وزير الأوقاف: العبادات لا تؤتي ثمارها إلا بتهذيب سلوك صاحبها
قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إن رمضان هو شهر مكارم الأخلاق، والبر والكرم والجود والسخاء، وهو شهر الصبر، وشهر الرحمة، وشهر المغفرة، وشهر القول الحسن، وشهر العتق من النار.
وأضاف في مقالة نشرها في موقعه الرسمي تحت عنوان "أخلاق الصائمين" معلوم أن العبادات لا تؤتي ثمرتها الحقيقية إلا إذا هذبت وقومت سلوك صاحبها، فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له، ومن لم ينهه حجه عن الفسوق والعصيان فلا حج له، ومن لم ينهه صيامه عن السباب والفسوق فلا صيام له، فإذا كان يوم صوم المرء فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل ولا يصخب، وإن شاتمه أحد أو سابه فليقل إني صائم إني صائم، تصديقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ”فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم”.
وعن أنواع الصيام أوضح وزير الأوقاف أن العارفين بالله الفاهمين لمعنى الصيام فرقوا بين صيام العوام، وصيام الخواص، وصيام خواص الخواص، فعرَّفوا النوع الأول وهو “صيام العوام” بما يفيد فهم المعنى الظاهري للصيام فحسب، فقالوا: هو حبس النفس عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر الصادق إلى غروب شمس ذلك اليوم.
وتابع: أما النوع الثاني وهو صوم “الخواص” أو “الخصوص”، فهو مع ما تقدم من حبس النفس عن شهوتي البطن والفرج من الفجر إلى المغرب يكون أيضًا بكف الجوارح عن المعاصي، فيكف الإنسان لسانه عن الغيبة والنميمة، وعينه عن النظر إلى ما حرم الله، وأذنه عن سماع ما يغضب الله، ويده عن أذى الناس، وهو ما يتسق مع المعنى العام للإسلام الذي يعد الصيام أحد أركانه، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".
وأكد أن النوع الثالث فهو صوم "خواص الخواص" أو "خصوص الخصوص"، وهو كف القلب عن الهمم الدنية والشواغل الدنيوية والإقبال على الله بالكلية، والتحلي بكل مكارم الأخلاق والترفع عن السفاسف والدنايا، فهؤلاء هم من يعرفون للشهر قدره، ويدركون له عظيم مكانته، فهم الذين عرفوا فهم أولى الناس بالتعرض فيه لنفحات ورحمات الله عز وجل.