خبراء الكرة يمتنعون!
أفضل شيء يفعله هؤلاء الذين يصفون أنفسهم ويصفهم الإعلام أنهم خبراء لكرة القدم أن يصمتون ويتوقفون عن الكلام والتحليل الذي يصدعون به رءوسنا الآن كل ليلة في عدد من الفضائيات.. وليس لدي مانع أن يستمروا في الحصول على المقابل المالي بظهورهم التليفزيوني!..
فهؤلاء لا يكفون عن نشر الإحباط بين عموم المصريين الذين يأملون في أن يوفق منتخبنا القومي خلال مباريات المونديال في موسكو.. أن أغلب هؤلاء إما كانوا لاعبين غير مرموقين أو مدربين محدودي القدرة، ومع ذلك أسبغوا على أنفسهم ألقاب الخبراء والمحللين، وانطلقوا يهاجمون تارة لاعبي المنتخب، وتارة أخرى مدربهم، وزادت جرعة الهجوم أكثر بعد إعلان قائمة المنتخب في المونديال، لأن القائمة خلت من اسم أو آخر لبعض اللاعبين، أو لأنها ضمت لاعبين معينين.
نعم أن ما يفعله هؤلاء الذين يصفون أنفسهم بخبراء الكرة ليس جديدا، وسبق أن فعله من قبل أثناء التصفيات للمونديال، بل والمدهش أيضا بعد اجتيازها بنجاح هذه التصفيات ومشاركتنا في المونديال بعد غياب طال ٢٨ عاما، لدرجة أن هؤلاء الخبراء طالبوا بإعفاء كوبر الذن أوصلنا إلى المونديال من تدريب المنتخب والبحث عن مدرب آخر له.. لكن الأمر تجاوز الآن القدرة على الاحتمال، لدرجة قول أحد هؤلاء الخبراء إن استبعاد لاعب معين عار، وقول آخر إن منتخبنا يصلح فقط للمشاركة في دورة برلمانية وليس مونديال العالم!
على كل حال أن ما يحدث في كرة القدم نواجهه في الكثير من مجالات حياتنا، حيث نكبتنا بمجموعات ممن يسمون أنفسهم خبراء لا يفعلون سوى نشر الإحباط ورفض كل شيء وأي شيء، والحصول مقابل ذلك على أموال أو تلميع إعلامي ودعاية لأنفسهم.. وطوبى لمن يحترمون أنفسهم ويحترمون أيضا الناس.