لك الله يا قدس.. لك الله يا فلسطين!
في ١٥ مايو من الشهر الجارى، كانت الذكرى السبعين لأرض البرتقال الحزين.. ذكرى المجازر الوحشية، والطرد، والإبادة، والاحتلال لأرض فلسطين؛ أرض العروبة والإسلام.. هذا هو الغرب اللعين، الذي تأمر - ولا يزال - على أرضنا ومقدساتنا..
وقبلها بيوم - أي في ١٤ مايو - كان تنفيذ قرار الرئيس ترمب بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس من منطلق أنها تمثل عاصمة للمحتل الغاصب، وذلك على الرغم من معارضته للقانون الدولي الذي ليس له وجود على أرض الواقع!!
يجب أن نستحضر دائما أن المخطط الصهيونى/ الأمريكى يستهدف تفتيت منطقتنا، تركيع أمتنا، الاستيلاء على مواردنا وثرواتنا، القضاء على خصوصيتنا الثقافية، وطمس معالم تراثنا الحضارى.. ولا يتم له ذلك إلا من خلال إشاعة الفرقة بين العرب، إشعال حرائق المشكلات الحدودية بين الدول، إيقاظ الفتن الطائفية والمذهبية بين الشعوب العربية.. إلخ.. أين وحدة التراب الفلسطيني، ووحدة الشعب والفصائل الفلسطينية؟ ولماذا تترنح وتتهاوى وتنهار كل محاولات الصلح بين الفصائل؟ ألا يصب ذلك في مصلحة المحتل الصهيوني الغاصب؟؟
إن القضية الفلسطينية ليست في الحقيقة صراعا بين المحتل الصهيوني الغاصب والشعب الفلسطينى، لكنها صراع مع الشعوب العربية والإسلامية كلها، صراع مع التاريخ، والحضارة، والحرية، والإنسانية.. إن الصهاينة المجرمين لا يحتلون القدس الغربية فقط، لكنهم يحتلون أيضا القدس الشرقية أيضا، حيث المسجد الأقصى المبارك؛ أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.. إن المسجد الأقصى هو مسرى الرسول الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)، وفيه صلى إماما بجميع الأنبياء، ومنه عرج به إلى السماوات العلا، حيث سدرة المنتهى..
أن الصهاينة الملاعين يرتكبون جرائم حرب في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، على الرغم من أن احتجاجاته سلمية.. جيد أن تتحرك الجامعة العربية لتعزيز تحركات الشعب الفلسطينى؛ لكن نريد من الدول العربية بكل مؤسساتها، السياسية، والثقافية، والإعلامية، والشبابية، والإسلامية، فضلا عن مؤسسات المجتمع المدني، من أحزاب ونقابات وجمعيات، أن تتحرك هي الأخرى على المستويين الاقليمى والدولى، وأن يكون هناك تنسيق بينها، حتى يكون لها التأثير المطلوب، والله المستعان..