رئيس التحرير
عصام كامل

برقيات تكشف قِدَم العلاقة الوثيقة بين قطر وتل أبيب (صور)

فيتو

كشفت برقيات سرية قِدَم العلاقية بين قطر وإسرائيل، بدءًا من نظام الحمدين ومرورًا بأمير قطر الحالي تميم بن حمد آل ثاني، ولم تتوقف العلاقة السرية بين تل أبيب والدوحة.


وتنقل برقية كتبها السفير الأمريكي الأسبق جوزيف لابارون في 8 فبراير 2010 عن رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، حينها إنه بحفاظهم على سياستهم بالإبقاء على علاقات جيدة مع إسرائيل، فإن القطريين يأملون في مبادرة من الإسرائيليين تجاه الفلسطينيين تسمح للدوحة باستعادة الكرامة لنفسها، وأن تسمح للدبلوماسيين الإسرائيليين بالعودة.

السفير الأمريكي كشف في البرقية ذاتها أن وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس، طلبت من أمير قطر، المساعدة في إقناع حماس بالمشاركة في الانتخابات التشريعية عام 2006، وهو ما وافقت عليه الحركة للمرة الأولى منذ إقامة السلطة الفلسطينية عام 1994.

كما كتب لابارون في برقية سرية عن نتائج اجتماع بن جاسم مع السيناتور الأمريكي آنذاك جون كيري في 24 فبراير2010، أن الأول قال: "يمكن لقادة حماس في دمشق وغزة الاعتراف بإسرائيل، لكن تجب عليهم دراسة التوقيت بعناية شديدة؛ لأن مؤيدي الحركة ليسوا على استعداد لهذا التغيير".

وفي ذات الاجتماع انتقد بن جاسم اشتراط الرئيس الفلسطيني محمود عباس المفاوضات مع إسرائيل بوقف الاستيطان في الأراضي المحتلة، قائلاً إن الرئيس عباس "تسلق على الشجرة ولا يمكنه النزول منها".

وفي نص البرقية، يقول حمد بن جاسم لكيري إنه التقى أخيرًا في الدوحة مع وفد إسرائيلي، وشجعهم على العمل مع الفلسطينيين من جميع الأطياف في السعي لتحقيق السلام.

وأكد بن جاسم أنه من الخطأ العمل مع شريك واحد فقط وهو حركة فتح، وتجاهل حماس، ووصل الحد إلى أن أبلغت قطر الأمريكيين عام 2009 استعدادها لإعادة المكتب الإسرائيلي للعمل بصورة علنية في الدوحة.

وكتب السفير الأمريكي في الدوحة جوزيف لابارون في برقية سرية في 21 ديسمبر أول 2009 "إن إعادة قطر العمليات العادية لمكتب التجارة الإسرائيلي في الدوحة سوف يقدم شهادة على استعداد قطر للمساعدة في تحقيق أهداف الولايات المتحدة".

وألمح بن جاسم في برقية سرية يوم 1 يوليو 2009، إلى عدم قبوله بالمواقف العربية فيما يخص المكتب الإسرائيلي في وقت قالت فيه السفارة الأمريكية في الدوحة إن "العلاقات بين قطر وإسرائيل مستمرة".

برقية سرية أخرى، كشفت أن بن جاسم طلب من وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني، في يناير/كانون ثان 2009 السماح لقطر بإيصال مساعداتها إلى غزة من خلال مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب.

وكتب لابارون في برقية سرية، يوم 14 يناير 2009 "طلب رئيس وزراء قطر من وزيرة الخارجية الإسرائيلية ليفني سماح الحكومة الإسرائيلية بتسليم إغاثة قطرية عبر مطار بن جوريون، وقد وافقت تل أبيب بشرط أن لا يصاحب أي شخص الشحنة، وهو شرط رفضته الحكومة القطرية".

ويتضح من البرقيات أن قطر ساندت موقف حماس برفض إجراء الانتخابات الفلسطينية في العام 2010.

ونقلت السفارة الأمريكية في الدوحة عن السفير الفلسطيني في قطر قول منير غانم عن لقاء عباس مع أمير قطر آنذاك حمد بن خليفة آل ثاني، أن الأخير قال في الاجتماع الذي عقد في يناير 2010 إن" حماس تعارض إجراء الانتخابات لخوفها من أن القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية وقوى الأمن الفلسطينية ستؤثر في نتائج الانتخابات".
الجريدة الرسمية