أمير كرارة والشهر الفضيل
فرض الله الصيام من أجل حكمة عظيمة وبالغة، بينها في قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، وإذا كان الله تعالي فرض على الجوارح والحواس أعمالا ملموسة ومحسوسة، منها الامتناع عن شهوتي البطن والفرج امتثالا لأمره تعالى: "وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل". فإنه أيضا فرض على القلوب الطهارة من الغيبة والنميمة والحسد والبغضاء والتشاحن التي لا ينبغي أن تكون موجودة في قلوب المؤمنين.
فالمسلم أخو المسلم لا يظلمه، ومن ثم فإنه ينبغي لنا أن نعمل جميعا على تلافي هذه السيئات. ومع ذلك فقد صار الشهر الكريم فرصة لإظهار مساوئ وعيوب النفس الإنسانية من خلال نماذج سيئة موجود منها قطعا في الحياة، ولكن ليس بهذه الكيفية التي يكتبها مؤلفو الدراما وصانعوها بل وحتى ممثلوها.
فكثير من الشخصيات الدرامية التي يتابعها الناس على الشاشات هي نماذج سيئة لأشخاص غير طبيعيين، معظمهم في الحقيقة مطلوبون للعدالة، وهم نماذج مشوهة لشخصيات إنسانية غير سوية يتبرأ منها حتى مؤدو هذه الشخصيات واسألوا محمد رمضان هل يمكن أن تصبح حبيشة؟ واسألوا أمير كرارة كيف ترى سليم الأنصاري؟واسألوا كل مقدمي أدوار الشر على شاشات التلفاز هل تتمنون أن تكونوا مثل هؤلاء؟