بعد عام من المقاطعة العربية لـ«قطر».. سقوط الجزيرة.. وقطع لسان الدوحة.. «تميم» يبحث عن شاشات جديدة.. القنوات المُحرضة تفقد مصداقيتها.. وخبراء يكشفون خطة «آل حمد» لترتيب ا
مساء ٥ يونيو ٢٠١٧، كبرى القنوات العربية تتوحد، شريط الأخبار يشير إلى خروج قرارات عاجلة سيشهدها الإقليم العربي خلال ساعات، رؤساء وأمراء الدول الأربع الكبار في المنطقة في انعقاد دائم، أجواء سيذكرها التاريخ، أعادت البوصلة وضبطتها، الوقت يمر ببطء، بترقب الشارع العربي ما سيعقب هذا الحراك، مشاورات واتصالات رسمية وغير رسمية، تنتهي بقرار مصيري هو «مقاطعة قطر»، في إجراء يبدو أنه تأخر كثيرًا، لكنه يؤكد أن العرب يمتلكون أدوات المحاسبة وضبط الإيقاع إذا ما «نشز» أحد الأوتار.
قرار المقاطعة العربية، جاء كرد فعل مباشر لتصريحات أمير دولة قطر، ضد الأنظمة العربية، بشكل يفضح أهدافها السوداء التي خططت لتنفيذها لسنوات عبر منصاتها الإعلامية وبتمويلها للجماعات الإرهابية في شكل جديد لحروب الوكالة - إن جاز التعبير-.
حرب إعلامية
حرب إعلامية شنتها قطر على الأنظمة العربية، قبل ما يزيد على عقد من الزمان، من خلال منصات غير مهنية، معصوبة الأعين، تنفذ أجندة وضعها آل حمد، لمآرب خبيثة حيال من حولها، وبالفعل كان لها عظيم الأثر في لعب دور تحريضي ضد القاهرة، بل امتد الأمر إلى أن نال من دول التعاون الخليجي التي تعد قطر من أعضائه.
عام على المقاطعة.. يقف الجميع أمامها وما حل بالدولة المحاصرة من خسائر اقتصادية وسياسية، وانعكس بطبيعة الحال على الأداء الإعلامي الذي يحاول أن يعيد إنتاج نفسه من خلال منصات جديدة بنفس المنهج، لكن بوجوه جديدة، لا سيما أن المنابر القديمة وعلى رأسها قناة الجزيرة، انكشف أمرها بعدما خالفت كل الأعراف والقواعد المهنية، وساهمت بشكل كبير في تدعيم الإرهاب إعلاميًا ونشر الأفكار المتطرفة.
نجاح الجهود الإعلامية
الدكتور محمود علم الدين، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، وعضو الهيئة الوطنية للصحافة، من ضمن الخبراء الذين أكدوا نجاح الجهود الإعلامية التي بذلت من قبل الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب «مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين» نجحت في إلقاء الضوء على الإعلام القطري ودعمه السياسة الخارجية للدولة، بل ارتباطه بكل الإستراتيجيات القطرية، وبالتالي كشفت أبعاد دور قناة الجزيرة وبقية المنصات القطرية، التي فقدت المصداقية والبريق، وهناك محاولات لإنتاج نفس الأسلوب في المعالجة والتعاطي الإعلامي، تجاه الدول الأربع، يبدو عليها التحيز والتصنع والجانب الدعائي، وليس المهني.
ترتيب الأوراق
ويبدو أن قناة الجزيرة عقب تضييق الخناق على قطر، والأزمات الاقتصادية والسياسية المتلاحقة جراء المقاطعة، بدأت ترتيب أوراقها من جديد، أمر آخر أكده «علم الدين»، وأكمل بقوله: الجزيرة تراجع أوراقها الآن، ويتم البحث عن منصات جديدة لأهل الشر، للقيام بنفس الدور ولكن في ثوب جديد، لا سيما أن القناة أصبحت بلا تأثير.
أكذوبة
اتجاه البعض إلى القنوات المحرضة وعلى رأسهم قناة الجزيرة أكذوبة يرددها البعض، وهو ما ينفيه أيضا الدكتور محمود علم الدين، قائلا:« إن وسائل الإعلام في مصر تمتلك القدرة على طرح كل القضايا وعلى كل الأصعدة، لا مجال هناك لتقويض حرية الصحافة، فانتهت السيادة الإعلامية التقليدية للدولة على أرضها، فلا يمكن لدولة أن تحجب معلومة أو تمتنع عن مناقشة قضية بعينها في ظل وجود السوشيال ميديا، والسماوات المفتوحة، كما أن الشعوب وعت حقيقة هذه القنوات، ولا تزال هناك قلة تتابع هذه القنوات ولكن لمعرفة ما تقدمه وليس إيمانا منهم بمصداقيتهم.
الدور السياسي
مضيفًا:«الدور السياسي يحتاج إلى أدوات كي يصل معناه وتفسيره، فعاليته، ممثلا الذراع الإعلامي للسياسة الخارجية، وبالتالي الإعلام أثبت أنه قوة قادرة على التأثير على الرأي العام في عصر الإعلام والسوشيال ميديا، كما أنها الأداة التي يمكن من خلالها بناء الوعي وتكوين الاتجاهات، التي تبني الرأي العام، وهو مؤشر ومقدمة لأي سلوك، وبالتالي لا يمكن لأي فعل سياسي أن ينجح إلا إذا كان مرتكزًا على ذراع إعلامي قوي، يرصد ويحلل ويرد وهذا ما طبقته قطر قبل سنوات».