رئيس التحرير
عصام كامل

الصهاينة و«تميم» «إيد واحدة».. ما فرقته فلسطين جمعته «المقاطعة».. علاقات حميمية بين الدوحة وتل أبيب.. دعوة الإسرائيليين لحضور المونديال في قطر.. و«العمادي» يتفا

تميم بن حمد
تميم بن حمد

لسنوات طويلة، كانت الدوحة تتقن اللعب فوق كل الأحبال، لم تجد حرجًا من الرقص قليلا على حبل القضية الفلسطينية، أو التأرجح لفترة قصيرة في حبل القومية العربية، غير أنها ما بين التأرجح والرقص، كانت تفعل ما يمكن وصفه بـ"استربتيز سياسي"، حيث تخلت عن ملابسها قطعة قطعة مقابل أن تمسك بحبل العلاقات مع الكيان الصهيوني.


ولسنوات طويلة.. ظل النظام القطري يدعي في المحافل والمناسبات كافة، أنه حامل لواء العروبة والقضية الفلسطينية، ولكن في الخفاء العلاقات القطرية الصهيونية تسير على ما يرام، إلى أن جاءت المقاطعة العربية لتفضح العلاقات العميقة والحميمية بين الدوحة وتل أبيب.

تقارير إسرائيلية
التقارير الإسرائيلية الصادرة في الآونة الأخيرة داخل دولة الاحتلال أثبتت- بما لا يدع مجالًا للشك- أن الدوحة بمثابة الطفلة المدللة لإسرائيل، ويقول موقع "واللا" الإخباري العبري، إن قطر تندد في العلن وتمد يدها لدولة الاحتلال في السر، وإنها تلعب لعبة مزدوجة مع الصهاينة، وهو ما أكدته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية بقولها إنه لا شك في أن قطر تتمتع بعلاقات جيدة مع إيران، حماس وحزب الله وحتى داعش، لكن ذلك لم يمنعها من الحفاظ على علاقات ممتازة مع إسرائيل في إطار اللعبة المزدوجة التي تلعبها قطر مع جميع الأطراف، موضحة أن ذلك يسمح للشركات الإسرائيلية العمل في الإمارة الصغيرة ولكن تحت الرادار وخاصة في مجال الزراعة الذي تتمتع دولة الاحتلال بخبرة كبيرة به.

حاكم قطر
التقرير العبري يضيف: حاكم قطر يعمل على تشديد العلاقات مع دولة الاحتلال لأنها تقربه من واشنطن، كما أن قطر استقبلت خلال الآونة الأخيرة الكثير من العناصر الأمريكية المؤيدة لإسرائيل والذين تحدثوا مباشرة مع الأمير القطري، تميم بن حمد، وكان المحامي اليهودي الأصل، ألان ديرشوفيتز، واحدًا منهم الذي أكد أن تلك الزيارات جرت بدعم من الأمير القطري، كما قدم له الشكر على استضافة الرياضيين الإسرائيليين والسماح لهم بالمنافسة على الأراضي القطرية.

تزوير المواقف
تجدر الإشارة هنا إلى أن توطيد العلاقات غير المسبوق بين النظام القطري وتل أبيب ليس وليد اللحظة وإنما هو تجسيد لعقود طويلة بين الطرفين، ادعت خلالها قطر أنها مناهضة لإسرائيل على عكس الواقع على الأرض، والموقف الإسرائيلي من المقاطعة العربية لقطر كان واضحًا، وهو انحياز صهيوني تام للدوحة والذي وصفتها غالبية وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها تراجيديا.

واعتبرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن المقاطعة غير مجدية، لكنها تخدم بالأساس إيران التي توفر للدوحة احتياجاتها التي فقدتها بفضل المقاطعة، وبذلك فإن قطر لا تشعر بالحصار العربي المفروض عليها، في محاولة للتقليل من تداعيات المقاطعة لقطر رغم ما تعاني منه الأخيرة بسبب موقف الدول العربية منها نتيجة دعمها للإرهاب ضد دول المنطقة.

حرب شاملة ومدمرة
المثير في الأمر هنا أن الإعلام الإسرائيلي حاول أن يؤدي دور المصالحة من خلال التحذير من تداعيات المقاطعة، كتقديم خدمة لقطر عبر الترويج لفكرة أن غياب المصالحة سيقود المنطقة كلها إلى حرب شاملة ومدمرة، وأن هذه حرب لن يكون فيها أي فائزين باستثناء إيران والمتعاونين معها في الدول العربية.

وفي ذات السياق، لعب مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي هو الآخر دور أيضًا محاولة الوقوف إلى جانب قطر في أزمتها، وهو المركز الذي يعرف جيدًا أنه محل اهتمام من جانب العرب إذا أكد أن المقاطعة الحالية تعبر عن أصعب خلاف بين الدوحة والدول العربية منذ سنوات، معربًا عن قلقه من أنه لا يمكن استبعاد اندلاع حرب بين الدول العربية وقطر إذا شعرت دولة المقاطعة رغم انشغالها بحرب اليمن أن أفعال الدوحة تهدد بالفعل مصالحهم الأمنية الحيوية.

زعزعة استقرار الخليج
المركز الإسرائيلي حذر أيضًا من أن الخلاف من شأنه زيادة زعزعة استقرار منطقة الخليج، ووجه دعوة علنية إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل أن تقوم بدور الوسيط لحل الأزمة بشكل عاجل، مشيرًا إلى أن الدوحة تدرك المصلحة الأمريكية في ضمان أمن قطر بسبب وجود القاعدة الأمريكية في الأراضي القطرية والتي تلعب دورًا مهمًا في العمليات التي تقوم بها واشنطن في المنطقة.

المثير في الأمر هنا.. أن الأمير القطري، بعد إعلان "مقاطعة العرب" لإماراته، أصبح لا يأبه بأي شيء ويجعل علاقاته مع الكيان الصهيوني علنية وفتح الباب على مصراعيه للتطبيع في شتى المجالات وخاصة الاقتصادي والرياضي، فضلًا عن دعوة الإسرائيليين لحضور المونديال في قطر.

وشهدت الدوحة في الآونة الأخيرة استقبال العديد من الرياضيين الإسرائيليين من بينها استقبال فريق إسرائيلي لكرة اليد الطائرة، كما شارك لاعبون إسرائيليون في بطولة قطر المفتوحة للتنس، وكذلك رفع العلم الإسرائيلي في المسابقات التي تعقد في قطر، رغم غضب الشعب القطري من الانسيابية في تعامل النظام القطري مع الكيان الصهيوني المحتل.

عملية الجرف الصامد
العلاقات القوية بين الكيان الصهيوني وقطر كشف عنها السفير القطري، محمد العمادي، الذي أكد بحسب وسائل الإعلام العبري أنه زار دولة الاحتلال أكثر من 20 مرة منذ الحرب الأخيرة على قطاع غزة المعروفة بـ"عملية الجرف الصامد".

وأكد إعلام الاحتلال أنه منذ المقاطعة العربية لقطر كثفت الأخيرة تعاونها مع الاحتلال، بل وأفصحت عن جزء من العلاقات السرية والذي تتضمن تلك الزيارات للعمادي رغم أنها كانت سرية في الماضي، ولكن بعد المقاطعة الوضع اختلف، وفي الوقت نفسه رفضت دولة الاحتلال التعليق على كلام العبادي خشية إغضاب دول عربية أخرى، وفقًا لموقع "واللا" الإخباري الإسرائيلي، كما كشفت تقارير عبرية أخرى عن إمكانية إنشاء قناة اقتصادية رسمية مع قطر قريبًا في ضوء المقاطعة العربية.
الجريدة الرسمية