أيام سامح عاشور الأخيرة في نقابة المحامين.. مجموعات شبابية تسعى لتجهيز بديل.. ومعركة قضائية لإسقاطه.. ومنتصر الزيات يبدي استعداده للتنازل عن خوض الانتخابات لمرشح يتوافق عليه الشباب
عقارب الساعة تتجه نحو العاشرة صباحًا، حالة من الترقب والقلق تنتاب عشرات المحامين، الذين حضروا للمحكمة، الصمت سيد الموقف، تراودهم تساؤلات عدة، أحدهم مخاطبًا نفسه: ماذا لو تصالح معنا القدر وانتصرنا في معركتنا من أجل البقاء؟! فماذا بعد مهنتي التي لا أعرف سواها منذ أن وطأت قدماي أعتاب العام الحادي والعشرين؟!. الوقت يمر برتابة شديدة، الحاجب يصيح «محكمة» إيذانا بانعقاد الجلسة.
يبدأ القاضي في قراءة حيثيات القضية، لا صوت هنا فوق صوته، تمر بعدها ثوان، وينطق القاضي بالحكم، مؤكدًا أن قرارات مجلس نقابة المحامين الخاصة بشروط القيد لعام 2018 باطلة.
لحظة فارقة
لحظة فارقة، الجميع يهتف ويهلل: «يحيا العدل ويسقط سامح عاشور»، ويؤكد آخرون أنه بهذا الحكم وما سبقه من أحكام تكتب الصفحة الأخيرة لحالة التصادم التي شهدتها نقابة المحامين على مدى عام كامل، إلا أن عددا من النقابيين المخضرمين يؤكدون أن عاشور، بما له من نفوذ وسلطة، لن يقبل أن ينهزم بهذه السهولة، حتى وإن كان الأمر يتعلق بحكم قضائي نهائي وبات.
تخوفات الطاعنين من السيناريو الذي يلي هذا الحكم المصيري، لم تمنعهم من الاحتفال، ولكن سرعان ما عادوا يفكرون في الإجراءات التي من خلالها يستطيعون تحقيق انتصار آخر في معركة الصندوق في انتخابات ٢٠١٩، وبدأت مجموعة من المحامين البحث عن بديل لعاشور قادر على حمل لواء العدل والدفاع عن كرامة المحامين المهدرة في سنواتها العجاف الأخيرة.
بدائل عاشور
أسماء نقابية عديدة ترددت كبديل لسامح عاشور، أغلبها تقليدية، نجح النقيب الحالى وأتباعه في أن يخمدوا توهجهم، من بينهم منتصر الزيات، الذي استغل «عاشور» علاقته بجماعات الإسلام السياسي في خصومته الانتخابية، وكذلك إبراهيم سعودي، المنافس لسامح عاشور في انتخابات ٢٠١٥، وغيرهم من النقابيين الذين ينتهجون موقفًا معارضًا ضد سياسات المجلس الحالي.
المحامي محب مكاوي، نقيب شمال الدقهلية، أحد الأسماء المطروحة بقوة لخلافة عاشور، عقب قرار المحكمة ببطلان شروط قيد المحامين لعام ٢٠١٨، بعدما أعلن التزامه بالحكم وتنفيذه على الفور، وفتح باب تجديد الاشتراكات لجميع المحامين، الأمر الذي عرضه للتحقيق والبحث في إحالته إلى محكمة تأديبية من قبل نقيب المحامين.
وكان للقرار الثاني الذي اتخذه رئيس النقابة الفرعية لشمال الدقهلية، المحال للتحقيق، بفتح مكاتب النقابة أمام محامى مصر جميعا بمختلف فرعياتهم لتجديد اشتراك عام ٢٠١٧، في الوقت الذي يتسارع فيه نقباء الفرعيات لتقديم قرابين الولاء والطاعة والتأييد لـ«عاشور» برفض تنفيذ الحكم، صدى واسعا لدى آلاف المحامين الذي بدءوا يطالبون بأن يكون مكاوى نقيبا لهم في عام ٢٠١٩.
تنفيذ الحكم
من جانبه قال منتصر الزيات أحد المرشحين السابقين لمنصب نقيب المحامين، إنه ومجموعة من المحامين، عقب الانتهاء من إجراءات إجبار مجلس النقابة على تنفيذ حكم بطلان شروط القيد، سيشكلون مجمعا انتخابيا يتفقون فيه على مرشح واحد.
وأكد أنه لا يجد غضاضة في تنازله لمرشح يلتف حوله جموع المحامين في مواجهة عاشور ومجلسه، ولا سيما أن شباب المحامين أجروا استطلاعًا إلكترونيًا بين عدد من الأسماء النقابية، وأي منهم أنسب لخلافة عاشور، فجاء الاستطلاع متساويا تقريبا بين «الزيات» و«مكاوي».
"نقلا عن العدد الورقي..."