رئيس التحرير
عصام كامل

خبير ألماني: الأوروبيون يجدون صعوبة في فهم الإسرائيليين

فيتو

يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألمانيا في أوقات سياسية متقلبة، ويرى خبير الشئون الإسرائيلية بيتر لينتل يرى، أن الشرق الأوسط يتغير بصفة دراماتيكية، والمثير للمخاطر حاليا بالنسبة إلى إسرائيل هو زحف إيران، كما أن الوجود الإيراني في سوريا يعكس بالنسبة إلى إسرائيل خطرا مباشرا، وهنا تقف ألمانيا بكل وضوح إلى جانب إسرائيل وتعترف كليا بحق البلاد في الدفاع عن النفس أمام إيران التي تهدد إسرائيل انطلاقا من سوريا.

وأضاف أنه يوجد بالفعل تباينات واضحة، فألمانيا تعتقد أن الاتفاقية النووية مع إيران كانت خطوة في الاتجاه الصحيح. في المقابل تقول إسرائيل بأن الاتفاقية تعطي لإيران إمكانية تطوير قنبلة نووية ـ وذلك بفضل الاتفاقية وتحت غطاء شرعية مزعومة.

وأوضح لينتل أن ألمانيا ترفض أي نقل للسفارات إلى القدس على خلفية أن إسرائيل ضمت القدس الشرقية في 1980 وأعلنتها العاصمة الموحدة، وعلى إثر ذلك صدر قراران من الأمم المتحدة دعيا إلى سحبها، وعلى هذا النحو كان المراد هو إصدار إشارة إلى أن حل الدولتين أو أن حدود 1967 ماتزال قائمة بالنسبة إلى المجتمع الدولي، وعلى هذه الخلفية يجب النظر إلى الموقف الألماني، وكل نقل لسفارة إلى القدس يعني بالطبع ضمنيا الاعتراف بعملية الضم.

وتابع: أعتقد أن الكثير من الأوروبيين لهم بالفعل صعوبات في تقمص وضع الإسرائيليين. وهذا لا يطال فقط التطور المباشر مثل الهجمات بالصواريخ من غزة أو الحرب الدموية في البلد المجاور سوريا، وعوض ذلك يتعلق الأمر لاسيما بالتخيل أن تكون في نزاع يستمر منذ 100 سنة مع الفلسطينيين، كما أنه يستمر الجدل حول شرعية إسرائيل، وهذه المسألة ما تزال تظهر عبر وسائل الإعلام، وهذا الشعور بعدم الأمن الناجم عن ذلك والمتزامن مع الوضع الأمني لا يمكن لكثير من الأوروبيين تصوره، لكن حجة الطرف الآخر يتم استخدامها أيضا من الإسرائيليين لإغلاق أفواه الأوروبيين. ثم يُقال يجب على الأوروبيين أن يتحفظوا بالانتقاد، لأنهم لا يعرفون عما يتحدثون. ومن زاوية أوروبية وألمانية يجب بالطبع وزن الأمور حسب ثقلها، فمن ناحية يحق لنا التعبير عن رأينا. ومن ناحية أخرى يجب محاولة فهم الموقف الإسرائيلي.

وأكد أن بنيامين نتنياهو سياسي مثير للجدل، ومنتقدوه يتهمونه بأنه يبرز بقوة التهديد من الخارج ليتألق داخليا، فمن ناحية يكون هذا الاتهام في محله، وبالحجة أنه هو "سيد الأمن" في إسرائيل حيث يمكن لنتنياهو فعلا إقناع الناخبين، وهذا ما رأيناه بوضوح في الحملة الانتخابية الأخيرة، فعندما كان يوشك على خسران الحملة الانتخابية، استخدم ورقة الأمن، وهذه الورقة تتضمن أن هناك حاجة إلى عدو تمثل جزئيا في الفلسطينيين الإسرائيليين ثم أيضا إيران، فنتنياهو يحتاج إلى لعب هذه الورقة، ومن ناحية أخرى نتنياهو مقتنع بوجهة نظره، فانتقاده للاتفاقية النووية مع إيران ينم عن القناعة الحقيقية من أن الاتفاقية سيئة لإسرائيل،حتى ولو أن الأوروبيين ينظرون باختلاف لهذه المسألة، وزميل إسرائيلي لي يعبر بدقة عن التقييم المتباين للإسرائيليين والأوروبيين بشأن المخاطر المحدقة بإسرائيل عندما يقول ليس لأننا منفصمو الشخصية، هذا لا يعني بأنه لا يتم مطاردتنا. وبالتالي فإن نتنياهو يكسب بانتقائه اللغوي أصوات ناخبين. ومن ناحية أخرى فالقضية جد هامة بالنسبة إليه.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية