ترامب يلعب !
لم تمض سوى بضعة ساعات قليلة على إعلان ترامب إلغاء القمة التاريخية التي كانت ستجمعه بالرئيس الكورى الشمالى كيم، حتى عاد الرئيس الأمريكى ليعلن أن هذه القمة التي ألغاها يمكن أن تعقد في موعدها المحدد سلفا الشهر القادم، وذلك استنادا إلى أن رد فعل كوريا الشمالية على إعلان إلغاء القمة كان إيجابيا!
وهكذا لا يكف ترامب عن اللعب وممارسة الألعاب الصغيرة حتى بالنسبة لأمر مهم وقضية كبيرة يجب تجنب اللعب الصغير وحتى الكبير فيها.. صحيح أن كوريا الشمالية ردت على إعلان ترامب إلغاء القمة التاريخية اتسم بالتعقل والانضباط، غير أن الأغلب أن ذلك ليس السبب في موقف ترامب الأخير تجاه هذه القمة، خاصة وأن مواقف الدول هنا تصوغها مفاوضات مباشرة مثل التي تتم الآن بين أمريكا وكوريا الشمالية وليست تصريحات تصدر هنا وهناك.
لذلك فإن هذا التذبذب في مواقف ترامب والتردد الذي صبغ موقفه تجاه القمة هو نتاج أمرين أساسيين.. الأول هو وجود خلاف داخل واشنطن وبين مساعدى ومستشارى ترامب بخصوص هذه القمة التاريخية التي سارع بالإعلان عنها وقبل أن تأخذ حقها من الدراسة في البيت الأبيض.. أما الأمر الثاني فهو موقف كوريا الجنوبية التي كان لها دورها في إقناع ترامب بأهمية لقاء كيم، والتي لم تتقبل إعلان ترامب إلغاءها.
وكلا الأمرين يعكسان في نهاية المطاف ضعفا وليس قوة في شخصية ترامب، على عكس ما يبدو عليه أو يحرص على أن يظهر به أمام العالم، خاصة حلفاءه الكبار والصغار في الغرب والشرق.