رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب رغبة الاحتلال في عقد هدنة مع حماس

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بدأت دولة الاحتلال الترويج في الآونة الأخيرة إلى رغبة حركة حماس لعقد هدنة مع إسرائيل.


وعلى الرغم من نفي الحركة لذلك، إلا أن التقارير الإسرائيلية تواصل الحديث حول تلك الهدنة لتوضح بشكل ملحوظ مدى رغبة الكيان الصهيوني في الوصول إلى تهدئة مع الجانب الفلسطيني، ويرجع ذلك إلى عدة أسباب يرصدها التقرير التالي.

فشل في احتواء المسيرات
فشلت دولة الاحتلال في احتواء مسيرات العودة واستمرارها حتى يومنا الحالي، وتسعى إسرائيل لتحقيق الهدنة من أجل تهدئة الأوضاع ووقف مسيرات العودة لأنها أنهكت جنود الاحتلال وفقًا لشهاداتهم مع الإعلام الإسرائيلي.

الغضب الدولي من إسرائيل
الصهاينة يواجهون موجة من الغضب الدولي بسبب السياسة الإجرامية للاحتلال تجاه المتظاهرين السلميين، كما أنهم اعترفوا بالفشل في ترويج مزاعمهم أمام العالم، فضلاً عن حصول الفلسطينيين على تعاطف دولي، وزعم الكاتب الإسرائيلي، جوداة أري جروس، أن دولة الاحتلال خسرت المعركة على مستوى الرأي العام، رغم نجاح جيشها في صد محاولات التسلل المتعددة من حدود غزة خلال مظاهرات مسيرة العودة".

وأكد جروس في تقرير نشر في صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن الرواية التي يتقبلها الرأي العام العالمي "هي رواية متظاهرين فلسطينيين مسالمين يواجهون قوة ساحقة، غير متناسبة، وقاتلة من قوات الجيش الإسرائيلي".

وقال نائب وزير الدبلوماسية العامة الإسرائيلي مايكل أورن: "هذه الرواية انتصرت على الرواية الإسرائيلية التي اتهمت حركة حماس باستخدام المتظاهرين السلميين الفلسطينيين دروعًا بشرية".

تهدئة مستوطني الغلاف
كما أن مستوطني غلاف غزة المقيمين في المستوطنات المحيطة على الحدود أصبحوا يشكلون صداعًا في رأس حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو؛ لأنهم لا يشعرون بالهدوء ويواجهون الرعب؛ بسبب الخوف من المتظاهرين وإمكانية اقتحامهم للمستوطنات وخطف مستوطنين، كما أن التوتر على الحدود لا يجعلهم يعيشون حياة طبيعية.

وأجرى وزير التعليم وأحد أعضاء الكابنيت السياسي الأمني في الحكومة الإسرائيلية نفتالي بانيت، زيارة تفقدية في غلاف غزة.

ووفقًا لموقع روتر العبري فقد أجرى بانيت زيارة إلى المجلس الإقليمي "أشكول" المحاذي لجنوب قطاع غزة، برفقة عدد من المسؤولين بما في ذلك رئيس المجلس الإقليمي أشكول جادي يركوني.

وتحدث بانيت خلال زيارته للغلاف قائلاً: "نحن مصرون على منع تعاظم قوة حماس، بما في ذلك تعاظم قوتها في مجال الأنفاق والصواريخ".

منع وقوع كارثة بالمستقبل
وأضاف بانيت أن الاحتلال يسعى لمنع وقوع كارثة في المستقبل، وتطرق إلى التصريحات والتقارير الإخبارية التي تتداولها وسائل الإعلام حول الهدنة أو التهدئة مع غزة، بالإضافة إلى المساعدات الإنسانية، حيث قال: "إنني أقولها بشكل واضح لا لبس فيه، أنا أدعم إعادة ترميم قطاع غزة بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية، ولكن بشرطين اثنين وهما: إعادة أبنائنا المعتقلين لدى حماس في غزة.. إننا لن نسمح لحماس خلال هذه الهدنة من تعزيز قوتها وقدراتها العسكرية استعدادًا للمواجهة العسكرية المقبلة".

صراع شامل دون حل
وقال البروفيسور الإسرائيلي، رافي ليوبرت: "إن الحديث فقط لا يغير من الأمر شيئًا للأوضاع في قطاع غزة، وأضاف في مقال نشر، في موقع "نيوز1" العبري: "إن استمرار الوضع كما هو عليه في غزة سيؤدي إلى صراع شامل آخر، حيث ستعاني جميع الأطراف من خسائر دون حل، وهو ما تخشاه إسرائيل لذلك فالهدنة بالنسبة لها هي الحل".
الجريدة الرسمية