رئيس التحرير
عصام كامل

مسجد لاجين السيفي لم يتحرر من صلبه منذ 26 عاما.. (صور)

فيتو

حوائطه تهدمت وأبوابه وشبابيكه ظهر عليها بلاء الزمان، ومئذنة قصيرة، هكذا هو حال مسجد لاجين السيفي، الموجود بمنطقة السيدة زينب والذي يعاني من الإهمال الشديد بعدما جرى صلبه بشدات خشبية منذ زلزال عام 1992.


المسجد ضاعت ملامحه بفضل الأخشاب، التي تسند حوائطه خشية السقوط وتاهت أعمدته بين أنواع الخشب، رغم جمالها الذي تآكل بفعل سقوط الرخام الأبيض، الذي يزين أغلبها، كما تاهت ملامح أرضيته بفعل المياه الجوفية، التي يحاول القائمون على المسجد تغطيتها بالسجاد الأخضر.

يعاني المسجد الإهمال الشديد منذ زلزال 1992، ومنذ ذلك الحين وهو مصلوب بألواح خشبية للحفاظ عليه من خطر السقوط، وحتى الآن لم يتم الانتهاء من ترميمه.

المسجد رغم حالته يستقبل المصلين، حيث يخدم منطقة ورش السيدة زينب وتقام فيه جميع الصلوات، وتعد صلاة العشاء في رمضان هي أكثر الصلوات ازدحامًا بالمصلين، أما باقي الصلوات فتشهد إقبالًا ضعيفًا.

مسجد لاجين السيفي أنشأه الأمير لاجين حسام الدين الجركسى الجنس، جلبه الخواجة كزل طفلا صغيرا فاشتراه الملك الظاهر برقوق ومن ثم فقد أضيف إلى اسمه الظاهرى وصار من جملة مماليكه، وآل أمره بعد تنقلات وتقلبات إلى أن اشتراه أستاذه الملك الظاهر جقمق الجركسى الجنس مثله قبل أن يلي السلطنة وأعتقه، فعرف بلاجين الظاهري جقمق.

يعتبر مسجد الأمير لاجين السيفي من المساجد الصغيرة الحجم، إذ يبلغ طوله 25 مترا وعرضه 21 مترا تقريبا، ويتكون المسجد من صحن مكشوف يتوسطه يبلغ مساحته 6 × 9 من المتر تنخفض أرضيته في باقي الأروقة، ويحيط به الأروقة من جميع الجهات.

وكانت سقطت بعض البراطيم الخشبية الحاملة لسقف الرواق المقابل لرواق القبلة بمسجد صرغتمش والذي يتكون من مجموعة من البراطيم الخشبية الحاملة لألواح خشبية «الطبق».

وفور سقوط البراطيم قام مسئولو الأوقاف بتحرير محضر بقسم شرطة السيدة زينب وحضر على الفور مسئولى وزارة الآثار، وتمت المعاينة من المهندس وعد الله أبو العلا رئيس قطاع المشروعات، والدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، ورئيس الإدارة المركزية لآثار القاهرة والجيزة حيث تبين سقوط ٥ براطيم حاملة لألواح خشبية «الطبق» والتي وضعت حديثا أثناء أعمال ترميم المسجد عام 2005 لحمل السقف.

وأكد الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلي للأثار، أنه لم يحدث أي خسائر في الأرواح وأن الحالة الإنشائية للمسجد جيدة وسليمة ولم تتأثر بسقوط البراطيم باستثناء الطبق والعرائس التي تعلو الواجهة الرئيسية للمسجد.

وجار الآن تكليف إحدى الشركات الهندسية للتدخل لدرء الخطورة بينما تقوم شركة النظافة التابعة للمقاولون العرب بتنظيف وتهيئة باقى أرجاء المسجد.

وبدأت وزارة الآثار مشروع حصر وتصنيف وترقيم البلاطات الخزفية الإسلامية العثمانية في مواقع مختارة من آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، وذلك بمنحة مقدمة من مركز البحوث الأمريكي، ومن المقرر أن يتم الانتهاء منه خلال 8 أشهر.

وأوضح محمد عبد العزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، أن المشروع يهدف إلى تسجيل وتوثيق البلاطات الخزفية على العمائر العثمانية في مصر والتي تعد واحدا من أهم سمات الآثار العثمانية في مصر، حيث تم فقد الكثير منها نظرًا لعدم وجود توثيق علمي لها يثبت عددها وزخارفها وطرازها الفني، مما يجعل عملية استردادها عملية شبه مستحيلة خاصة مع التشابه الكبير لزخارف البلاطات العثمانية في مصر وغيرها من الأقطار التي خضعت للحكم العثماني، بالإضافة إلى كونها مصنوعة من مادة هشة سهلة الكسر. وخير شاهد على ذلك هو فقد أكثر من 50% من البلاطات الخزفية لتكية الجلشني والتي كانت تكسو الواجهة الشمالية الشرقية للقبة الضريحية الملحقة بالتكية.

وأضاف عبد العزيز، أنه وقع الاختيار على أربعة مبان أثرية لدراسة بلاطاتها الخزفية وهي تقع بنطاق منطقة آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، حيث كسيت مساحات من جدرانها بتكسية خزفية وهي مسجد آق سنقر«أثر رقم 123» الكائن بشارع باب الوزير، والذي شيد فيما بين عامي 747-748هـ/1347-1348م، وهو مسجد مملوكي أضاف له الأمير العثماني إبراهيم أغا مستحفظين التكسية الخزفية عام 1062هـ/1552م، والقبة الملحقة بتكية الجلشني «أثر رقم 332»، الكائنة بشارع أحمد ماهر «تحت الربع سابقا»، والتي شيدت فيما بين عامي 926-931هـ/ 1519-1524م، ومسجد التي برمق «أثر رقم 126»، الكائن بشارع الغندور بسوق السلاح، والذي شيد عام 1123هـ/1711م، وقبة الشيخ سعود «أثر رقم 510»، الكائنة بشارع سوق السلاح، والتي شيدت عام 941هـ/ 1534م.

ومن جانبها قالت هيام داود مدير عام التوثيق والتسجيل بتفتيش مناطق آثار الدرب الأحمر والسيدة عائشة، أن المشروع الذي أعدته الوزارة يرتكز بشكل أساسي على الدراسة الميدانية والتي تشمل الدراسة الوصفية، والتوثيق الفوتوغرافي، وإعداد رسوم أوتوكاد للجدران والبلاطات الخزفية التي تكسوها، وإعداد تفريغ لزخارف البلاطات لتوضيح التصاميم الزخرفية المختلفة بكل طراز، بالإضافة إلى الدراسة النظرية والتي ستشمل الإطلاع على الدراسات السابقة ووثائق الأوقاف لأهميتها في تصنيف أنواع البلاطات الخزفية، وفهم كيف تم استيراد هذه البلاطات لمصر، ولماذا فضلها المصريون وانتشرت على عمائرهم. هذا بالإضافة إلى الدراسة الرقمية التي ستقوم بتسجيل عدد البلاطات بكل أثر، وكذلك عدد كل نوع وطراز، واستخدام الدراسات المقارنة سيساعد في معرفة ما إذا كان هناك نوع معين مفضل من قبل المصريين ومحاولة معرفة سبب هذا التفضيل.

وأكدت داود أنه باستكمال هذا المشروع ستتوفر قاعدة بيانات تتضمن البيانات التي يتم جمعها في المشروع وإتاحتها للطلاب، والباحثين والأشخاص المهتمين بالفن الإسلامي خاصة وتاريخ الفن عامة، وإنشاء نموذج رائد في دراسة البلاطات الخزفية يختلف عن الطرق التقليدية في دراستها.

ويعتبر هذا المشروع هو المرحلة الأولى من مراحل متعددة لتوثيق البلاطات الخزفية في الآثار الإسلامية في القاهرة والمحافظات.

الجريدة الرسمية