3 سيدات يواجهن الجوع بإمبابة بـ«أوبن بوفيه» طوال السنة.. منى: «نمت من غير عشاء سنين».. عزيزة: نجمع تبرعات من رجال أعمال منذ 25 سنة.. أحلام: نوفر 2000 وجبة يوميا (فيديو)
يسود الهدوء إحدى المناطق العشوائية الفقيرة بمنطقة المدارس بإمبابة، ثم يتناهى إلى سمعك شئ فشيء صوت ضوضاء، لتكتشف أن مصدرها تجمع العشرات من الفقراء والمساكين، من المسلمين والمسيحيين، حول محل صغير الحجم تجلس فيه 3 سيدات، من أهل المنطقة، وتجمعت قلوبهن منذ 25 سنة على فعل الخير واهتمامهن الأول سد جوع المحتاجين طوال السنة بالمجان.
الظروف الصعبة
أكدت "منى" أنها غير متعلمة نظرا للظروف الصعبة التي كانت تمر بها أسرتها فخرجت من الدراسة وقررت العمل كعاملة في أحد المطاعم، لمساعدة أسرتها ماديا ولسد حاجتهم، وقالت "أيام كتير كنا بنام من غير غداء ولا عشاء".. وأضافت "أصلا ما كناش نعرف إن في حاجة اسمها عشاء".
وذكرت عزيزة أنها ظلت لأكثر من 13 سنة بطفولتها يفطرها والدها "جبنه مش" طوال شهر رمضان نظرا لصعوبة الظروف المادية.
وأضافت أحلام أن شعورها بالجوع منذ الصغر هو الدافع الأول لخوضها العمل التطوعي لسد جوع المحتاجين.
فكرة مائدة طوال السنة
التقطت "أحلام" أطراف الحديث قائلة إن فكرة التجمع وجمع تبرعات لإطعام المساكين من المنطقة وغيرها من المناطق الأخرى، جاءت بحكم الجيرة بيني وبين عزيزة ومنى، ولأن كلا منا قصت للأخرى قصتها، وعلمنا أن نقطة ضعفنا واحدة وهي" الجوع".
وأضافت، "قررنا أن نجمع تبرعات لعمل مائدة طعام يومية طوال السنة، وبدأنا بعمل 15 وجبة في اليوم، إلى أن وصلت الآن لـ2000 وجبة".
وجبات جاهزة للأطفال
وقالت "عزيزة"، إنها علمت أن أطفال مدرسة الحياة فقيرة الموارد بجوارهم في المنطقة، فقررت أن تنتظر الأطفال بوجبة جاهزة مكونة من قطعتي لحم وأرز ونوع من الخضراوات.
وعبر الأطفال عن سعادتهم بالوجبه الجاهزة، وطلبوا من الثلاث سيدات، عمل عصائر لهم مع الوجبة، فقررن عمل عصائر للأطفال بالمنطقة والمدارس والعمال مجانا.
25 سنة تبرعات
بينما ذكرت عزيزة، أنها جدة وتقوم بجمع تبرعات من رجال أعمال وغيرهم من المقتدرين منذ ما يقرب من 25 سنة، وأضافت أنها رأت حالات لم تتوقع أنها موجودة بالفعل، مثل زوج هجر زوجته وأبنائه الـ6 وجعلهم عرضة للشارع لولا فاعلي الخير لوقعوا ضحايا للتشرد، وغيرها من الحالات الموجعة التي تنتهي بعدم قدرة تلك الحالات على سد الجوع.
أغرب الحالات
وذكرت أحلام أن من أغرب المواقف التي جعلت دموعها تنهمر، عندما انتهوا من توزيع الوجبات وانتهي الموعد المحدد للمائدة، جاءتها سيدة بابنها الأربعة، طالبة وجبة واحدة تسد جوع أبنائها منها، فاعتذروا لها لانتهاء الوجبات، فافترشت الأم وأبناؤها الأربعة أرضا وجلسوا يبكون من شدة الجوع، حيث إنهم ظلوا بالشارع قرابة 4 أيام بدون طعام، فقررنا أخذ الأم وأبنائها وسد جوعهم وقرروا أن يتركوا لهم واجباتهم يوميا بمحل الخير الخاص بهم.
أمنيات
وقالت "منى"، "نفسي الناس تحس ببعضها علشان ربنا يحس بينا"، مؤكدة أن تلك أهم طلباتها، بينما طالبت عزيزة المتدربين بمحاولة المساهمة معهم، وطالبت أحلام الأهالي بمراعاة بعضهم بعضا "لو نمت يوم وعارف أن جارك جعان هتتحاسب عليه".