رئيس التحرير
عصام كامل

«المخدرات» سلاح الاحتلال لمحاربة الفلسطينيين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

رغم محاربة دولة الاحتلال لظاهرة المخدرات بين مستوطنيها، فإنها تجعلها سلعة رائجة لتدمير الشباب الفلسطيني والعربي كلما سنحت لها الفرصة، ولأن من جاور الحداد اكتوى بناره فكان لا بد أن تنكوي إسرائيل بنار تجارة المخدرات، وفقًا لما كشفت عنه آخر التقارير الإسرائيلية اليوم الإثنين.


شبكة كبيرة
وأعلنت سلطات الاحتلال اليوم الإثنين ضبط شبكة كبيرة لتهريب المخدرات مكونة من عشرات الأشخاص.

وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية أن البؤرة التي تم ضبطها بتل أبيب كانت انطلاق واحدة من أكبر الحملات الأمنية ضد تجار المخدرات في منطقة دان.

وأشار التقرير إلى أنه تم إلقاء القبض على 20 مشتبها بهم فيما يتعلق بنشاط بؤرة المخدرات في منطقة مناحيم بيجن ستريت التي كانت قديمًا محطة الحافلات المركزية في تل أبيب.

وقالت شرطة الاحتلال الإسرائيلي: إن الشبكة تعمل في هيكل هرمي لمنظمة إجرامية، لكل عضو في الشبكة دور محدد بوضوح، كل واحد من أعضاء تلك الشبكة يشكل خلية في سلسلة توزيع المخدرات، وتعمل الشبكة نفسها 24 ساعة في اليوم، سبعة أيام في الأسبوع.

الهيروين والكوكايين
وقالت الشرطة أيضا إنه في بعض الأيام كان يصل إلى البؤرة أكثر من 500 شخص يوميا لشراء المخدرات من مختلف الأنواع، بما في ذلك مخدرات الهيروين والكوكايين.

وأثناء نشاط الوحدة المركزية في منطقة تل أبيب، تم اعتقال عضوين من الشبكة في الأسبوع الماضي، عمرهم لا يتجاوز الـ 20 عامًا وكان بحوزتهما 900 جرام من من الكوكايين والهيروين.

ومن بين المعتقلين مدير الشبكة، وهو من سكان مدينة يافا ويبلغ من العمر 53 عاما، وهو شخصية محورية في صناعة وتوزيع المخدرات في منطقة جوش دان.

وقالت الشرطة أيضا إنه خلال النشاط السري، تم جمع الأدلة ضد العشرات من المشتبه بهم، وداهمت الشرطة صباح اليوم منازل المشتبهين ودمرت محتوياتها، ومن المقرر إحضار المعتقلين إلى محكمة السلام في تل أبيب لعقد جلسة حول تمديد الحبس الاحتياطي لهم.

الماريجوانا
ورغم تحذير بيع وشرب مخدرات الكوكايين والحشيش في دولة الاحتلال، فإن حكومة الاحتلال أعلنت مؤخرًا اتباع سياسة جديدة تجعل تعاطي المخدرات في إسرائيل سهلا ومتاحا أكثر، وعقد وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، مؤتمرا صحفيا عرض خلاله قراره للعمل وفق توصيات طاقم فحص سياسة تطبيق القانون على مستخدمي مخدر "الماريجوانا" في دولة الاحتلال.

وأوضح أنه منذ الآن ستتعامل الشرطة مع الذين يتعاطون المُخدّر بسياسة "عدم الاتهام بجريمة"، أي ما معناه: "بدلا من الاتهام بارتكاب جريمة، سيدفع متعاطي المخدّر مبلغا ماليا، ولن يُفتَح ملف جنائي ضدهم في حال الإمساك بهم وهم يدخنون علنا".

وفي الوقت الذي تحارب فيه إسرائيل المخدرات بين مواطنيها، تستخدمه سلاحا ضد الفلسطينيين لتغييب وعى الشباب الفلسطيني، حيث أنه وفقًا للمعطيات الرسمية فإن أعداد متعاطي المخدرات، تجاوزت الثمانين ألف فلسطيني، فيما تجاوز عدد المدمنين عشرين ألفًا آخرين، ربعهم من مدينة القدس المحتلة، ما يؤكد مدى استهدافها من الاحتلال الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية، وخصوصا أن غالبيتهم من فئة الشباب.

دور المستوطنات
كما أن المستوطنات الإسرائيلية باتت مرتعا لتجار وعصابات المخدرات، لانعدام الرقابة وتطبيق القانون فيها، وهذا ما يجعل لهذه المستوطنات الدور الأساسي والبارز في نشر المخدرات بالضفة الغربية، إذ يعمل آلاف الفلسطينيين في هذه المستوطنات، ومن السهل نقل المخدرات إلى بلدات الضفة الغربية عن طريقهم.

كما رصدت الشرطة الفلسطينية زيادة في الإقبال على تعاطي المخدرات الكيماوية في السنوات الأخيرة بين الشباب خصوصًا، والتي يجري تهريبها إلى أراضي السلطة الفلسطينية عبر الحدود "الوهمية" مع القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
الجريدة الرسمية