مفتي الجمهورية: نسبة الإلحاد زادت بعد حكم الإخوان.. وداعش «ورم سرطاني» بجسد الأمة

كان للدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، دور كبير فيما وصلت إليه الدار من تطوير، بما يتمتع به الرجل من حنكة في إدارة الملفات المختلفة، وما يميزه من هدوء في الشخصية والرزانة في التصريحات.

"فيتو" التقت مفتي الجمهورية، وفتحت معه كل الملفات المطروحة على الساحة الدينية مؤخرًا، واستمعت إلى رأيه في كثير من الظواهر التي يعاني منها المجتمع، وكيف يمكن حلها من خلال الرجوع إلى شرع الله.. وإلى نص الحوار:

في البداية.. ما أبرز النتائج التي حققتها المراكز التابعة لدار الإفتاء حتى الآن؟
بلا شك كان لمجهودات مراصد دار الإفتاء حضور كبير خلال الفترة الماضية، خاصة في مواجهة التكفير والتطرف، وذلك من خلال مرصدها للفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، الذي قدم عددا من التقارير والدراسات والمواقف المناهضة للعنف والتطرف، التي سعت إلى تعرية حجج المتطرفين، وكشف زيف منطقهم وتدليسهم في القول والفعل، وقد صدر عن المرصد نحو أكثر من 170 تقريرا ودراسة خلال الستة أشهر الماضية، وكذلك مرصد الإسلاموفوبيا ومرصد الجاليات المسلمة في الخارج الذي تناول الكثير من القضايا التي تهم الجاليات المسلمة في الخارج، ومواجهة الإسلاموفوبيا وتصحيح صورة الإسلام في الغرب، وتعزيز السبل لزيادة اندماج المسلمين هناك داخل مجتمعاتهم.

- ما أهم أسباب انتشار التطرف في المجتمعات المسلمة؟
تجدر الإشارة هنا إلى أن أحد أسباب انتشار التطرف فوضى الفتاوى، لأنها تفتح الباب أمام التفسيرات المتطرفة للنصوص الدينية التي لا أساس لها في الإسلام، لأن أيًا من هؤلاء المتطرفين لم يدرس الإسلام في مؤسسة علمية إسلامية معترف بها، بل هم نتاج بيئات مضطربة، اعتمدت تفسيرات مشوهة ومضللة للإسلام، بهدف تحقيق مكاسب سياسية بحتة ليس لها أي أساس ديني، فهم يسعون فقط ليعيثوا في الأرض فسادًا ونشر الفوضى في أرجاء العالم.

- ما مجهودات دار الإفتاء لمواجهة هذا الفكر المتطرف؟
كان لزامًا على دار الإفتاء أن تواجه هذا التهديد العالمي عبر إعلانها حربًا فكرية ضد هذه الأيديولوجيات والمعتقدات المشوهة، ومواجهة تلك التفسيرات المقززة للنصوص الدينية التي يقوم المتطرفون بلي أعناقها وتشويهها ونزع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة من سياقها، وسعينا إلى تفكيك الأفكار المتطرفة عبر عدة آليات وطرق، بعضها إلكتروني والبعض الآخر عبر إصدار الكتب والمقالات التي نشرت، بالإضافة إلى المشاركة في العديد من المؤتمرات الدولية لمكافحة الفكر المتطرف والأيديولوجية المنحرفة.

ما طبيعة عمل مرصد دار الإفتاء لرصد الفتاوى المتطرفة؟
من أجل مواصلة جهود الدار في حربها ضد الأفكار المتطرفة، أنشأت الدار مرصدًا لرصد وتفكيك الفتاوى المتطرفة والآراء الشاذة للجماعات الإرهابية، الذي أصدر العديد من الفتاوى المضادة التي كشفت عن التعاليم الصحيحة والسمحة للدين الإسلامي، وأكدت أن تلك الأيديولوجيات المتطرفة الشاذة بعيدة عن تعاليم الإسلام الحقيقية نصًا وروحًا على حد سواء، والمرصد أصدر العديد من التقارير التي تبين مدى انحراف هذا الفكر المتطرف، كان أهمها إظهار مدى بشاعة المعاملة التي يتعامل بها المتطرفون مع النساء خاصة في العراق وسوريا، حيث يتم إخضاعهن بالقوة للزواج القسري والاغتصاب والإهانة، مما يكشف الوجه الهمجي القبيح للمتطرفين ضد النساء.

ما أبرز الإصدارات التي خرجت من الدار للرد على الأفكار المتطرفة؟
دار الإفتاء في معركتها ضد التطرف، وفي محاولة لرفع مستوى الوعي ومنع الشباب من الوقوع فريسة لأفكار متطرفة كاذبة، أصدرت مجلة "Insight" التي تصدر بشكل شهري، لتفكيك الفكر المتطرف والعقائد المنحرفة التي تعتمدها الجماعات الإرهابية، وتأتي هذه المجلة ردًا على المجلة الشهرية التي يصدرها تنظيم "منشقي القاعدة" المعروف إعلاميًا بـ"داعش" كأداة ترويجية لتبرير معتقداتهم البشعة.

ما أوجه التعاون بين الأزهر ودار الإفتاء؟
بلا شك هناك تنسيق بين المؤسسات الدينية الرسمية، حيث إنها جميعها تعمل تحت مظلة الأزهر الشريف، كما أن الهدف مشترك وهو نشر المنهج الوسطي والتدين السمح وتصحيح المفاهيم ومواجهة التطرف والإرهاب.

- ما رد فضيلتكم على القول بعدم وجود جهد حقيقي ملموس للمؤسسات الدينية في قضية تجديد الخطاب الديني؟
قضية تجديد الخطاب الديني تحتاج إلى تضافر جهود جميع المؤسسات في مصر لتصويبه بشكل متكامل، فهو ليس مقصورًا على المؤسسات الدينية فقط، وهذا اعتقاد خاطئ منتشر بين الغالبية العظمى في مصر، بل هناك مؤسسات أخرى عليها مسئولية كبيرة يجب أن تقوم بها، وأود هنا أن أقول إنه لا بد من بيان الفرق بين الإصلاح والتجديد في الخطاب الديني، فالإصلاح يفترض نقصًا ما في الواقع، وقد يصل هذا النقص إلى درجة الخلل، وهذا يستلزم شيئًا من الهدم وإعادة البناء، ولذلك فإن الإصلاح يقتضي أيضًا عدم التسليم بالموروث، واعتبار أن خطأ ما قد وقع عند السابقين فهمًا أو تطبيقًا أو هما معًا، وهذا هو المبرر والمسوغ لعملية الهدم والشروع في بناء جديد ينهي النقص القائم، لذا فهذا الأمر بعيد عن المقصد المرجو في الخطاب الديني، أما التجديد الذي نقصده فيتمثل في عملية إضافة جديدة، لا تأتي على القديم بالهدم أو البطلان، بل تضيف الجديد الذي يحتاجه العصر، وموقفها من القديم مبني على فكرة القائم بواجب الوقت، وإن السابقين قد قاموا بواجب وقتهم بناءً على مقتضيات حياتهم وأزمانهم، وأنهم حققوا نجاحات، وأن لكل عصر واجبا يختلف عن واجب العصور السابقة، ولذلك فمع احترامنا للموروث فإننا لا نقف عنده ولا نقف ضده، بل نحترمه ونضيف إليه ونعيد صياغة مناهجه بصورة تتسق مع ما أضفناه من مناهج جديدة أيضًا، وهذا مبني على فكرة التفريق بين المسائل والفروع والمناهج.

وما أبرز النجاحات التي حققتها الدار في عملية تجديد الخطاب الديني؟
دار الإفتاء خلال الفترة الماضية، شهدت طفرة كبيرة في استخدام الفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي والاستفادة من التقنيات الحديثة في إيصال صحيح الفتاوى إلى طالبي الفتوى ومستخدمي الإنترنت من مصر ومختلف بلدان العالم، كما توسعت الدار في أعمال مرصد «التكفير»، الذي يرصد فتاوى التكفير ومقولاته على مدى الساعة في وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ومواقع الإنترنت، ومواجهة هذه الأفكار المتطرفة والرد عليها بمنهجية علمية رصينة ومنضبطة، تلبية منها لنداء الواجب في الحفاظ على الوطن في هذه الظروف الصعبة.

- هل لوسائل الإعلام دور في تجديد الخطاب الديني؟
وسائل الإعلام عليها دور مهم في تجديد الخطاب الديني بتبنيها الآراء الوسطية واستضافة المتخصصين، وعدم استضافة غير المتخصصين الذين ينشرون الآراء الشاذة التي تثير البلبلة في المجتمع.

كيف يمكن إنقاذ الشباب من السقوط في دائرة التكفير والأعمال الإجرامية باسم الدين؟
المعالجة الفكرية لتلك الأفكار التي تتبناها الجماعات المتطرفة أمر ضروري وحتمي، لأن هذه الجماعات إنما تعتمد في عملياتها على فتاوى متطرفة بعيدة عن المنهجية العلمية، وبعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام، فهم يلوون أعناق النصوص الشرعية لتسخيرها في تبرير أعمالهم الإجرامية، ودار الإفتاء بذلت ولا تزال الكثير من الجهد على كل المستويات لمواجهة فوضى الفتاوى ومواجهة الأفكار المتطرفة والآراء الشاذة، ولذا أنشأت مرصدا لرصد الفتاوى المتطرفة والرد عليها وتفكيك هذا الفكر المنحرف الذي أدى لتشويه صورة الإسلام، فالحرب على التطرف والإرهاب هي في المقام الأول حرب وعي، وجهادنا الفكري والعلمي والثقافي لا يقل أهمية عن الجهاد المسلح الذي يقوم به أبطال الجيش والشرطة المصرية على كل الأصعدة، وبكل تأكيد سينعكس تصحيح الفكر بشكل كبير على تفنيد تلك العمليات الإرهابية الإجرامية التي تستهدف الأبرياء، لكن تحتاج إلى وقت وجهد كبيرين.

- هل نحن بحاجة إلى تقنين الفتوى؟
نعم صحيح فتقنين الفتوى يقضي على الفوضى، ويجفف منابع الفكر المتطرف، وخطورة الإفتاء لا تقف عند القول فقط، ولها آثار كبيرة في المجتمع، حسنة وغير حسنة، والأخيرة أكثر، كما أن تقنين الفتوى، إعادة للاختصاص، وتنظيم لمن يتصدر للفتوى، ونحن نعلم أن لكل مهنة من المهن إذنا خاصا بها، ولكل إذن معايير معينة، وهذه المعايير إذا وجدت يؤذن لهذا الشخص ويعطي تصريحا بالفتوى، والمقصود بالتقنين هو وضع الأمور في نصابها حتى لا تحدث بلبلة، وإسناد الأمر إلى أهله، ونحن بالفعل بحاجة لمثل هذا التقنين.

خلال زياراتكم الخارجية.. ما الظواهر السلبية التي رصدتموها بخصوص النظرة الغربية للإسلام؟
من المحزن أن صورة الإسلام في الغرب مشوهة بسبب الجماعات الإرهابية وخطابها الصادم، وأهم سؤال يطرح في الغرب عن صورة الإسلام هل هي حقيقية أم لا، هل هذا هو الإسلام الحقيقي، هل يقوم على العنف، أم أن هناك صورة أخرى للإسلام، ولقد قمنا بالتوضيح لهم أن الصورة التي وصلت للغرب عن الإسلام هي صورة مشوهة وأن الإسلام أتى للبناء وليس للتخريب والعنف، والإعلام الغربي أسهم بشكل كبير في ولادة الخوف من الإسلام، عبر إظهار وتصدير العمليات الإرهابية وربطها بالإسلام، فضلا عن الدراسات التي يعدها باحثون غربيون، وتتضمن تخويفا من الإسلام، ونماذج يقدمها إعلاميون غربيون من خطاباتهم تؤجج المشاعر وتصب الزيت على النار.

وهل نحن بحاجة إلى وجود إعلام موازٍ للرد على الإعلام الغربي؟
بكل تأكيد ونحن قدمنا مجموعة من المقترحات التي نعمل في الوقت الراهن على تحقيقها، منها أن الضرورة أصبحت ملحة لإنشاء قنوات فضائية إسلامية موجهة للغرب تخاطب الغرب بلغته، وتعطي صورة شاملة عن الثقافة الإسلامية، وتسهم في تصحيح صورة الإسلام والعرب والمسلمين.

هل ترى أن ظاهرة الفتاوى الشاذة اختفت مؤخرًا؟
صحيح.. فقد تراجعت بشكل كبير نتيجة جهود الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية في مصر، خاصة بعد التنسيق مع المجلس الأعلى للإعلام عن طريق تحديد قائمة للمفتين، وهو ما يعد خطوة على الطريق الصحيح لوضع حد لفوضى الفتاوى وإرباك الناس بالفتاوى الشاذة التي يعلم الجميع مدى خطورتها على المجتمع.

كيف تقيم تجربة "قوائم الفتوى" التي أصدرت مؤخرًا؟
هذه القائمة خاصة فقط بمن يمكنهم الظهور للإفتاء في وسائل الإعلام، وليس الشأن الديني بمجمله، وهي ليست حظرا أو منعا لأحد من العلماء، لكنها تضم بعضا ممن يرى الأزهر أنهم مؤهلون علميا للتصدي للفتوى إعلاميا، علما أن هذه القائمة لا تمثل انتقاصا من علم أو قيمة أحد، ممن لم تشملهم القائمة، فعلماء الأزهر القادرون على الفتوى والتحدث في شئون الدين عامة كثر، كما أن الكثير من علماء الأزهر لديهم مهام علمية وبحثية ووظيفية قد لا تمكنهم من الظهور المتكرر في وسائل الإعلام، إضافة إلى أن هناك من يعتني بأمور الدين العامة أكثر من الإفتاء للناس في أمور دينهم ودنياهم.

- هل نستطيع القول بانتهاء تنظيم داعش بالفعل؟
داعش نبت خبيث وورم سرطاني في جسد هذه الأمة المباركة، ولا شك أنه إلى زوال، لأن الله سبحانه وتعالى لا يصلح عمل المفسدين، كما أننا نستبشر بزوال هذه الكيانات الإرهابية، وفقًأ لما نصّت عليه رواية سيدنا على، التي قال فيها: حتى يختلفوا فيما بينهم، ثم يؤتي الله الحق من يشاء"، كما أن داعش هذا الورم السرطاني الذي أصاب أجزاء من جسد الأمة قد نضطر في بعض الأحيان لاستئصال هذا العضو الخبيث وهذا ما يفعله الجيش المصري الآن من عمليات لتطهير سيناء من هذه الجماعات الإرهابية.

- ما الإجراءات المطلوبة لضمان عدم ظهور مثل تلك الجماعات مرة أخرى؟
مواجهة التطرف والإرهاب مسئولية مشتركة بين المؤسسات الأمنية والأفراد، فدور الأفراد في التصدي للإرهاب "أفرادًا وأفكارًا" لا يقل في الأهمية عن دور مؤسسات الدولة المعنية بمواجهة الإرهاب، فالتوعية الحقيقية بالمفاهيم الصحيحة كفاح فكري يضاف إلى الكفاح الأمني، وتحصين عقول الشباب الذين هم أكثر عرضة للوقوع في براثن التطرف، يحتاج إلى تضافر الجهود وتبادل الخبرات حتى يصبحوا حائط صد أمام جماعات التطرف والإرهاب التي لم يسلم منها مجتمع من المجتمعات.

- كم عدد الفتاوى التي تستقبلها الدار بشكل يومي، وما أبرز الخدمات الجديدة التي تسعى الدار لإدخالها؟
دار الإفتاء تستقبل يوميًا ما يزيد على الـ2000 فتوى عبر إداراتها المختلفة ومنها إدارة الفتوى الشفوية، وإدارة الفتوى الإلكترونية التي تستقبل الأسئلة عبر الموقع الإلكتروني للدار، وكذلك إدارة الفتوى الهاتفية التي تستقبل اتصالات المستفتين وترد عليها، فضلًا عن الأسئلة التي نستقبلها من خارج مصر ونجيب عليها بلغات عدة تصل إلى 11 لغة، كما أن دار الإفتاء المصرية، تستقبل عبر تطبيقها على الهواتف الذكية، ما يقرب من 900 إلى ألف سؤال في اليوم العادي، أما في رمضان فتتلقى الدار ألفي سؤال يوميًا.

- ما أبرز الوسائل التي تعدها الدار للتواصل مع فئة الشباب؟
نسعى دائمًا في دار الإفتاء إلى التواصل المباشر وغير المباشر مع الشباب، فنعقد جملة من المجالس الإفتائية في المساجد الكبرى ومراكز الشباب في محافظات مصر كلها بالتعاون مع وزارة الشباب، وهو جهد ملموس، في ذلك الشأن، ونشهد إقبالا كبيرا عليها، كما أصدرت كتابًا جديدًا بعنوان فتاوى الشباب، تجيب فيه عن بعض الأحكام الشرعية والتساؤلات والقضايا التي تدور في ذهن كثير من الشباب من الجنسين بصورة عصرية تهدف إلى تحقيق أعلى درجات التواصل الفعال معهم، ويهدف الكتاب إلى تعريف الشباب بأحكام الدين والأمور المتعلقة بهم، وذلك من واقع الأسئلة اليومية الواردة إلى دار الإفتاء المصرية سواء الشفوية أو المكتوبة أو عبر الإنترنت والهاتف وغيرها من المنافذ المختلفة، كما أن دار الإفتاء تخاطب الشباب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وتقدم مجموعة من النصائح الدسمة والمتنوعة على الصفحات التابعة لها، فالدار تحرص على مخاطبة الشباب بلغاتهم.

- من خلال الأسئلة الواردة للدار هل ما زالت ظاهرة الطلاق آخذة في الانتشار أم تقلصت في السنوات الآخيرة؟
نعم نحن في دار الإفتاء تنبهنا لهذه الظاهرة، نظرًا لكثرة الفتاوى التي تأتينا في هذا الصدد، وعرفنا أن غياب الثقافة والوعي لدى الشباب المقبلين على الزواج ربما يلعب دورا كبيرا في حدوث ظاهرة الطلاق، وعقدنا مجموعة من الدورات لتأهيل الشباب والشابات المقبلين على الزواج، ونحن الآن بصدد الدورة الرابعة لتأهيل المقبلين على الزواج التي تنظمها دار الإفتاء؛ وهدف هذه الدورات التي تقدمها الدار بناء زوج وزوجة قادرين على مواجهة وحل المشكلات الزوجية.

- لوحظ مؤخرا انتشار ظاهرة الإلحاد بين الشباب.. كيف ترون ذلك؟
نعم صحيح فقد تم رصد زيادة في نسبة الإلحاد بمصر، خاصة عقب العام الذي سيطرت فيه جماعة الإخوان على الحكم بالبلاد، نظرًا لاستخدامهم شعار "الإسلام هو الحل"، ودار الإفتاء قامت بمعالجة الكثير من حالات الإلحاد خلال الفترة الماضية، وإعادة الملحدين إلى المنظومة مرة ثانية يحتاج إلى جهد كبير، وهو ما تقوم به دار الإفتاء الآن، من أجل معالجة التشوهات الفكرية التي طالت الشباب المصري.

وما أساليب الدار لمواجهة تمدد تلك الظاهرة؟
دار الإفتاء المصرية، تعمل جنبا إلى جنب مع الأزهر الشريف، في مواجهة مشكلة الإلحاد، وذلك من خلال شبكة مرصد الفتاوى المتشددة والتكفيرية، ومرصد الإسلاموفوبيا، كما نقوم بتنظيم عدد من الدورات الخاصة في كيفية الرد على الملحدين لعدد من علماء الدين العاملين بلجان الإفتاء بالدار، كما بدأنا إستراتيجية جديدة منذ أكثر من 4 سنوات تقريبا، تعتمد على جيل جديد من الباحثين لمعالجة المشكلة، لديهم معرفة بالفلسفة والثقافة الغربية، ولديه دراية بالمنطق القديم والحديث، ومطلع على الأفكار التي يستند عليها بعض الملحدين في تأسيس أفكارهم الإلحادية، يقومون بإعداد مجموعة أبحاث وأفكار ومبادرات تعالج مشكلة الإلحاد، وهذه المجموعة من الباحثين بالدار تستطيع أن تتعامل مع أفكار المتطرفين والملحدين، وقمنا بتنظيم عدد من اللقاءات، بعد أن استقبلت الدار عددا من الحالات الملحدة، ووجدنا أن الكثير منهم قابل للعودة مجددا عن الإلحاد، وأغلب تلك الحالات ناتج عن قصور في فهم جوهر الدين الإسلامي الوسطي، أو بسبب الجماعات الإرهابية المتطرفة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"