رئيس التحرير
عصام كامل

«عميكام نوركن».. يد الصهاينة الضاربة في أرض الشام.. دأب على انتهاك سماء الدول العربية.. ذاع صيته بعد تدميره مفاعلا سوريا قبل 10 سنوات.. ورحلته بدأت من كلية الأمن القومي

فيتو


في ظل تفكك عربى لم يسبق له مثيل، كانت إسرائيل حاضرة وبقوة في الملف السوري، لم تبتعد تل أبيب كثيرا عما يجرى في الأراضى العربية السورية، وظل جنودها مرابطين على الحدود، ينتظرون الضوء الأحمر لتنفيذ بعض العمليات داخل العمق السوري، ورغم بعض الطلعات الجوية والضربات التي شنتها دولة الاحتلال ضد المدنيين في بعض المدن هناك فإن سلاح الجو التابع للكيان الصهيونى المحتل لم يصل للجرأة التي وصل إليها في الآونة الأخيرة إلا في عهد الجنرال القاتل عميكام نوركن، الذي استباح في غفلة أو تغافل عربى ودولى وإسلامى سماء الدول العربية، من خلال الاجتياح الصهيونى للأراضى السورية، بشكل مخزي والعودة بسلام إلى دياره، كأنه لم يفعل شيئًا.


قائد سلاح الجو
قصة صعود «نوركن» داخل الجيش الإسرائيلى قصة طويلة، ففى الرابع عشر من أغسطس العام الماضي، كانت دولة الاحتلال على موعد مع وصول قائد جديد لسلاح الجو الإسرائيلي، وهو الجنرال، نوركن، الذي أراد منذ لحظة وصوله للمنصب، أن يثبت أنه أكثر كفاءة في الأساليب الإجرامية للاحتلال من الجنرال، أمير إيشل، الذي سبقه، وظل في المنصب لمدة 5 سنوات ارتكب فيها كل الحماقات الدموية.

استلم نوركن منصبه في طقس احتفالى في مكتب رئيس أركان الاحتلال، جادى إيزنكوت، في تل أبيب، ومنذ اللحظة الأولى لتوليه مهام منصبه أعلن أن القوات الجوية الإسرائيلية تمتلك العديد من القدرات التي سيعمل من أجل أن يكون قادرًا على تحمل مسئوليتها.

البداية
نوركن الذي تباهى بما سماه إنجازًا من خلال انتهاك سماء سوريا، ولد في 20 ديسمبر 1966، متزوج وله ثلاث بنات، نشأ وترعرع في موشاف بيت شعاريم في مستوطنة يزرعيل، وتم تسميته باسم عميكام شاماي، على اسم ابن عم والده، الذي قتل في 16 مايو 1966، عندما انفجر به لغم سورى أثناء قيادته لسيارة من طراز «جيب».

درس نوركن في مدرسة ثانوية صناعية، وهو خريج كلية الأمن القومي، حصل على درجة الماجستير في العلوم الاجتماعية مع مرتبة الشرف من جامعة حيفا، والتي تدور حول تأثير ثورة المعلومات والتغييرات في طبيعة الحرب على نموذج القيادة وسلطة القوة الجوية.

ذاع صيته مؤخرًا، بعدما أعلن أنه كان المسئول الأول عن التخطيط، وتنفيذ الهجوم الجوى على منشأة «الكبر» السورية قبل 10 سنوات عندما شغل منصب رئيس قسم العمليات وقتها وقال: تخيلوا لو كان يوجد اليوم في سوريا مفاعل نووي، بأى وضع سنصطدم؟، واعتبر قرار الحكومة الإسرائيلية بشأن العمل، وتدمير المفاعل هو أحد أهم القرارات التي اتخذت في بلده على مدى السنوات السبعين الماضية.

خبراته
بداية التحاقه بجيش الاحتلال كانت في عام 1958م، وحصل على دورة الطيران رقم 113، وفى عام 1978 التحق بدورة أخرى وصنف كطالب متميز، بعد أربعة أشهر من الطيران على سكاى هوك في مرحلة التدريب المتقدمة، تم تعيينه كطيار بشكل عملى كقائد سرب طائرات 133 المعروفة باسم «فرسان الذيل المزدوج» كما كان أصغر طيار«اف١٥» في العالم.

ظل يتدرج في مناصب عدة في جيش الاحتلال، إذ شغل منصب قائد سرب النقب، ومقاتلات إف 16 صوفا الإسرائيلية، كما شغل منصب رئيس قسم التخطيط في جيش الاحتلال، ورئيس مقر قيادة القوات بعد ذلك، وكذلك منصب قائد مطار تل نوف العسكري.

خلال حرب لبنان الثانية شغل منصب رئيس غرفة عمليات سلاح الجو برتبة عقيد، وهو من وضع خطة تحييد الصواريخ اللبنانية من طراز فجر خلال 34 دقيقة فقط، وهى الخطة التي عرفت باسم «الكثافة»، وظل خلال مشواره العسكري يتدرج في مناصب عدة حتى وصل لمنصبه الحالي.

نقلا عن العدد الورقي...
الجريدة الرسمية