رئيس التحرير
عصام كامل

«القصف بالقصف والدم بالدم».. المقاومة الفلسطينية تمطر الاحتلال بوابل من الصواريخ.. تحذيرات من حرب مفتوحة وتغير قواعد الاشتباك.. صافرات الإنذار تدوي دون انقطاع..وأنباء عن تدخل مصري للتهدئة

فيتو

أكدت المقاومة الفلسطينية اليوم الثلاثاء، أن أكثر من 50 صاروخا تم إطلاقها على الاحتلال إسرائيل فور بدء التصعيد على قطاع غزة.

وسجل إطلاق صافرات الإنذار في الجنوب أكثر من 61 مرة نتيجة لإطلاق رشقات صاروخيّة للمقاومة من داخل قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال إسقاطه 25 منها وأقر بسقوط جزء آخر في «أراضي مفتوحة»؛ في أكبر قصف صاروخي للمقاومة منذ انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع، صيف 2014.


أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتهما عن استهداف المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون ردًا على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

وأكدت السرايا والقسام في بيان مشترك، أن المقاومة لن تسمح للعدو أن يفرض معادلاتٍ جديدةٍ باستباحة دماء أبناء شعبنا وتحذره من التمادي والاستمرار في استهداف أهلنا وشعبنا.

وشددتا، أن كافة الخيارات ستكون مفتوحة لدى المقاومة فالقصف بالقصف والدم بالدم وسنتمسك بهذه المعادلة مهما كلف ذلك من ثمن.

قواعد الاشتباك

وأكد الخبير العسكري اللواء واصف عريقات، أنَّ "المقاومة استطاعت الرد بكل قوة على محاولات إسرائيل تثبيت وفرض قواعد اشتباكٍ جديدة.

وقال اللواء عريقات في تصريحٍات صحفية: حاولت إسرائيل خلال الأشهر الماضية تثبيت قواعد اشتباك جديدة مع قطاع غزة مفادها ضرب المقاومة والاعتداء على القطاع دون ردٍ من قبل الأخيرة.

وأشار عريقات إلى أن رسالة قصف المقاومة للمستوطنات الإسرائيلية تتمثل في أنها لن تقبل بأن تفرض قوات الاحتلال قواعد اشتباك جديدة، وأنَّ المقاومة سيكون لها كلمة قوية عند كل جريمة إسرائيلية.

ولفت إلى أن فعاليات مسيرات العودة أزعجت المستوى الأمني والسياسي الإسرائيلي كثيرًا الأمر الذي دعاهم لمحاولة تغيير قواعد الاشتباك مع قطاع غزة، وتسخين المناطق الحدودية، والعمل على عسكرة المسيرات، ليسهل السيطرة عليها.

الحرب المفتوحة

وفي تقدير الرد الإسرائيلي، يرى الكاتب والمحلل السياسي حسن لافي أن تقدير موقف الرد الإسرائيلي لا يمكن فهمه إلا من خلال المصلحة العليا في دولة الاحتلال، مشيرًا إلى أنَّ المصلحة الأهم بالنسبة لإسرائيل، أن لا تذهب لمواجهة مفتوحة مع غزة في ظل اقتراب إعلان الإدارة الأمريكية لصفقة القرن، حيث كل المؤشرات تقول أنها كتبت حسب الرغبة الإسرائيلية.

كما ويرى في تقديره للموقف، أن إسرائيل لن تذهب لمواجهة مفتوحة، بسبب قيامها بجهود دبلوماسية كبيرة من أجل التخفيف من الاحتقان في غزة لسبب رئيسي أنها لا ترغب بالحرب كونها تدرك أن انسداد الأفق في غزة سينفجر بوجهها، بل أكثر من ذلك حذرت السلطة من التضييق على غزة في الآونة الأخيرة، لذا لن تحاول تفجير هذه المساعي خاصة أن الحلول كانت بعيدة عن مسئولية دولة الاحتلال.

وتوقع لافي، أن تكون ردة الفعل الإسرائيلية مؤلمة ولكنها محدودة لا تكسر قواعد الاشتباك المعتادة بمعنى الحرص على عدم الانتقال إلى مربع الحرب المفتوحة، وستحرص للسعي لإجهاض مسيرات العودة من خلال محاولتها عسكرة المنطقة القريبة من الحدود كساحة اشتباك عسكري وليس اشتباك جماهيري.

وتمكنت المقاومة الفلسطينية، صباح اليوم الثلاثاء، من قصف مستوطنات ما يسمى «غلاف غزة» بعشرات من القذائف الصاروخية، ردًا على الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.

مطالب بالصعيد

طالب كافة المسؤولين الإسرائيليين مساء اليوم الثلاثاء، جيش الاحتلال بأن يُصعد من استهدافه لقطاع غزة بشكل عنيف جدًا ردًا على استهداف المستوطنات المحاذية لقطاع غزة بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون.

وذكر موقع معاريف الإسرائيلي بأن وزير ما يُسمى بالأمن الداخلي للاحتلال جلعاد أردان هدد بالعودة إلى سياسة الاغتيالات في قطاع غزة اعتبارًا من الليلة.

فيما عمير بيرتس رئيس حزب العمل السابق: لن نقبل بإطلاق وابل من الصواريخ من غزة، يجب علينا أن نميز بين الحل الإستراتيجي واستخدام الوسائل لوقف هذا التصعيد بما في ذلك العودة إلى سياسة الاغتيالات ضد قادة حماس.

وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال أرونين مانليس: سنضاعف ردنا الليلة في قطاع غزة بما يلزم، ولن نوقف التصعيد بغزة وسنغتال قادة المقاومة.

وأضاف: ما رأيناه اليوم هو هجوم شديد على دولة إسرائيل بعدما فشلت حماس في اجتياز الجدار، لقد نفذنا هجمات على عشرات الأهداف في قطاع غزة، بما في ذلك مواقع تصنيع الأسلحة والعديد من الأنفاق.

فيما زعم مسئول سياسي في حكومة بنيامين نتنياهو الإرهابية، بأن إسرائيل ليست معنية بالتصعيد في قطاع غزة، ولكن تنظر ببالغ الخطورة للهجمات الصاروخية ضد المستوطنات المحاذية للقطاع.

وقال المسئول وفقًا لصحيفة يديعوت أحرنوت العبرية: حماس تتحمل المسئولية على كل إطلاق نار من قطاع غزة والجيش سيرد بكل قوة وستدفع المنظمات في غزة ثمنا باهظا.

أما المندوب الإسرائيلي بمجلس الأمن داني دانون طالب الأمم المتحدة بإدانة الهجمات الصاروخية التي شنتها حركتي حماس والجهاد الإسلامي صوب المستوطنات المحاذية للقطاع.

دعوة أمريكية

دعت الولايات المتحدة الأمريكية لاجتماع طارئ لمجلس الأمن بعد إطلاق صواريخ من غزة على إسرائيل.

وقال مكتب المندوب الدائم للولايات المتحدة في الأمم المتحدة في بيان: الولايات المتحدة تدعو لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لمناقشة هجمات حماس وغيرها من المسلحين من قطاع غزة على إسرائيل. ونحن نتوقع أن الجلسة ستعقد غدا بعد الظهر.

تدخل مصري
ووفقًا للقناة العاشرة الإسرائيلية قالت: إن الاعتقاد السائد لدى قيادة الجيش بأنه يمكن وقف التصعيد فالساعات المقبلة حاسمة، وسط تردد أنباء من الداخل الفلسطينى حول تدخل مصرى لدى فصائل المقاومة لإنقاذ الوضع من التصعيد.

وكان القيادي في حركة الجهاد الإسلامى في فلسطين أحمد المدلل مساء اليوم الثلاثاء، قال إنّ هناك اتصالات مصرية مستمرة لتطويق الأحداث الميدانية والتصعيد الإسرائيلى في قطاع غزة، لاتمام اتفاق التهدئة بين الجانب الفلسطينى والإسرائيلى وفق تفاهمات 2014.

الجريدة الرسمية