رئيس التحرير
عصام كامل

تذكرنى فأنا الشهيد


تتوالى الأعياد ويطلب منا الجميع أن نفـرج وتغمر السعادة قلوبنـا، وأنا لا أؤيد رافعى راية الفرحة ليس لأننى أريد الحزن دائما، لكنى أشاهد أن دماء سقطت لنعيش نحن وماذا فعلنا لهم حتى الآن؟ أغان وشوارع وهتافات بأسمائهم هل هذا يرضى أمهات الشهداء؟! 


حقك أن تفرح وتغمر الابتسامة وجهك فى شم النسيم، كل ما أريده أن نجعل النظام النائم يتذكر أن هناك شهداء سقطوا وهو الآن فى المنصب بسببهم وليس لأنه المختار أو لقدراته الخارقة فى الإدارة، وهناك طرق كثيرة نستطيع أن نجعل السلطة تعلم أننا لا ننساهم أبدا فكل مناسبة لابد أن يشعروا بأننا قائمون على الحقوق ولن نهدأ أو نرتاح إلا بعد القصاص العادل.

ولدى فكره أراها مناسبة لكن إذا طبقت فى مصر خاصة سوف يغضب الكثير من المواطنين البسطاء، الفكرة تتلخص فى أن نأتى ببيض ونلونه بلون فسفورى ونكتب على كل بيضة اسم شهيد أو جريح أو مصاب ونضع هذا البيض أمام القصر الذى يتواجد فيه الرئيس من الصباح إلى المساء ونهتف بأسمائهم جميعـا ولابد أن تكون الأعداد بالآلاف حتى يسمع الرئيس صيحات الشعب عن حق الشهداء والمصابين، وإذا لم يسمع فسوف يشاهد الضوء من خلال البيض الموضوع على الطريق.

هذه الطريقة إذا تمت سوف تصل رسالة معينة للسلطة خاصة أن جميع وسائل الإعلام المحلية والدولية سوف تحضر لنقل الحـدث، وعلى الجهة الأخرى لن يهدأ أنصار النظام فسوف نشهد حملات عنيفة من بعضهم عن أننا نستهزأ بمرسى بجانب بعض التهم التى يلقونها على المعارضين ومرسى لن يشاهد بتلك الطريقة لأن أنصاره سيجعلونه يشاهد قنـواتهم، وهم يستطيعون السيطرة على المواطن البسيط من خلال إعلامهم حتى يستفز من المنظر ويجعلوه يقول هؤلاء الأشخاص ممولين بدليل أن ثمن البيض رخيص عندهم ولا يشعرون بالجوع.

وهناك طرق أخرى حتى يعلم الرئيس أننا لا ننسى أبدا دماء من مـاتوا، وفى مصـر الطرق الهادئة أكبر نجاحاتها هى حديث الإعلام ووصف المنظر بالرائع ثم يهدأ الناس.

أصبح لسان حال الشهداء وأهلهم ... تذكرنى فأنا الشهيد من ضحى بروحه ليس من أجل الرغيف إنما من أجل وطن شريف، قرر أيها النظام إما أن تسقط دولة العدل أو تأتى بحقى من طاغ عنيد وإذا رفضت أن تدافع عنى فأنت فى الجحيم.

Lovers.fares@yahoo.com
الجريدة الرسمية