ماسبيرو زمان تكافح القبح!!
في مثل هذه الأيام المباركة من العام الماضي رحلت عن دنيانا الإعلامية صفاء حجازي أول وآخر سيدة ترأس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، التي كان لديها أحلام كبيرة للنهوض بمبنى ماسبيرو العريق لكن القدر لم يمهلها، "حجازي" عليها رحمة الله حينما أطلقت قناة ماسبيرو زمان وإذاعة ماسبيرو Fm أنا كتبت في هذا المكان أنها قلبت علينا المواجع، فحينما ترى مصر زمان فلا بد أن تصاب بالحزن على الحال الذي وصلنا إليه وتتساءل ماذا جرى لنا؟ ولماذا تدهورنا إلى هذا الحد؟ وما السبب في ذلك؟
هل هي مؤامرة دولية؟ أم سوء إدارة داخلية؟
بعد نشر المقال تلقيت اتصالا من الراحلة وقالت لي إنها لم تطلق قناة وإذاعة ماسبيرو حتى تقلب علينا المواجع، لكن لتذكرنا بمصر العملاقة في كل المجالات، وأيضا تكافح القبح الذي يغزو منازلنا وعقول أطفالنا وعندها كل الحق فيما قالت، لأن ما تقدمه القنوات الفضائية المصرية خلال هذا الشهر الكريم يدعوا إلى الحزن والأسى، وحينما تسمع عن الأرقام التي أنفقت في هذا الإسفاف لا بد أن تصاب بالإحباط، فلا توجد دولة في العالم توافق على تدمير نفسها بأموالها حتى لو كان القطاع الخاص هو الذي ينفق من جيبه، فيجب على الدولة أن تتدخل لأن تأثيره السلبي على المجتمع كله.
مصر زمان من خلال قناة ماسبيرو زمان كانت عملاقة في العلم والأدب والثقافة والفن، أما مصر التي تشاهدها الآن على فضائياتنا هي بلطجة وإدمان ونصب وسرقة وتسول وخيانة وتفاهة، فنانو وإعلاميو مصر زمان كانوا قوتها الناعمة وقدوة للشباب المصري والعربي، أما فنانو وإعلاميو مصر اليوم يصدرون عنها صورة سيئة لا تجذب إليها أي سائح أو مستثمر بل تحبط أبناءها في الداخل والخارج.
مصر جميلة وسوف تظل كذلك رغم كل الظروف التي تمر بها والأخيار فيها هم الأكثرية والأشرار أقلية والإيجابيات كثيرة، لكن إعلامنا وصناع الدراما لا يرون في بلدنا سوى السلبيات والنماذج السيئة.
مصر فيها الملايين الذين يحملونها على أكتافهم ويعملون في صمت دون صخب أو ضجيج وراء كل واحد منهم قصص نجاح لكن إعلامنا يتعمد تجاهلها ويلهث خلف التافهين والتافهات، أول لقاء جمع الرئيس السيسي مع الفنانين بعد انتخابه في الفترة الأولى قال لهم ربنا سوف يحاسبكم على أعمالكم، وطالبهم أن يكون الفن معول بناء وليس هدم، لكن للأسف الأمور تزداد سوءا، ولذلك يجب أن يكون للدولة وقفة حازمة، وهذا ليس ضد حرية الفن لكنه ضد الإسفاف والابتذال وحماية المجتمع من الانهيار.
دراما وبرامج وإعلانات رمضان ليست فقط تافهة لكنها تدمر القيم والأخلاق ولا تسهم في البناء والإنتاج، بل تحث على الاستهلاك والحقد الطبقي وتهين مصر وشعبها، وأغضبت كل طبقات المجتمع وبعض الأشقاء العرب.
ختاما سوف يظل ماسبيرو بقنواته الإذاعية والتليفزيونية هو خط الدفاع الأول عن الأخلاق والقيم المصرية، أتمنى المحافظة عليه حتى لو كان مريضا فسوف يتعافى، وعلاج مشاكله أسهل بكثير من هدمه، لأن البديل هو الفوضى التي نشاهدها الآن ولذلك أدعو كل القراء الأعزاء إلى متابعة قناة ماسبيرو زمان التي تكافح القبح، وتذكرنا بمصر الجميلة التي نتمنى أن تعود عملاقة كما كانت وفي القريب العاجل بفضل جهود أبنائها المخلصين.
egypt1967@yahoo.com