رئيس التحرير
عصام كامل

بيزنس «الصلاة والأمسيات».. التليفزيون يحقق في مكاسب «صلوات الجمعة».. والإذاعة تلجأ لـ«تقنين الأوضاع».. محاباة الشيخ والإعلانات السرية أبرز أشكال الفساد.. وقطار الأزمات في

فيتو

لم تكن إدارة البرامج الدينية، في منأى عن أذرع أخطبوط الفساد، الذي تمدد كثيرًا خلال السنوات الماضية، داخل مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، رغم المحتوى الديني الذي تقدمه، حيث تجرى داخل قطاع التليفزيون، برئاسة مجدي لاشين، تحقيقات سرية في حصول أحد مذيعى صلاة الجمعة على هدايا مالية اعتبرها مسئولو الشئون القانونية رشوة من إحدى الشركات مقابل تكرار المذيع اسمها في افتتاح أحد المساجد أثناء نقل الهواء لصلاة الجمعة قبل ثلاثة أسابيع مضت.


وتعود أحداث الواقعة إلى قيام المذيع المتهم بالحصول على الرشوة، بتكرار اسم الشركة على الهواء أثناء نقل صلاة الجمعة أكثر من مرة، وعقب انتهاء الصلاة، سلم مسئولون من الشركة كشفا بأسماء المخرجين والعاملين معه، وفور وصول الأنباء إلى ماسبيرو وإخطار الجهات الرقابية بالواقعة تم الانتظار لحين وصول الأموال من الشركة في مظاريف خاصة باسم العاملين والمذيع وتم تحويله إلى التحقيقات.

حالة غليان
واقعة “مذيع صلاة الجمعة”، لم تكن الوحيدة في خانة مشكلات وأخطاء في إدارة البرامج الدينية بماسبيرو، بل هناك حالة من الغليان والتجاذب المستمر بين مقدمى تلك النوعية من البرامج، حيث يتنافسون على أسبقية وأكثرية الظهور في مناسبات دينية عديدة، حتى إن بعض المذيعين الذين أحيلوا للتقاعد منهم محمد عبد العظيم وعلى عبد الحليم، ونظرا لوجود نقص شديد في أعداد المذيعين، تقدموا بطلبات للعمل في الجمعات والإذاعات الخارجية دون أجر، إلا أن ذلك لم يمنع بعض المذيعين من تقديم شكاوى فيهم ومحاولة عرقلة الموافقة على عمل مذيع المعاش، حتى ولو دون مقابل في محاولة للسيطرة على الشاشة واستغلال الظهور في المناسبات الدينية لتحقيق شهرة خاصة لهم وفق قاعدة الندرة تخلق التميز.

قطار الأزمات
قطار الأزمات داخل البرامج الدينية لم يتوقف عند حد خلافات المذيعين وصراعاتها الداخلية للفوز بأكبر عدد من الدقائق على الشاشات، بل امتد إلى عمليات اختيار بعض المشايخ للمشاركة في صلوات الجمعة، وكذا الفجر من المساجد الكبرى حتى إن بعض هؤلاء القراء دخل في خصومة شخصية مع مسئولين بالإدارة، وأصبحت الشكاوى المتبادلة بينهم حديث الصغير والكبير داخل ماسبيرو، ولعل خير مثال على ذلك الشكاوى التي تم تقديمها مؤخرا في عبد العزيز عمران مدير عام البرامج الدينية، وكلها تتهمه بمحاباة بعض القراء على حساب الآخرين.

المثير في الأمر هنا أن “بيزنس صلاة الجمعة”، لم يتوقف عند حد البرامج المذاعة على شاشة التليفزيون، لكنه امتد إلى “ميكروفون الإذاعة”، غير أن تعديلا بسيطا تم إدخاله عليه، بحيث أصبحت الأمسيات الدينية، بديلا عن صلوات الجمعة، وبدأت الواقعة بعدما علمت رئيسة الإذاعة نادية مبروك، أن هناك بعض الأشخاص يستغلون تلك الأمسيات لتحقيق أموال جراء اتفاق مع المواطنين في القرى والنجوع، ببث أمسية من أحد المساجد والحصول على أموال منهم.

رئيسة الإذاعة، فور تحققها من الأنباء التي وصلتها، لم تجد حلًا سوى بتقنين الأمر، حيث أصدرت قرارا بتنظيم أمسيات دينية في المراكز والقرى، لكن مقابل 7 آلاف جنيه يتم توريدها لخزينة المبنى.

"نقلا عن العدد الورقي..."
الجريدة الرسمية