تقرير على مكتب طارق شوقي يكشف كوارث مدارس مصر
تزامنًا مع الهجوم الذي يواجهه الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتحديدًا بعد إعلانه بدء العمل بمشروع “تطوير التعليم”، تواجه الوزارة ضغوطًا كبيرة مع بدء العد التنازلي لتطبيق منظومة التعليم الجديدة، المقرر إطلاقها سبتمبر المقبل على الصفوف “كي جي 1 وكي جي 2 والأول الابتدائي والأول الثانوي”.
وجاءت التكليفات الرئاسية لوزير التربية والتعليم الخاصة حول دقة تنفيذ مشروعات البنية التحتية الخاصة بإستراتيجية تطوير التعليم، بالتنسيق بين الجهات المعنية من وزارات التعليم والاتصالات والدفاع، لتزيد من حجم المسئولية الملقاة على عاتق الوزير.
ووفقًا للإحصائيات والبيانات المتاحة، فإن البنية التحتية التي تحتاجها وزارة التعليم لتنفيذ مشروعها مع بداية العام الدراسي المقبل تشمل بناء المحتوى العلمي للمنظومة الجديدة، والانتهاء من تأليف وطباعة المناهج الدراسية وفق الإستراتيجية الجديدة قبل بداية سبتمبر الجاري، إلى جانب الانتهاء من تجهيز مليون جهاز تابلت لتوزيعها على طلاب ومعلمي الصف الأول الثانوي لتنفيذ إستراتيجية التعليم في المرحلة الثانوية التي تعرف بـ”الثانوية التراكمية”، فضلًا عن تجهيز المدارس الثانوية بشبكة اتصالات عالية الجودة لتتناسب مع استخدامات التكنولوجيا في التعليم القائمة على جهاز “التابلت” وطريقة التدريس الجديدة التي تسعى الوزارة إلى تنفيذها في المنظومة الجديدة.
وحسب الإحصاء الصادر عن الإدارة العامة للمعلومات بوزارة التربية والتعليم، فإنه يوجد 2281 مدرسة ثانوية عامة على مستوى الجمهورية، تحتاج إلى بنية أساسية تكنولوجية تتناسب مع استخدامات التابلت، وتتركز النسبة الأكبر من المدارس الثانوية الحكومية في القاهرة، ويوجد بها 282 مدرسة تضم 4398 فصلًا مدرسيًا، وفى الإسكندرية يوجد 110 مدارس ثانوية عامة تضم 2109 فصول، بينما تضم محافظة البحيرة 97 مدرسة بها 1580 فصلًا مدرسيًا، وفي الغربية يوجد 121 مدرسة بها 1858 فصلًا، وفي كفر الشيخ يوجد 88 مدرسة تضم 1284 فصلًا، وفي المنوفية يوجد 123 مدرسة بها 1886 فصلًا، وفي القليوبية يوجد 127 مدرسة تضم 2177 فصلًا، وفي محافظة الدقهلية 164 مدرسة تضم 2591 فصلًا، وفي دمياط 58 مدرسة تضم 727 فصلًا، ويوجد في الشرقية 185 مدرسة تضم 2755 فصلًا، وتضم بورسعيد 22 مدرسة تشتمل على 418 فصلًا، وفي الإسماعيلية هناك 47 مدرسة تضم 611 فصلًا، وفي السويس يوجد 20 مدرسة تضم 276 فصلًا، أما في الجيزة فيوجد 158 مدرسة تضم 2928 فصلًا مدرسيًا، وفي الفيوم 57 مدرسة تضم 807 فصول، وفي بني سويف يوجد 70 مدرسة تضم 989 فصلًا.
وفي المنيا يوجد 106 مدارس ثانوي تضم 1671 فصلًا، وفي أسيوط 105 مدارس تضم 1444 فصلًا، وفي سوهاج يوجد 81 مدرسة تضم 1314 فصلًا، وفي قنا يوجد 75 مدرسة تضم 1023 فصلًا، وتضم الأقصر 30 مدرسة بها 412 فصلًا، وفي أسوان يوجد 46 مدرسة بها 551 فصلًا، وتضم مطروح 15 مدرسة بها 121 فصلًا، وفي الوادي الجديد يوجد 27 مدرسة تضم 202 فصل، بينما تضم محافظة البحر الأحمر 22 مدرسة تشتمل على 180 فصلًا، أما شمال سيناء فيوجد بها 29 مدرسة تضم 269 فصلًا، وتضم جنوب سيناء 16 مدرسة ثانوي بها 76 فصلًا مدرسيًا.
ومن المقرر تطبيق الثانوية التراكمية على الطلاب الذين يلتحقون بالصف الأول الثانوي العام الدراسي 2018 /2019، وهو العام الذي ينطلق في سبتمبر المقبل، ويشمل طلاب المدارس الحكومية السابق تفصيل أعدادها على مستوى الجمهورية، بجانب 1187 مدرسة ثانوية خاصة، وتتحمل الوزارة مسئولية تجهيز البنية التحتية اللازمة في المدارس الحكومية في حين تتحمل المدارس الخاصة مسئولية تجهيز البنية التحتية اللازمة في مدارسها.
البند الثاني في البنية التحتية اللازمة لتطبيق مشروع التعليم الجديد، يتعلق بتدريب المعلمين الذين يمكنهم تحمل المسئولية والقيام بأعباء التدريس في المنظومة الجديدة، وبحد أدنى تحتاج الوزارة إلى تدريب نحو 160 ألف معلم قبل سبتمبر المقبل، وهذا الرقم يشمل معلمي رياض الأطفال ومعلم الفصل والمعلمين الذين يتولون التدريس للصف الأول الثانوي، على أن تسير تلك التدريبات بالتوازي مع تدريبات مشروع “المعلمون أولًا” الذي يستهدف تدريب نصف مليون معلم حتى يونيو عام 2019.
وتكثف الوزارة جهدها للانتهاء من تدريب 50 ألف معلم على مشروع “المعلمون أولًا” قبل نهاية مايو الجاري، على أن تبدأ تدريب المعلمين على مناهج المنظومة الجديدة بدءًا من يونيو المقبل.
وتدريبات المعلمين تحتاج من الوزارة جهودا مضاعفة لكي تؤتي ثمارها وكي تتمكن الوزارة من تنفيذها في تلك الفترة الوجيزة، خاصة إذا استمر الاعتماد على الأكاديمية المهنية للمعلمين في القيام بأعباء هذه التدريبات.
وقد ذكر تقرير رسمي تم رفعه إلى الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم، بشأن أوضاع الأكاديمية المهنية للمعلمين أن “ جودة الإنترنت بصفة عامة سيئة جدًا ولا توجد شبكة إنترنت داخل أي قاعة قادرة على تشغيل جميع الأجهزة الموجودة في قاعة التدريب”.
وأضاف التقرير – الذي اطلعت عليه “فيتو”- أن سرعة الإنترنت داخل قاعات التدريب تتراوح بين 1 جيجا إلى 2 جيجا بايت ومع ذلك لا تقوم شبكة الإنترنت بتشغيل جميع أجهزة القاعة، بالإضافة إلى وجود قاعات تدريب لا تعمل لعدم وجود شبكة إنترنت لعدم دفع الفواتير اللازمة.
كما أشار التقرير إلى أن طريقة الحصول على شبكة إنترنت للقاعات باستخدام الوصلات الخارجية ضعيفة جدًا ولا تستطيع الوصلات تشغيل أي معمل كامل للتدريب، مشددًا على أن القاعات غير مجهزة لاستقبال التدريب بجانب وجود أجهزة قديمة لا تصلح للاستخدام، وهناك قاعات لا يوجد فيها أي جهاز يعمل والتدريبات فيها تتم بشكل نظري، بجانب أن عددًا كبيرًا من القاعات لا يحتوي على شاشات عرض ومتوسط سرعة الأجهزة في الاستخدام 512 كيلوبايت وهذه السرعة ضعيفة جدًا ولا تتناسب مع برامج التدريب فهي لا تصلح لعرض متصفح عادي وليس بنك المعرفة.
تجدر الإشارة هنا إلى أن هذا التقرير يضع الوزارة أمام تحد كبير فيما يتعلق بتجهيز قاعات تدريب المعلمين والتي يتجاوز عددها 400 قاعة على مستوى الجمهورية ورغم ذلك هي غير كافية لإجراء التدريبات اللازمة وتحتاج إلى تطوير شامل، فهل تتمكن الوزارة من تنفيذ ذلك خلال الفترة المتبقية قبل انطلاق العام الدراسي الجديد.
"نقلا عن العدد الورقي.."