رئيس التحرير
عصام كامل

بين الخدمة والتوبة.. معلومات عن صوم الرسل في الكنيسة الأرثوذكسية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الإثنين، صيام الرسل، الذي يستمر لمدة 45 يومًا متتالية، وهو واحد من بين أصوام الكنيسة الكبار.

يعتبر صوم الرسل واحد من أقدم الأصوام في الكنيسة، وهو تذكار صيام الآباء الرسل كبداية لخدمتهم، وهو من الأصوام المتغيرة، في بدايتها، لكنه ينتهي في 12 من شهر يوليو من كل عام.

وصام الرسل بعد يوم الخمسين، أي بعد حلول الروح القدس على التلاميذ، حيث أقام التلاميذ هذا الصوم حتى يعينهم الله في الخدمة، فهو صوم خاص بالخدمة، قيل عن بطرس الرسول إنه صام إلى أن "جاع كثيرًا واشتهى أن يأكل" (أع 10: 10). وفي جوعه رأى السماء مفتوحة، ورأى رؤيا عن قبول الأمم.

يذكر أن هناك أصواما خاصة بالتوبة مثل صوم نينوى، وأصوام خاصة بنوال نعم إلهية مثل الصوم قبل التناول، أما صوم الرسل فهو خاص من أجل الخدمة، ولكي يتدخل الله في الخدمة ويعينها. ولكي نخدم ونحن في حالة روحية. ونصوم شاعرين بضعفنا. يقول البابا شنودة الثالث:" كم اشتهينا مجيء هذا الصوم، خلال الخمسين المقدسة".

أهمية صوم الرسل الروحية:
يقول الأب متى مسكين في هذا، فصوم الرسل كان أول صوم تم فيه وبواسطته أول عمل للكرازة والتبشير؛ فهو الصوم الذي وُلدت فيه الكنيسة وظهرت للوجود وتَحَدَّد شكلها في أورشليم وخارجها، أي إن صوم الرسل كان، ولا زال وسيظل أبدًا، هو صوم الكرازة والخدمة والإرسالية؛ فهو متعلق أساسًا بالشهادة للمسيح. لذلك جاء توقيته بعد حلول الروح القدس، باعتبار أن حلول الروح القدس إشارة لبدء حركة الخدمة: «وفيما هو مجتمع معهم أوصاهم ألا يبرحوا من أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني... ستنالون قوة متى حلَّ الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض.» (أع 4:1 و8).

هنا اقتران الروح القدس مع صوم الرسل يكوِّن في الحقيقة صُلب الشهادة وقوتها، ويصوِّر أول صورة حية للكنيسة في معناها ومبناها: كرازة وشهادة بالروح: «ومتى جاء المُعزِّي الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي. وتشهدون أنتم أيضًا لأنكم معي من الابتداء.» (يو 26:15 و27).

الإثبات التاريخى لصوم الرسل جاء في الدسقولية الراحة (أي بعد راحة يوم الأحد سابع يوم بعد العنصرة) … ومن بعد هذا (أي بعد صوم الرسل) نأمركم أن

المعانى الروحية لصوم الرسل:
1- هو صوم الكرازة والتبشير: حلول الروح القدس هو إشارة البدء لحركة الخدمة قال الرب لتلاميذه: "ستنالون قوة من حلول الروح القدس عليكم وتكونون لى شهودًا في أورشليم وكل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (1 ع 1 : 8).الروح القدس يشهد للمسيح "ومتى جاء المعزى الذي سأرسله أنا إليكم من الآب روح الحق الذي من عند الآب ينبثق فهو يشهد لى" (يو 15 :26) والرسل أيضًا يشهدون للمسيح" وتشهدون أنتم أيضًا لأنكم معى من الابتداء " (يو 15 : 27 ).

2- بالنسبة للخدام هو موسم الدعوة للخدمة والتكريس وتقديم حساب الوكالة لله صاحب الخدمة.

3- بالنسبة للشعب هو صوم التوبة استعدادا للامتلاء من الروح القدس "توبوا وليعتمدوا كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا فتقبلوا عطية الروح القدس"( 1 ع 2).

4- الصوم لا يتوقف عند تغيير الطعام الفطارى بالصيامى، ولكنه وسيلة للصوم الروحى الذي هو الامتناع عن الخطية والتوبة عنها.

+ صوم لسانك عن الإدانة وأخطاء اللسان الأخرى+ صوم أذنك عن سماع ما لا يجب + صوم عينيك عن النظرات الشريرة واشتهاء ما للغير.

كما صام الرسل بعد حلول الروح القدس عليهم، وقبل بدء خدمتهم حتى يضرموا موهبة الروح القدس التي أخذوها، وينالوا قوة للخدمة هكذا يصوم كل كاهن مرسوم حديثًا أربعين يومًا في دير من الأديرة، حتى يضرم موهبة الروح القدس ووضع اليد التي أخذها في الرسامة، ويبدأ خدمة قوية مدعمة بالروح القدس.
الجريدة الرسمية