن تم اعتقاله من قبل لومومبا رئيس جمهورية الكونغو في ديسمبر 1960، وتم اعتقاله للمرة الثانية من قبل متمردي كاتنكا العملاء لموييز تشومبي في يناير 1961.

جبروت

ومن الصعب التنبؤ بالدور الذي لعبه فرانك كارلوتشي في هذه الأحداث، لكن هذا الملف يبقى حساسا ومثيرا في نفس الوقت، مما دفع راؤول بيك مخرج سينمائي من أصل هاييتي، لتأليف فيلم يروي فيه قصة تاريخية متوالية الأحداث، لكن كارلوتشي هدد المخرج وأجبره على حذف اسمه من داخل الفيلم.

في أبريل 1964، الملحق العسكري الأمريكي بالبرازيل فرنون وولتر نظم انقلابا ضد الرئيس مارك جولار بالاستناد إلى المارشال كاستلو برانكو، لكن كارلوتشي أرسل للإشراف على الانقلابيين المتمردين، والضلوع في عملية قتل أفراد المعارضة من قبل أصحاب مهمات القتل، يومها لم ينجز شيئا عجيبا سوى أنه كان ممثلا كعادته لاستخبارات السي آي آي.

رجل الظل

توجت أعمال كارلوتشي «رجل الظل» عام 1978، حيث عين نائب مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية من قبل الرئيس الأمريكي جيمي كارتر تحت قيادة الأميرال ستانفيلد ترنر، وتمثلت مهمتهما في تلميع وجه «سي آي آي»، مما دفعه لتخفيض ميزانية أجهزة المخابرات رغم معارضة الشيوخ الجمهوريين لكنه في الوقت نفسه التزم أكثر بإخفاء فضائح مخابراته بدل أن يضع لها حدا.

ووضع تشريعا يحد التقييد على الوثائق العمومية، كما صوت لقانون خاص بمعاقبة الإداري السابق بمجلة «كوفرت آكشن كوارتلي» الذي كشف كثيرا من الأسرار المتعلقة بكارلوتشي.

ثروة بالعلاقات

استطاع كارلوتشي، في وقت قياسي أن يستغل كل علاقاته السياسية من أجل تكوين ثروة طائلة، حيث بلغ أجره سنويًا 200،000 دولار مع بعض الرواتب. في حين بلغت أجرة المنح المقدمة له 735 ألف دولار.
الجريدة الرسمية