رئيس التحرير
عصام كامل

كُلُّ إناءٍ بِما فيه يَنضَح


كم نعانى، نحن الصحفيين، فى عهد "مرسى".. نتحمل ما لا طاقة لنا به فى سبيل نشر الحقيقة، ثم تُزف التهم إلينا تباعا، بدءًا من الخيانة والعمالة .. نموت ألف مرة فى طريقنا للحصول على المعلومة التى يحجبها عنا المسئولون فى دولة الرئيس مرسى وجماعته، الذين "يكفِّرون" كل وسائل الإعلام .


العداء الذى تنصبه كافة الأنظمة التى تعاقبت على حكم مصر لنا؛ لأننا رفضنا أن نكون خدما لأى نظام، وراهنا على كشف الحقيقة والفساد أمام المواطن، لأنه أبقى من المسئول، وهو ما جعل الأنظمة الحاكمة تحاول جاهدة تكميم الأفواه بكافة الوسائل الإرهابية، عن طريق رفع دعاوى قضائية ضد الصحفيين وحبسهم وإغلاق بعض الصحف والقنوات، كوسيلة ضغط على الإعلاميين للانضمام إلى صفوفهم وترك صفوف المعارضة .

كم من الصحفيين الذين استشهدوا فى سبيل الكلمة لأنهم أيقنوا أنها أمانة، وحاربوا من أجل أن يحفظوا هذه الأمانة وما أصعب أن يُتهم الشرفاء بالخيانة ويمجد ذكر الصعاليك .

ثم أتت جماعة الإخوان المسلمين بوزير إعلام لا يحترم الصحفيين، ويتعمد إهانتهم بألفاظ خارجة، لا يجب أن تصدر من مسئول كبير بحجم وسائل الإعلام، لكن "كُلُّ إناءٍ بِما فيه يَنضَح"، ودائما ما تكون أوعية الإخوان كهذا الوزير الذى طالب الإعلاميون بإقالته، لكن هويته الإخوانية ضمنت له البقاء رغم أنف الجميع، وهو ما سيجعل وزير الإعلام يحاول الفترة القادمة الانتقام بشتى الطرق من الصحفيين، وستبدأ حملة تصفية الحسابات مع الجميع .

إناء الإخوان ما زال لديه الكثير والكثير للصحفيين، فالجميع يرى كيف تقوم الشرطة الآن بالقبض على الصحفيين أثناء تأدية عملهم، وتترك البلطجية وقطاع الطرق وتتعمد إهانة الصحفيين، ورأينا جميعا الفيديو الذى انفردت به "بوابة فيتو" لسحل قوات الأمن لأحد الصحفيين أمام قصر الاتحادية فى واقعة لم تتحرك لها نقابة الصحفيين، بالإضافة إلى القبض على عدد من محررى الصحف؛ منهم الزميل وليد صلاح، المحرر بالقسم السياسى بـ "فيتو"، وتوجيه أفظع الشتائم لهم، ومئات الوقائع المماثلة يتعرض لها الصحفيون يوميا دون أى رادع .

السجن ينتظر مئات الصحفيين فى عهد "مرسى" ، فعلى الرغم من أن الصحفى لايملك إلا قلما إلا أن الله قذف فى قلب النظام الرعب، فجعله يرى هذا القلم صاروخًا فتاكًا .

ما يتوجب على الصحفيين عمله هو الاتحاد، والوقوف يدا واحدة ضد الممارسات التى تحدث لهم أثناء تأدية عملهم، لضمان وقف هذه المهازل، وعدم حدوث ذلك مرة أخرى، لاسيما وأن نقابة الصحفيين " نايمة فى العسل "، وخيب النقيب الجديد آمال كل الصحفيين .

الرسالة التى أوجهها إلى النظام الإخوانى:" اكتب اكتب على الزنزانة حبس الصحفى عار وخيانة".
الجريدة الرسمية