فرسان الفتوى بالقائمة البيضاء
بهدوء شديد وحكمة معهودة يمشون واثقي الخطوة ملوكًا على الأرض.. لا يخيفهم فساد ولا يرهبهم تهديد.. لا سلطان عليهم سوى ضمائرهم.. أيادٍ متوضئة وعقول بالفقه نابضة.. لا هم لهم سوى الحق والحق وحده.. لطالما حاول مشعلو الفتنة إضرامها فتدخلوا هم في الوقت المناسب يطفئون النيران في مهدها ولا يبقون منها حتى وميض تشعله الرياح.
إنهم بحق جنود في الأرض وفرسان في ميدان كبير وساحة معاك طاحنة سلاحهم علمهم وعدتهم توفيق الله وهديه.. إنهم علماء مصر الأجلاء يقف لهم العالم احترامًا وإجلالًا لوسطيتهم واعتدالهم، إذ يمثلون صورة مضيئة للإسلام الحقيقي الإسلام علما وفقها قبل أن يكون مظهرًا وشكلًا، يشار لهم بالبنان حتى في مهبط الوحي الشريف بلاد الحرمين الشريفين.
في محراب الأزهر تربوا ومن فيض علمه نهموا منهم من رحل عن عالمنا – رحمهم الله- ومنهم من بقى جنديا في ميدان الدعوة.. لتتسع القائمة البيضاء لإسمائهم فمنهم الدكتور علي جمعة أحد سادة علم أصول الفقه بشهادة معارضيه وصاحب كتاب البيان لما يشغل الأذهان، والدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية الصوفي الهوى الأزهري الانتماء.. وطبعا نجم العالم العربي والإسلامي فضيلة شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب بما لديه من فقه العالم وخبرات الأكاديمي.
القائمة تطول جدًا.. لكن ما يجب التأكيد عليه أننا لسنا بصدد الدفاع عن أشخاص أو أسماء بعينها، وإنما التشديد بقوة على ضرورة الحفاظ على المؤسسة الدينية الرسمية كونها السبيل الوحيد لمواجهة التطرف والإرهاب والجهل المقيت.. فليظل الأزهر الشريف كما هو قامة وقيمة تعمل الدولة والشعب على دعمه ودعم دوره، وكذلك وزارة الأوقاف بما فيها من خبرات وعلماء.. نحتاج من صانع القرار التأكيد على ذلك المعنى وجبر ما كسر في جدران تلك المؤسسات.
وبالنسبة لوزارة الأوقاف فالتحدي سيكون أكبر خلال الفترة المقبلة؛ لأنها ستكون بصدد مزيد من الضوابط والصرامة في اختيار الأئمة وأحسبها تخطط لذلك.. إن إمام المسجد دوره موازٍ لدور رجال الأمن في منع الجريمة في مهدها شريطة دعمه ودقة اختياره، وأحسب توجه الوزارة في الاختبارات الدورية لأئمتها خطوة جادة على طريق الإصلاح..
حفظ الله علماء مصر ووفقهم إلى كل خير.