الأزهر يقيم احتفالية «ألف عام من العطاء».. المئات يشاركون في الاحتفال.. فقرات مختلفة للتعريف بتاريخه.. مستشار الإمام الأكبر: يظل منبر الوسطية وتاج الأمة
أقام الأزهر الشريف احتفالًا اليوم الأربعاء، بمناسبة مرور 1078 عاما هجريا على تأسيس الجامع الأزهر الشريف، تحت عنوان "ألف عام من العطاء"، والذي يوافق السابع من شهر رمضان المبارك من كل عام، حضره عدد من كبار العلماء والمسئولين وقيادات الأزهر.
فقرات متعددة
وقال إسماعيل عبده، الفنان التشكيلي ومسئول الخط العربي في احتفالية الأزهر مرور 1078 عامًا، على تأسيس الجامع الأزهر، إنه منذ الحادية عشرة صباحًا حتى عصر اليوم الأربعاء، كتب ما يقرب 300 اسم من الوافدين على المسجد لحضور الاحتفالية.
وأضاف في تصريحات له أن أدوات الخط العربي التي يستعملها في الوقت الحالي لكتابة أسماء الحاضرين من الفتيان والفتيات يتم تجهيزها بواسطة المركز الإعلامي الخاص بالأزهر الشريف.
إفطار جماعي
كما استقبل الجامع المئات من الوجبات التي يقدمها الأزهر الشريف في الإفطار الجماعي الذي نظمه، للصائمين على هامش الاحتفالية، واستقبل ركن مجلة نور المتواجد اليوم من الحادية عشرة صباحًا وحتى السابعة من مساءً السابع من رمضان الموافق الثالث والعشرين من مايو الجاري، في الجامع الأزهر.
وانعقدت على هامش الاحتفال عددًا من الفعاليات تتضمن: حلقات تعريفية بيوم افتتاح الجامع الأزهر وإقامة أول صلاة جمعة فيه، إضافة إلى جولة سياحية داخل الجامع الأزهر، وكذلك إقامة ركن خاص بعام القدس 2018، وآخر للمواهب الأزهرية الشابة، وثالث للأطفال، إضافة إلى حفل إفطار جماعي.
منارة الوسطية
من جانبه قال المستشار محمد عبد السلام مستشار فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، أنه مر 1078 عامًا هجريًا على تأسيس الجامع الأزهر الشريف، منارة الوسطية للعالم أجمع، أكثر من ألف عام من العطاء، تخرّج فيها الملايين من جميع أنحاء العالم، منهم الرؤساء والوزراء والقادة والمسئولون والعلماء والمفكرون، فأبهروا العالم بسماحتهم ووسطيتهم وعلمهم واعتدالهم.
وأضاف "عبد السلام" خلال تدوينة له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "ألف عام ويزيد والأزهر الشريف جامعًا وجامعة، مهوى الأفئدة والقلوب.. قبلة العلم والعلماء.. رائد النهضة الإسلامية.. صرحًا شامخًا يتميز بالوسطية والاعتدال في الفكر والثقافة.. صاحب دور وطني مشهود.. حافظ على هوية الأمة عبر عمرها المديد.. ودافع عن ثوابتها وقضاياها".
تاج الأمة
وتابع: "وسيبقى الأزهر الشريف- بإذن الله- شامخًا.. نبراس الأمة.. وتاج فخرها وعزتها على مر العصور.. ناشرًا لثقافة الوسطية والتعايش والسلام.. انطلاقًا من عالمية رسالته التي هي رسالة الإسلام، وسيبقى فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب علامةً فارقة في التاريخ الحديث لأزهرنا الشريف، حاملًا لواء الوسطية والسلام، يجوب العالم شرقًا وغربًا ليبين سماحة الإسلام، وانفتاح الثقافة الإسلامية على غيرها من الثقافات، وليُعلن الأخوّة الإنسانية بين كل الناس وهو يقول دائمًا: "الناس إما أخٌ لك في الدين، أو نظيرٌ لك في الإنسانية".
قبلة العلماء
وفى سياق متصل قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية محيي الدين عفيفي، إن الأزهر الشريف كان ولا يزال قبلة العلم والعلماء، ورمزًا للعطاء على مرّ تاريخه في العصور المختلفة، فالأزهر ليس مؤسسة وليدة، ولكنه مؤسسة عريقة واصلت عطاءها في شتى بقاع الأرض من خلال دوره التعليمي والتنويري الواسع والعظيم.
أضاف عفيفي، أن الأزهر الشريف يمر عليه الآن أكثر من ألف عام، وهو يعطي بلا حدود، حيث تربّى في معاهده وكلياته طلاب من جميع أنحاء العلم، فنهلوا من علمه وحملوا منهجه لينشروه في ربوع الدنيا بأسرها، ليظل الأزهر مرجع الوسطية على مرّ التاريخ.
وأوضح الأمين العام أن الأزهر إذ يحتفل اليوم بذكرى افتتاح الجامع الأزهر، فإنه يؤكد على منهجه العلمي الذي يجمع بين المنقول والمعقول ويحترم العقل ويعوّلُ عليه في التحليل والاستنباط والفهم الصحيح، كما يقوم الأزهر على احترام التعددية في جميع تجلياتها العقدية والمذهبية والفكرية، كما يقوم الأزهر على احترام وتقدير صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويحرص الأزهر الشريف على انفتاحه الرشيد على الجامعات العالمية، من خلال البعثات العلمية للأزهريين.
يذكر أن الجامع الأزهر يعد من أقدَمِ المساجد التي تمَّ إنشاؤها في مدينة القاهرة (361هـ، 972م)، ليكون جامعًا وجامعة تدرس فيه مختلف العلوم والمعارف، وقد بلغ عدد العلماء الذين تولَّوا إمامته منذُ تأسيسه حتى الآن 48 شيخًا.
كان شهر مارس الماضي شهد افتتاح فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي عهد المملكة العربية السعودية، أكبر وأوسع عمليات الترميم والتطوير التي شهدها الجامع الأزهر على مر تاريخه الذي تجاوز الألف عام.