الطبيب الوحيد والعلاج الوحيد!
لا يوجد في علاج أمراض الإنسان علاج وحيد لأي مرض، مثلما لا يوجد أيضا طبيب وحيد.. العلاجات للأمراض متعددة ومتنوعة والأطباء أيضا كثرة متعددون ووصفات علاجاتهم متنوعة بل وأحيانا مختلفة ومتضاربة أيضا.. حتى أخطر الأمراض مثل السرطان ثمة خلاف بين الأطباء حول علاجه.. بينما يتحمس البعض للعلاج الكيماوي والإشعاعي، فإن هناك أطباء يرفضون هذا العلاج ويعتبرونه سما يؤدي إلى قتل المريض.
وبالطبع علاج أمراض المجتمعات ليست واحدة، بل متنوعة وعديدة، وأطباء المجتمع متعددون وبينهم خلافات في الرؤى والرأي.. وثمة مقولة شهيرة تقول: إذا سألت ثلاثة من خبراء الاقتصاد سؤالا فإنك سوف تحصل على أربع إجابات، وذلك للدلالة على اختلاف وتنوع الآراء والعلاجات التي يراها خبراء الاقتصاد أنفسهم للمشكلات الاقتصادية.
لذلك لا يصح أن يعتبر أحد سواء كان اقتصاديا أو سياسيا أن العلاج الذي يقترحه ويتبناه لحل مشكلة اقتصادية هو الحل الوحيد الناجع والناجح وأن غيره من الحلول والعلاجات خطأ وسوف يؤدي إلى زيادة المشكلة.. أن ظروف المجتمعات تختلف وتتباين وما يصلح في مجتمع قد لا يصلح في مجتمع آخر..
وهنا تأتي مهارة من يديرون الاقتصاد، وتظهر هذه المهارة في استعدادهم لسماع الأفكار والآراء الأخرى المختلفة، سواء التي تقترح علاجات أخرى للمشكلات الاقتصادية، أو حتى تعديلا في جرعات ذات العلاج الذي يقدمونه لهذه المشكلات.. أما التصلب في الرأي فإنها لا يفيد، بل يضر، ويؤدي إلى التهلكة أحيانا والخسران بالطبع.