رئيس التحرير
عصام كامل

خبيرة: إيطاليا تبحث عن تحالفات جديدة في الاتحاد الأوروبي

فيتو

حذر الاتحاد الأوروبي إيطاليا من باب الاحتياط من ضرورة الانتباه للقواعد مستقبلا. وقد تتحول إيطاليا داخل الاتحاد الأوروبي من الغرب نحو الشرق، كما تعتقد خبيرة الشئون السياسية الإيطالية سيلفيا فرانسيسكون. ما هي النقاط المشتركة التي تجمع بين شركاء التحالف، من حركة الاحتجاج "5 نجوم" و"رابطة الشمال" اليمينة المتطرفة ما عدا أنها أحزاب شعبوية؟

لا أعلم هل الأحزاب لها الكثير من النقاط المشتركة. ولذلك كان من الصعب كتابة برنامج حكومي. لقد تم الاتفاق على بعض النقاط الأساسية. والتفاهمات الكبيرة لا توجد في مسألة كيف يجب إنفاق الأموال أو كيف يمكن بلورة مستقبل إيطاليا، بل في التقليص من الهجرة. وقد صدرت من "الرابطة" بوجه الخصوص كلمات قاسية أثناء الحملة الانتخابية. هنا سيتم محاولة التحرك لإرضاء القاعدة الشعبية لكل حركة في الائتلاف. وحركة "5 نجوم" تريد بكل الأحوال المشاركة في الحكم مع من كان ذلك. وبما أن الاشتراكيين الديمقراطيين رفضوا، فإنهم ذهبوا في النهاية مع "الرابطة".

المهاجرون واللاجئون يخشون أوقاتا صعبة في إيطاليا. هل ستتمكن الحكومة من فرض عمليات الترحيل؟

يجب عليهم الآن فعل ذلك. الحكومة الجديدة يجب أن تبرهن على أنها قاسية أكثر من القديمة. ورغم أن وزير الداخلية السابق تمكن من خلال التعاون مع ليبيا تحقيق أن لا يصل عدد كبير من المهاجرين عبر البحر إلى إيطاليا. ولا يمكن فعل أكثر من ذلك في الحقيقة.

هل هذه الحكومة الجديدة علامة على أن الإيطاليين يرفضون النظام السياسي القديم بأحزاب تقليدية؟

نعم هذا صحيح للغاية.. هناك انفصام تام للنخبة عن السكان. إنه بالطبع أسهل بكثير الاحتجاج عوض طرح مقترحات حلول، فالناس خابت آمالهم. والكثير من الناخبين التقليديين لليسار قرروا التصويت لصالح حركة "5 نجوم"، وما فاجأني هي قوة "الرابطة" اليمينية.. ماتيو سالفيني استنسخ ببراعة أسلوب الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فهما يتشابهان كثيرا. ويمكن لسالفيني أن يشير مثلا إلى منطقة "فينيتو" الغنية في الشمال التي تحكمها "الرابطة" مع رضا الناس المقيمين هناك.

أجراس الإنذار تدق داخل الاتحاد الأوروبي. هل ستغير إيطاليا الاتحاد الأوروبي؟
بصدق أجد أن ردود الفعل لاسيما من المفوضية الأوروبية ليست في محلها. وهذا لا يعجب الإيطاليين. أفهم القلق لدى المؤسسات وفي بعض البلدان. لكن ليس لنا بعد حكومة، فلم يحصل بعد شيء. وإذا ما تدخلنا منذ الآن، فإن ذلك غير بناء. فهناك حاجة إلى خطة أفضل.

وهذا يتناسب مع الصورة التي رسمها لويجي دي مايو (5 نجوم) وماتيو سالفيني (الرابطة) عن الاتحاد الأوروبي:" فهو يتدخل، ويتحدث باسم الآخر. هذه هي النخبة في بروكسل التي تريد وضع قوانين". والإيطاليون مازالوا يتذكرون حكومة ماريو مونتي 2012 التي فُرضت عليهم من الخارج. وسيلفيو برلوسكوني أُجبر حينها على الاستقالة رغم أنه لم يخسر غالبيته داخل البرلمان. وهذا أحس به الإيطاليون كإملاء من ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي. هم لم ينسوا هذا.

من زاوية الاتحاد الأوروبي كانت حكومة مونتي ضرورية لإنقاذ إيطاليا المديونة من الإفلاس في الأزمة المالية؟

إيطاليا وأوروبا. نعم هذا صحيح بالطبع.

هل تعتقدين أن الحكومة الجديدة التي تريد تغيير الاتحاد الأوروبي بصفة جذرية تريد مثلا مغادرة العملة المشتركة اليورو؟

لا لن يغادروا اليورو. هذا الأمر لا تريده حركة "5 نجوم" ولا "الرابطة". ما سيتغير هو الظهور والموقف في بروكسل. سيصبح الأمر أكثر قساوة. وما سيحصل هو الآتي: في أوروبا ستتكون تحالفات جديدة. إيطاليا كانت دوما مجتهدة لتكون "القدم الثالثة" في الاتحاد الأوروبي إلى جانب ألمانيا وفرنسا. والآن هناك الخوف من أن يتوجه رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ليس فقط إلى أوروبا الشرقية والنمسا، بل الآن نحو روما لإيجاد حلفاء. والشبكة السياسية، والاتصالات قائمة، لاسيما مع "الرابطة". فالغرب قد يخسر إيطاليا. وإيطاليا يمكن أن تقترب أكثر من دول فيزغراد وهو التحالف بين المجر والتشيك وبولنيا وسلوفاكيا. وهذا هو قلقي.

هل ستغير الحكومة الجديدة توجه السياسة الخارجية داخل الاتحاد الأوروبي، إذ يُقال بأنها متقاربة جدا من روسيا، لاسيما "الرابطة" وكذلك حركة "5 نجوم"؟

لن تحصل قطيعة دراماتيكية. كنا دائما منفتحين على روسيا. والآن ستتقوى تلك الاتصالات. كلاهما "الرابطة" و"5 نجوم" يقولان بأن العقوبات ليست وضعا دائما. وهي موجودة منذ مدة حيز التنفيذ ولا تأتي بمفعول، بل تضر بالاقتصاد الإيطالي. وهذا ما تؤكده الأحزاب. وهذا ليس صحيحا، لكنها ستتمسك بذلك. ولا أعتقد أنها ستجد دعما كبيرا داخل الاتحاد الأوروبي. فعندما تتولى المسئولية الحكومية، فإن القضية تتغير. وحركة "5 نجوم" تؤيد التعددية والتعاون الدولي. هنا لن يتغير الكثير.

متوسط فترة الحكم لرئيس وزراء إيطالي هي سنة ونصف. هل تعتقدين بأن الرجل الجديد سيستمر أكثر؟

الظروف ليست لصالح رئيس الوزراء الجديد غير المنتمي إلى حزب. فهو منذ الآن ضعيف رغم أنه لم يتولى بعد مقاليد الحكم. كما أن غالبية التحالف في الغرفة الثانية أي مجلس الشيوخ ليست كبيرة. أعتقد أنهم سيحاولون فرض بعض المشاريع المهمة والتطلع إلى انتخابات جديدة. وإذا ما استمر رئيس الوزراء خمس سنوات، فستكون تلك فعلا مفاجئة بالنسبة إلى.

* خبيرة القانون سيلفيا فرانسيسكون هي مديرة "المجلس الأوروبي للسياسة الخارجية" في روما. ومعهد البحوث له فروع في جميع الاتحاد الأوروبي ويحلل السياسة الخارجية للدول الأعضاء. وعملت فرانسيسكون لصالح الحكومة الإيطالية والأمم المتحدة والمفوضية الأوروبية.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية