رئيس التحرير
عصام كامل

احترام الرموز


حَسنَا فعل المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، حينما خاطب القنوات التليفزيونية والشبكات الإذاعية الخاصة والعامة وكذا الصحف القومية والخاصة، بمنع ذكر اسم شيخ الأزهر دون أن يسبقه "فضيلة الإمام الأكبر" شيخ الأزهر الشريف وكذا ذكر اسم البابا دون أن يسبقه "قداسة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية"، ويمكن إكمال هذا النهج الذي يعطي لكل ذي حقه، في زمن تطاول فيه السفهاء على الدولة ورموزها، حتى نجد بعض هؤلاء يتهكمون على رموز المجتمع وقادته ويألبون بعضه على بعض تحت دعاوى حرية الرأي وهي منهم براء..


حرية الرأي لا تعني التطاول والإساءة بل تعني التنبيه والتذكير دون غلظة، وهو نهج قرآني ثابت وأدب رباني عظيم فالله سبحانه وتعالى حينما بعث سيدنا موسى وهو نبي من قبل الله تعالي إلى فرعون أمره بعدم إغلاظ القول له فقال تعالي "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى"، وصفحات التواصل الاجتماعي تمتلئ بالعديد من هذه النماذج التي توغلت واستباحت لحوم العلماء والرموز دون رادع من أدب أو ضمير أو حتى دين حثنا على مكارم الأخلاق وتوقير العلماء والقادة، حتى لو أخطأوا فالكمال لله وحده، والله تعالي تجاوز لنا عن أخطائنا فلماذا لا يحترم بعضنا بعضا؟!

هذا الأمر الذي قام به المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام ينبغي ألا يقتصر على الإعلام وحده، بل يجب على كل الوزارات خاصة التي تتعلق مباشرة بالتنشئة والتعليم والتربية والثقافة والوعظ والإرشاد تعميم منشورات بهذا الخصوص ترجع للدولة ورموزها هيبتها وتعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
الجريدة الرسمية