رئيس التحرير
عصام كامل

الجارديان: آمال كردية متصاعدة بإحلال السلام الدائم مع بدء انسحاب المقاتلين الأكراد من تركيا

عدد من المقاتلين
عدد من المقاتلين الاكراد-صورة أرشيفية

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه وعقب ثلاثة عقود من صراع تركيا مع أقليتها الكردية، فإن المجال ربما يكون مفتوحا أخيرا للسلام، في ظل بدء مقاتلي حزب العمال الكردستاني للانسحاب وعودة الحياة إلى طبيعتها فى مناطق جنوب شرق تركيا.


وأشارت الصحيفة البريطانية، في مقال تحليلي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم، الأربعاء، إلى أن الربيع قد حل في الأماكن التي كان فيها القتال بين حزب العمال الكردستاني وقوات الأمن التركية على أشده، حيث وللمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان، يتطلع سكان بلدة "سيمدينلي" بمحافظة هكاري الواقعة في جنوب شرق تركيا إلى موسم جديد؛فمنذ إعلان وقف إطلاق النار قبل شهر، بدأت سيمدينلي تحيا من جديد.

وأوضحت الصحيفة أن مفاوضات السلام بين الحزب الكردستاني وتركيا بدأت بحذر شديد في أكتوبر الماضي، عندما أصبح رجب طيب أردوغان أول رئيس وزراء تركي يجرى حوارا علنا مع زعيم حزب العمال المسجون عبد الله أوجلان الذي كان يعتبر عدو الدولة الأول؛ وبعد إعلان وقف النار في 21 مارس، أعلن زعيم المتمردين مراد كارايلان أن إنسحاب مقاتلي حزب العمال المتمركزين في تركيا سيبدء من اليوم التالي.

ووصفت الصحيفة هذا الانسحاب بأنه سيكون خطوة حيوية نحو نهاية واحدة من أطول وأكثر الصراعات العرقية دموية،والتي أودت بحياة أكثر من أربعين ألف شخص خلال ثلاثين عاما.

ولفتت الصحيفة البريطانية إلى أن الصراع بين حزب العمال الكردستاني وتركيا يرجع إلى عام 1984 عندما بدأ الحزب كفاحه المسلح من أجل الحكم الذاتي وحقوق أكبر للأكراد ؛ وعقب ما يقرب من ثلاثين عاما خلف الصراع أكثر من أربعين ألف قتيل وكلف تركيا نحو 132 مليار دولار.

وتابعت الصحيفة قولها "وقد كانت الأشهر ال-18 الماضية هي الأكثر عنفا في هذا الصراع الدامي،حيث خلفت وحدها أكثر من 900 قتيل،وفقا لمجموعات الأزمات الدولية؛وخلال الفترة نفسها،تم اعتقال أكثر من 8 آلاف ناشط،سياسي،وصحفي كردي من قبل السلطات التركية بموجب قوانين مكافحة الإرهاب التعسفية.

وأردفت الصحيفة تقول "وفي خريف عام 2012، بدأ السجناء الأكراد في الإضراب عن الطعام،والذي استمر 68 يوما حتى أعطى أوجلان أوامره بإنهاء الاحتجاج؛ومن ثم بدأ محادثات السلام المؤقتة والسرية في أواخر العام الماضي بين أوجلان ورئيس المخابرات التركية، مما أدى إلى إعلان وقف إطلاق النار في مارس،والإعلان المتوقع ببدء انسحاب حزب العمال الكردستاني من تركيا إلى معاقل الجبال في شمال العراق.
الجريدة الرسمية