رئيس التحرير
عصام كامل

مصراتة وتاورغاء.. ميثاق صلح بين الإخوة الأعداء في ليبيا (صور)

فيتو

جرت مساء اليوم الأحد، مراسم توقيع ميثاق الصلح الاجتماعي بين مصراتة وتاورغاء الليبية، بمجمع الحديد والصلب بمدينة مصراتة.

نقلت وكالة الأنباء الليبية (وال) في طرابلس عن مصادر مطلعة في مصراتة، لم تسمها، إن الميثاق يؤكد على ما توصل له الاتفاق الموقع بين لجنتي الحوار وبلدي مصراتة ومحلي تاورغاء، والمصادق عليه من رئيس المجلس الرئاسي.


وكان مجلس الحكماء والشورى بتاورغاء، قال إن شيوخ وأعيان وحكماء تاورغاء لا يرفضون الصلح والتعايش السلمي وحسن الجوار، لكنهم يرفضون ما جاء في مسوَّدة ميثاق الصلح بين تاورغاء ومصراتة بشكلها الحالي، التي لا ترتقي إلى المبادئ والأسس المتعارف عليها في مواثيق الصلح الاجتماعي.

وطالب مجلس الحكماء والشورى، في بيان صادر عنه، أهل الحل والعقد بالتدخل بشأن «إنهاء معاناة أهلينا وطي صفحة الماضي، وبدء تأسيس مصالحة شاملة في ربوع ليبيا، تكون بدايتها عودة أهالي تاورغاء إلى مدينتهم».

ويأتي الاتفاق، الذي أشرفت عليه لجنة الحوار من الجانبين، وسط اعتراض أعيان ومشايخ تاورغاء على بنوده، إذ قال ناصر أبديوي، أحد مواطني المدينة، إن بنود الميثاق «لا تلق قبولًا لدى أبناء مدينتي، ولا تعبر عن حجم معاناتهم طوال السنوات الماضية».

ونزح قرابة 40 ألف مواطن من تاورغاء عن ديارهم بعد إضرام النيران فيها بسبب خلافات مع مصراتة، تعود إلى عصر النظام السابق. وكانت تاورغاء من القوى الداعمة والعاملة مع القذافي أثناء حكمه.

لكن فور إسقاطه هاجمت كتائب مصراتة المدينة، عقابًا لها على اتهامات سابقة بـ«الاعتداء على مدينتهم واغتصاب نسائها» الأمر الذي تنفيه المدينة.

ويعيش أهالي تاورغاء بأماكن متفرقة في مدينتي طرابلس وسبها (غرب وجنوب) البلاد، فيما اتجه بعضهم إلى بنغازي في شرق ليبيا، وقد سعى مئات النازحين، الذين يقيمون في بنغازي، إلى تفعيل قرار السرّاج بالعودة إلى ديارهم. لكن ميلشيات مسلحة محسوبة عليه حالت دون ذلك، فافترشوا صحراء قرارة القطف شرق بني وليد (شرق غربي) منذ أربعة أشهر، وأصبحوا منذ ذلك الوقت يعيشون في خيام من القماش وسط طقس صعب للغاية.

وفور الإعلان عن موعد توقيع ميثاق المصالحة، وصف أعيان ومشايخ مدينة تاورغاء الاتفاق، الذي أشرفت على صياغته لجنة العودة المشتركة، بأنه «مذل ولا يمثلهم»، محذرين ممّا اسموه «التحركات المشبوهة من قبل بعض أبناء مدينتهم».

كما هددوا في بيان تناقلته وسائل إعلام محلية، برفع الغطاء الاجتماعي على أي شخص يوقع على الميثاق مهما كانت صفته، وقالوا إنه «من حق المواطنين العودة إلى ديارهم لكن دون قيد أو شرط».




الجريدة الرسمية