رئيس التحرير
عصام كامل

الإهمال ينهش آثار الأشمونيين بالمنيا.. الآثار: ضبط 118 قطعة أثرية نتاج أعمال حفر خلسة.. المنطقة الأثرية مرتعا للماشية ومنشر غسيل للأهالي.. والحشائش تخفي ملامح المعابد

فيتو

خرج علينا شعبان عبدالجواد، رئيس إدارة الآثار المستردة بوزارة الآثار، اليوم الخميس، بتصريحات أكد فيها إن شرطة الآثار والسياحة الإيطالية أبلغت السفارة المصرية في روما منذ 14 مارس الماضي بعثورها على 23700 قطعة أثرية من بينها 118 قطعة مصرية، وأن هناك التباسا لدى البعض بأن جميع الآثار التي تم العثور عليها مصرية، ولكن في الحقيقة إن عدد القطع المصرية 118 قطعة فقط»، مؤكدا أن " وزارة الآثار تأكدت من أن القطع التي تم ضبطها لم تخرج من المتاحف أو المخازن الأثرية المصرية بل إنها نتاج أعمال الحفر خلسة"، مشيرا إلى أنه "لا يعلم إن كان المضبوطات قد ضبطت بحاوية دبلوماسية أم لا"، وما نستنتجه من ذلك التصريحات أن أعمال الحفر خلسة دمرت العديد من تاريخ مصر ناهيك عن الإهمال الذي تسبب فيه جميع الأجهزة التنفيذية للقيمة الأثرية في محافظات الصعيد عامة ومحافظة المنيا خاصة، وخير دليل على ذلك.


ما نرصده لكم في السطور التالية عن إهمال معابد أثرية في منطقة آثار تونا الجبل وما تتعرض له من أعمال حفر خلسة أضاعت الكثير من معالمها الأثرية.

"الأشمونين"
الكثير لم يعرف قرية الأشمونين تقع غرب مدينة ملوي جنوب محافظة المنيا، بنحو 8 كم ويمكن الوصول اليها بالسيارة حتى الطريق السياحي شمال مدينة ملوي، اسم "الأشمونين" هو تحريف للاسم المصري القديم "خمون" أو مدينة الثُمانية المقدسة، وكانت عاصمة الإقليم الخامس عشر في مصر العليا القديمة، وكانت مقرًا لعبادة تحوت إله الحكمة الممثل على شكل القرد بابون أو طائر أبو منجل، ولما كان الإغريق يقرنون إلههم هرميس بالإله المصري تحوت، فقد سموا المدينة هرموپوليس، وكانت مركزا لعبادة "الإله جحوتى"، إله الحكمة والمعرفة في مصر القديمة، حيث كانت تنال اهتمام التاريخ المصرى القديم والعصرين اليونانى والرومانى".

الأدخنة تخفي آثار الأشمونين
وتجولت عدسة "فيتو" داخل قرية الأشمونين وبين حطام وبقايا معالمها الأثرية، فمنذ أن تطأ أقدامنا على أعتاب المنطقة الأثرية لاحظنا دخانا كثيفا يخرج من بين القطع الأثرية الكائنة في المنطقة وحشائش ملاصقة للمعابد الأثرية يكاد تخفى معالمها نهائيًا، تلك النيران التي كانت قريبة من بقايا معبد من عهد الملك أمنمحات الثانى يرجع تاريخه إلى عهد الدولة الحديثة، وبقايا معبد للملك أمنحتب الثالث للإله جحوتى.

الحيوانات تتجول بين الآثار
لم ينته الإهمال عند إخفاء المعالم الأثرية بالأدخنة والنيران والحشائش بل لاحظنا عدم وجود سور لحمايتها ما جعلها ممرًا ليس للأهالي فقط، بل الحيوانات والماشية التي ترعى في المنطقة الأثرية دون رادع، هذا بجانب تهدم بعض الجدران والأعمدة الأثرية، ورصدت عدسة "فيتو"، مدى الإهمال للقيمة التاريخية في الأشمونين.

أعمال حفر خلسة
المنطقة الأثرية بالأشمونين ليست بمأمن من أعمال حفر خلسة في وضوح النهار، وهذا يرجع إلى اختفاء دور التأمين للمنطقة الأثرية، لعدم وجود أفراد الأمن والحراسة وذلك يأتي منافيًا للتقرير الذي أعدته هيئة تنشيط السياحة بالمنيا والذي يوصي بمزيد من الاهتمام بالمنطقة، استمرينا في رصد التعديات على الآثار على مدار ساعتين ولم يسألنا أحد من أنتم ومن أين جئتم ولا شيء من هذا القبيل، ناهيك عن الحفريات التي رصدتها الكاميرا داخل المنطقة.

آثار تستند على قطع خشبية
كما لاحظنا أن وجود جدران وأعمدة وقطع أثرية، التي تعد بقايا معابد فرعونية وكنائس رومانية، بعضها ملقى على الأرض، وبعضها يستند على قطع خشبية، أطفال يلهون على أطلالها، نسوة ينشرون ملابسهم ويلقون فضلاتهم، ومواشٍ تجد مرتعها، تجاورها منازل مخالفة وسط المواقع الأثرية، مشاهد رصدتها فيتو داخل قرية الأشمونين حاضنة التاريخ والحضارة القديمة.
الجريدة الرسمية