فيليب روث.. عملاق السيرة المزيفة والمؤامرة ضد أمريكا (صور)
بين الأوراق والأقلام والدفاتر ودّع عملاق الأدب الأمريكي "فيليب روث" الحياة، بعد صراع مع المرض، عن عمر يناهز 85 عامًا في مدينة نيويورك، وفق ما ذكر وكيله الأدبي أندرو ويلي، إثر إصابته بفشل القلب الاحتقاني، مودعًا محبيه تاركًا لهم كنزًا من الكتب والروايات.
ولد فيليب روث، في نيويورك عام 1933 ودرس القانون أولًا لـ«يدافع عن المهشمين»، ولكنه تخلى عن دراسته، منصرفًا لدراسة الأدب، وتخرج في جامعة «بوكنيل»، وحصل على منحة دراسية 1954 لجامعة شيكاغو نال بعدها درجة الماجستير، ومن ثم بدأ دراسة الدكتوراه في اللغة الإنجليزية لكنه تركها بعد فصل واحد.
بدأ كتاباته بالقصة القصيرة، حيث إنه أصدر عام 1959 مجموعته الأولى، وحصلت روايته «وداعًا كولومبوس» على جائزة «الكتاب الوطني للرواية»، لتتوالى بعد ذلك عليه الجوائز وحفلات التكريم التي لا يمكن عدها، ومنها "جائزة بوليتزر" و"مان بوكر الدولية".
القلب على نوبل
رحل عملاق الأدب الأمريكي، وقلبه متعلقًا بشيءً واحد هو الوصول لجائزة نوبل، فقد كان أسطورة أدبية بحد ذاته، واحتل إلى جانب الأدباء سول بيلو وجون أوبدايك، مكانة بارزة في السرد الحديث في القرن العشرين، حيث أنه كتب ذات مره ليقارن نفسه بهم قائلًا" أبدايك وبيلو يحملان كشافهما الضوئي خارجًا في العالم، ويكتشفان العالم كما هو، أما بالنسبة لي، فأنا أحفر جحرًا وأسلط عليه الضوء".
30 رواية
ترك فيليب روث ميراثًا لمحبيه من الكتب والروايات البالغ عددهم 30 ليظل بهم باق في مخيلتهم عن طريق روايته التي تدور جميعها تقريبًا حول شخصية واحدة بأقنعة مختلفة: شخصية روث نفسه، كأمريكي، ويهودي، وروائي، وإنسان.
مؤامرة ضد أمريكا
اسم إحدى الروايات التي كتبها "فيليب روث"، متحدثًا عن نفسه، حيث إنه كان البطل الرئيسي للرواية باسمه، والتي قال بأنها اعترافات عن نفسه وليست رواية، ولكن تنتحل شخصية روث، وتسرق هويته الشخصية إحدى شخصيات الرواية، ليتخفى به وراء شخصياته الروائية ويرسم فيها تفاصيل حياته الحقيقية، كما أنه ظهر مرة أخرى باسمه الصرح في أحد رواياته تحت اسم "مؤامرة ضد أمريكا".
موت الرواية
تنبأ روث بـ"موت الرواية"، عندما أعلن اعتزاله بعد معاناته في الحياة الأخيرة، حيث إنه كان يصل إلى إعادة وطن كامل بتاريخه وناسه وماضيه وحاضره كما يشتهي ويريد، كما أن متعته كانت تتمثل في الكتابة.
تاريخ مزيف
لجأ فيليب إلى خلق سيرة مزيفة، وتاريخ مزيف، وتلفيق وجود نصف خيالي خارج دراما حياته لإيجاد متعة في حياته، يهرب بها من وجود زائف، يمكن أن يكون ذلك بسبب ديانته لليهودية لمن لم تكشف روايته ذلك كالمعتاد، ماعدا رواية "عملية شايلوك"، التي رسم فيها شخصيتين متناقضتين له، إحداهما مزيفة والأخرى واقعية، تتهم بأنها عميلة للموساد بالإضافة إلى أن يهوديته لم تكن تعني له شيئًا، حتى إنه كتب ذات مرة: «إن وصفي بأني كاتب أمريكي - يهودي لا يعني أي شيء بالنسبة لي. إذا لم أكن أمريكيًا فأنا لا شيء»، وعاد بعد ذلك للكتابة عن «الهوية اليهودية» و«معاداة السامية». لكنه فعل ذلك بشكل موضوعي إلى حد بعيد لا يوحي بأنه يعاني عقد اضطهاد بسبب دينه.