وزير الأوقاف يكشف «أسس بناء الدولة القوية» في احتفالية غزوة بدر
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إن عملية بناء الدول ليست بالمهمة السهلة، وفي غزوة بدر لم تكن هناك غزوات في مكة لأن المسلمين لم تكن لهم دولة فيها وعندما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة بدأ بتأسيس الدولة وكانت غزوة بدر دفاعا عن الدولة.
واستشهد وزير الأوقاف، خلال كلمته باحتفالية غزوة بدر الكبرى من مسجد السلطان أبو العلا، بكتابة "فلسفة السلم والحرب والحكم" حيث إن غزوات النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن اعتداء ولا بغيا على أحد وإنما كانت لرد الاعتداء أو دفع العدوان؛ أو وأد التآمر والخيانة، وفي غزوة بدر جاءت قريش لإجهاض دولة المسلمين بدليل أن المولى عز وجل قال في آياته الكريمة "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، وما كان للمسلمين أن يبادروا بالقتال على قلة عددهم وعتادهم وأسلحتهم لولا أن الحرب قد فرضت عليهم فخرجوا دفاعا عن مدينتهم وعن دولتهم.
وأشار الوزير أن كل ما يؤدي لقوة الدولة وإقامتها والحفاظ عليها هو في صميم مقاصد الأديان فحماية الأوطان من مقاصد الأديان، وكل ما يمكن أن يهدد كيان الدولة يجب علينا جميعا أن ندفع ذلك الخطر كما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
وأوضح أن أهل الباطل عبر الزمان والتاريخ وقوى الشر والظلام يضيق بها أن ترى دولة الحق قوية؛ ذلك أن وجود دولة قوية للحق والعدل يهدد مصالح المستعمرين والطامعين والمتربصين ويحاول أهل الباطل دائما إجهاض الدول التي تقوم على الحق والعدل فأراد المشركون إجهاض دولة النبي صلى الله عليه وسلم قبل قيامها في المدينة.
وأردف: لم يكن في تاريخنا عدوان على أحد ولا بغي لا في التاريخ الإسلامي ولا في عقيدة قواتنا المسلحة الباسلة ولا في سياستنا المصرية أننا نعرف الظلم أو البغي أو الاعتداء على أحد وبنفس القدر والقوة والحماس والجدية لا نقبل أن يعتدي علينا أحد أو أن ينال من كرامتنا أحد أو يمس أرضنا ما دام فينا نفس.
واختتم: أن الدول تبنى بالجهد والعدل والعرق فالأمة المتقنة التي تكتفي في طعامها وشرابها وكسائها تستطيع أن تواجه العالم بقرار مستقل، ولذلك سنجعل من سياستنا الدعوية في وزارة الأوقاف في الفترة المقبلة التحول إلى العمل والإنتاج.