رئيس التحرير
عصام كامل

في غفلة من الجميع.. إسرائيل تدرس التاريخ للعالم


عندما يتدهور التعليم في بلادنا، تسبقك دول أخرى إليه. أسباب التدهور تختلف من بلد عربي لآخر. وبينما تهتم الدول بالعلوم تركز إسرائيل بجانب العلوم على علم لم يعد يلقى اهتماما، وهو علم التاريخ. لم تعد إسرائيل تسعى فقط لأن تعلم تاريخها للمقيمين بها أو لليهود بشكل عام، لكن للعالم أجمع وإن شئت مجانًا.


فجامعة "تل أبيب" من الجامعات التي كانت تتقدم في التصنيف العالمي منذ عدة أعوام وتراجع تصنيفها وفقا للتصنيف العالمي للجامعات. جامعة "تل أبيب" التي تم إنشاؤها عام ١٩٥٦ كانت من بين أفضل ١٠٠ جامعة عالمية في عام ٢٠١٢، ولكنها تراجعت حسب الموقع نفسه في عام ٢٠١٨ لتحتل الترتيب العالمي بين ٢٠١-٢٥٠ جامعة. موقع "كيو اس" QS Top Universities يصنف جامعة تل أبيب في الترتيب ٢٠٥ عالميًا، في حين يضع الموقع نفسه جامعة القاهرة في الترتيب بين ٤٨١-٤٩٠ عالميًا.

جامعة "تل أبيب" تشارك حاليا بمقررات يتم يمكن الحصول عليها مجانيًا من أشهر موقع تعليمي يقدم شهادات خاصة بدورات تدريبية منخفضة التكاليف ولا تتجاوز المائة دولار، الموقع الشهير "كورسيرا" Coursera يقدم دورات تدريبية في شتى التخصصات من بينها، تخصصات عملية وأخرى نظرية، ويتم تقديم هذه الدورات على الإنترنت، ويمكن الحصول على المحتوى العلمي من خلال الموقع مجانًا دون الحصول على شهادة في نهاية الدورة التدريبية، جميع هذه الدورات معتمدة من جامعات دولية معتمدة في الولايات المتحدة وأوروبا، ويقوم بالتدريس فيها أساتذة من هذه الجامعات، ومن بين هذه الجامعات العديد من الجامعات الشهيرة في الولايات المتحدة.

جامعة "تل أبيب" دخلت في مصاف الجامعات التي تقدم هذه الدورات التعليمية التدريبية، وهي تقدم حاليًا أربع دورات دفعة واحدة، وجميع هذه الدورات تتعلق بتاريخ الشرق الأوسط وتاريخ إسرائيل: الدورة الأولى بعنوان: "ظهور الشرق الأوسط – الجزء الأول"، الدورة الثانية هي الجزء الثاني من دورة "ظهور الشرق الأوسط". الدورة الثالثة بعنوان: "تاريخ إسرائيل: من الفكرة إلى الدولة". أما الدورة الرابعة فهي بعنوان: "سقوط ونهضة القدس".

هذه الدورات يقوم بالتدريس فيها أكاديميين إسرائيليون ويقومون بالتدريس باللغة الإنجليزية. في الأسبوع القادم سأتناول هذه الدورات بالتفصيل لأكشف عن المغالطات التي تتضمنها، لعلنا نفيق من سباتنا العميق، ونعرف أن هناك من يقدم تاريخ المنطقة للعالم مجانا وفق وجهة نظره.
الجريدة الرسمية