رئيس التحرير
عصام كامل

فساد الكبار!


تستحق هيئة الرقابة الإدارية التحية على ما تقوم به من جهد في ملاحقة الفساد والفاسدين في أماكن عديدة مختلفة، فهى أكدت بما تقوم به في هذا الصدد أنه لا حصانة لأحد من المساءلة والحساب، إذا اقترف خطأ ومارس فسادا، حتى ولو كان له منصب كبير وصاحب مركز عال.. صحيح أن الفساد لا يقتصر فقط على الرشوة وتلقيها، والفاسدون ليسوا فقط هم المرتشون، ولكن هيئة الرقابة الإدارية تتصدى للفساد، وتسعى لحماية المال العام في العديد من المشروعات والمواقع، فضلا عن أن محاربة الفساد هي مهمة لا تقتصر على الرقابة الإدارية وحدها.


ومع ذلك فان الهيئة بالإضافة لما تقوم به من جهد في حرب الفساد، مطالبة بأن تبحث وتدرس من خلال ما تقوم به، وما كشفت عنه من قضايا فساد عن أسباب تورط الكبار في الفساد، رغم أن مواقعهم ومناصبهم تمنحهم دخولا كبيرة تضمن لهم مستوى معيشى مرتفع، فضلا عن أن مناصبهم تمنحهم بعضا من الوجاهة الاجتماعية..

أي إنهم ليسوا مضطرين لممارسة الفساد والوقوع في براثنه.

مثل هذه الدراسة يمكن أن تساعدنا في الوقاية من الفساد قبل وقوعه، وتمكننا من سد الثغرات التي ينفذ منها الفاسدون، وتمنحنا الفرصة لتقليل حجم الفساد في بلادنا، وتقدم لنا المقترحات العملية لمحاصرة الفاسدين في المهد، وأيضًا حماية البعض من الوقوع في براثن الفساد.

والرقابة الإدارية لديها كل الملفات الخاصة بقضايا الفساد التي تكشف كيف ولماذا وقع بعض الكبار في براثن الفساد.. ولذلك نحن في انتظار أن تفعلها الرقابة الإدارية.
الجريدة الرسمية