رجل دين مستنير!
هناك فارق كبير بين رجل دين مستنير، ورجل دين غير مستنير.. والفارق هنا هو تحديدًا الفارق بين الحياة والموت.. فها هو رجل دين يخرج علينا مكفرا لاعب الكرة الذي يفطر في رمضان ويستبيح دمه، أي يحرض على قتله، رغم أن المؤسسة الدينية التي ينتمي إليها رفضت أن تمنح نفسها حق التكفير حتى الإرهابيين وقتلة داعش..
وها هو في المقابل رجل دين آخر وأمام مسجد شهير بالقاهرة يدعو في صلاة فجر اليوم بأن يحمي الله مساجد مصر وأزهرها الشريف وأيضًا يحمي كنائسها، أي يحمي مصر بكل مؤسساتها الدينية المسلمة والمسيحية، ومن وراءه ردد المصلون آمين، وهو ما يردده المسلمون والمسيحيون معًا كل في صلاته بعد الأدعية، مثلما كان يفعل أجدادهم قبل ظهور المسيحية والإسلام بآلاف السنين في العصور الفرعونية القديمة.
ونحن الآن نحتاج لهذا النوع الثاني من رجال الدين المستنيرين، وندعو الله أن يحمينا من النوع الأول من رجال الدين غير المستنيرين.. فإن رجل الدين المستنير يسهم في نشر التسامح وكل القيم الإيجابية الطيبية ويساعد المجتمع على التعايش المشترك في سلام مجتمعي.. أما رجل الدين غير المستنير فإنه يربي لنا وحوشًا آدمية تنطلق لتقتل وتخرب وتحرق وتفجر وتهدد أمن البلاد والعباد معًا وتشيع التعصب والفتن في المجتمع.
أما إذا كنّا جادين حقًا في مواجهة التطرّف الديني فإننا نحتاج فورًا للتخلص من رجال الدين غير المستنيرين، وذلك بإبعادهم عن مواقع التأثير في الناس، وهذه ليست مسئولية المؤسسة الدينية وحدها وإنما هي مسئولية المجتمع كله، وفي المقدمة منها الإعلام الذي ما زال حتى الآن للأسف يمنح رجال الدين غير المستنيرين الفرصة لبث سموم التطرّف والتعصب عبر وسائله المختلفة دون مساءلة لأحد.