اعتراف أمريكي بقتل القذافي
بسياسة العصا والجزرة تتعامل أمريكا ترامب الآن مع كوريا الشمالية، خاصة بعد بعض التراجع الذي أبدته الأخيرة بخصوص علاقاتها مع كوريا الجنوبية وأيضًا مع لقاء القمة المقرر عقده الشهر القادم بين ترامب وكيم.
والجزرة التي تقدمها أمريكا لكوريا الشمالية مقابل التخلي عن الأسلحة النووية وبرنامج الصواريخ فهي تتمثل في وعود بتقديم ضمانات أمنية أمريكية لها والسماح للقطاع الخاص الأمريكي بالاستثمار فيها، وقبل ذلك بالطبع إنهاء الحصار الأمريكي المفروض عليها.
أما العصا فهى تتمثل في تشديد هذا الحصار، والإطاحة بالنظام الكوري الشمالي، هكذا بصراحة «وعلى بلاطة» كما نقول، فها هو نائب الرئيس الأمريكي بنس، يهدد الزعيم الكوري الشمالي كيم، بأن يلقى مصير القذافي إذا لم يمتثل وينزع الأسلحة النووية من بلاده ويسلمها لهم، أي أنه يهدده بالقتل.
والغريب أن القذافي قُتل على الرغم من أنه امتثل لأمريكا وسلم ما لديه من تجهيزات نووية فهو لم يكن في حوزته سلاح نووي، والأكثر غرابة أن كلام نائب الرئيس الأمريكي هو اعتراف واضح بتورط أمريكا في قتل القذافي، وهذا الاعتراف يأتي بعد اعتراف سابق بتورطهـا في قتل زعيم عربي آخر هو صدام حسين.
وهكذا نحن أمام مجموعة من القتلة الذين لا يخجلون من تورطهم في قتل زعماء وقادة في العالم، ومع ذلك يدعون أنهم يعملون لخير العالم وأمنه.