رئيس التحرير
عصام كامل

"الجارديان": سوريا أداة الغرب لتقويض النظام الإيرانى

 حسن نصر الله الأمين
حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله

رأت صحيفة "الجارديان"، البريطانية أن سوريا ليست سوى أداة بالنسبة للغرب وحلفائه لتقويض النظام الإيراني، مدللة على ذلك بأنه إذا كان الساسة الغربيون مهتمون حقا بإنقاذ الأرواح، فإنهم كانوا سيستخدمون نفوذهم للتفاوض من أجل التوصل إلى تسوية بشأن الأزمة المتفاقمة.


ولفتت الصحيفة البريطانية -في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إلى أن رد الفعل الغربي بشأن الغارات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على سوريا والتي جاءت بشكل غير مبرر وغير قانوني، وبدعم من قبل الحكومات الأمريكية والبريطانية إنما يؤكد تلك الرؤية أيضا.

تابعت الصحيفة بقولها: "وقد جاءت تلك الغارات عقب تصريحات حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني الأسبوع الماضي والتي تفيد بأن مقاتلي حزب الله يدعمون القوات الحكومية السورية، المدعومة من قبل إيران وروسيا والصين، لافتة إلى أنه وبذلك ساعد دور سوريا كمحور للنفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط في تحويل الحرب السورية إلى حريق إقليمي محتمل" .

وأوضحت الصحيفة أن ما بدأ في سوريا حقا ومنذ أكثر من عامين، كان انتفاضة شعبية سعى نظام الرئيس السوري بشار الأسد لقمعها بكل الطرق الوحشية، وقد تحولت ومنذ فترة طويلة إلى حرب طائفية تم التلاعب بها من قبل قوى خارجية لتغيير موازين القوى في المنطقة، ونشرها إلى داخل الدول المجاورة مثل لبنان والعراق.

وأردفت الصحيفة تقول: "وكانت العواقب وخيمة بالنسبة لسوريا، حيث ازدياد أعداد المجازر وعمليات التطهير العرقي والتعذيب، وما تمخض عن كل ذلك من أزمة إنسانية من نزوح أعداد هائلة من اللاجئين إلى الدول المجاورة، ومن ثم خطر تفكك البلاد؛ محذرة من أنه كلما طال أمد تلك الحرب، كلما تصاعدة خطر تفكك البلاد لتصبح بمثابة مستوطنات طائفية وعرقية، على غرار تقسيم يوغسلافيا التي قسمت إلى ست دول إضافة إلى كوسوفو"، واستنكرت الصحيفة طلب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وبعض السياسيين الغربيين الأخرين بزيادة تدفق الأسلحة إلى داخل سوريا، لاسيما أنه برغم أن نظام الأسد يتحمل مسئولية تلك العواقب، إلا أن القوى الخارجية التي ساعدت في تمويل وتغذية الحرب وإراقة الدماء السورية، وتقويض الدور العربي لوضع نهاية لتلك الأزمة، تتحمل الجزء الأكبر من المسئولية.

وأكدت الصحيفة أن نتيجة تدفق المزيد من الأسلحة داخل سوريا لن تكون سوى تصاعد أعداد القتلى وانتشار الحرب إلى دول الجوار، مشددة على أنه إذا كان الغرب لديه الرغبة في إنقاذ تلك الأروح، لم يكن سيقبع صامتا -بدلا من تحييد سوريا لتقويض إيران-، بل كان سيتسخدم كل نفوذه بالتعاون مع الدول الداعمة لقوات المعارضة السورية، للتفاوض بشأن تسوية سياسية من شأنها أن تسمح للمواطنين السوريين بتحديد مستقبلهم.

واختتمت صحيفة "الجارديان" البريطانية -مقالها التحليلي- مؤكدة أن عقد صفقة مدعومة دوليا وإقليميا سيكون الحل الأفضل في الوقت الراهن لوضع نهاية للحرب الأهلية المستعرة، لاسيما أن زيادة التدخل الخارجي لن يتمخض عنه سوى المزيد من المعاناة السورية، وربما رد فعل عنيف آخر.
الجريدة الرسمية