رئيس التحرير
عصام كامل

تفاصيل مخطط إسرائيلي جديد لإخفاء معالم القدس بدعم أمريكي

المهندس عدنان الحسيني
المهندس عدنان الحسيني

لا يتوقف الكيان الصهيوني عن محاولات تهويد القدس وهي المحاولات المستمرة من قبل حتى قيام دولة الاحتلال ومن قبل جيش الصهاينة من أجل نزع الهوية العربية الإسلامية التاريخية من مدينة القدس وفرض طابع مستحدث جديد وهو الطابع اليهودي، وكان آخر تلك المخططات الخطة التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية في جلستها الاستثنائية هذا الأسبوع بمناسبة ما يسمى يوم "توحيد القدس"، بقيمة ٢ مليار شيكل حتى العام ٢٠٢٣.


واقع جديد
وصرح وزير شئون القدس ومحافظها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية المهندس عدنان الحسيني، اليوم الثلاثاء، أن الخطة المذكورة ما كانت لتكون لولا الدعم الأمريكي السياسي بعد قرار ترامب المشؤوم، مؤكدًا على أن هذه الخطة ما هي إلا حلقة في سلسلة من الخطط الرامية لفرض واقع جديد في القدس المحتلة يمنع التوصل إلى حل في أي مفاوضات مستقبلية.

وقال الحسيني في لقاء خاص لوكالة "القدس"، إن هذه الخطة من نتائج القرار الأمريكي غير القانوني بالاعتراف بالقدس ونقل السفارة إليها، وهي خطة لسلب المقدسيين أراضيهم ومقدساتهم وفرض واقع جديد يخدم الرؤية والرواية الإسرائيلية الاستيطانية.

وأضاف: "بعد ٥١ عامًا من احتلال القدس الشرقية جاء الاحتلال لإغراء المقدسيين والتأثير عليهم بالقبول بالقرار الأمريكي من خلال الحوافز والتسهيلات ببناء المدارس وتقديم منح للجامعيين وبناء مراكز صحية وتطوير السياحة والمواصلات، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الخطة الإسرائيلية، ربط المستوطنات والسيطرة على ما تبقى من الحيز الجغرافي والمتنفس المتبقي من أراضي للمقدسيين بتوسيع المستوطنات والشوارع الالتفافية.

تجميل الجريمة الأمريكية
وأكد وزير شئون القدس، أن الخطة تأتي بعد القرار الأمريكي بهدف تكريس الاحتلال وتنفيذ القرار الأمريكي على أرض الواقع وتجميل الجريمة الأمريكية لاستمالة المقدسيين وكبح معارضتهم واستمالتهم، وقال أن ما يجري في القدس الشرقية اليوم أمر خطير فالتغيير يجري في كل شارع وحي وقرية وخاصة في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى المبارك لتغيير الأمر الواقع وفرض الأسرلة والتهويد.

وأوضح الحسيني :"أن الفلسطينيين كانوا ولا زال موقفهم واضحا في يوم افتتاح السفارة الأمريكية وبعدها، أنه لن يمر هذا القرار مهما فعلوا ومهما رصدوا، وخرج الفلسطينيون في القدس والضفة وغزة والشتات يرفعون الأعلام الوطنية وقالوا لكل من شارك في الاحتفال إن القدس كانت وستبقى فلسطينية وعاصمة للدولة الفلسطينية ولن تكون غير ذلك"، مشيرًا إلى أن هذا هو ملخص الموقف الفلسطيني الرسمي من القيادة الفلسطينية وفي القدس والشتات.

ولفت الحسيني إلى أنه في غياب الدعم العربي والإسلامي وحالة الدم والدمار الذي تشهده المنطقة والمحيط، لا يمكن لنا كفلسطينيين أن نواجه هذه المشاريع المدعومة أميركيًا وصهونيًا بقدراتنا الفلسطينية وميزانياتنا المحدودة.

توسيع حدود القدس
وسعت إسرائيل خلال العقود الماضية إلى استكمال مخططه الاستيطاني الهادف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس، حيث عمل على تحقيق ذلك من خلال توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقا وشمالا، وذلك بضم مستوطنة معاليه أدوميم التي يقطنها نحو 20 ألف نسمة، كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل "عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، كفعات بنيامين" من الجهة الشرقية، "وكخاف يعقوب، كفعات زئييف، كفعات حدشا، كفعات هاردار" من الشمال. مما أدى إلى مضاعفة عدد المستوطنين وفي نفس الوقت قللت نسبة السكان العرب الفلسطينيين الذين يشكلون ثلث سكان القدس أي نحو 220 ألف نسمة بما فيها الجزء المضموم 380 ألف نسمة.

مع العلم أن عدد المستوطنين في القدس الشرقية يساوي عدد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة (180 ألف مستوطن). ومن الجدير ذكره أن عدد المستوطنات في القدس حسب إحصائيات مركز أبحاث الأراضي 29 مستوطنة، 14 منها في الجزء المضموم من القدس أي ما يسمى حدود القدس الشرقية، وتنتشر هذه المستوطنات في لواء القدس على شكل تجمعات استيطانية مكثفة تتخذ الشكل الدائري حول المدينة وضواحيها ممثلة بمراكز استيطانية كبيرة المساحة. ويشار أيضا إلى أن حدود البلدية (القدس الغربية) تم بشكل رسمي توسيعها ولكنه عمليا تم الاستيلاء على 72 كم مربعا بقرارات مختلفة وبتقييد التمدد العمراني في القدس وتحويل المناطق إلى مستوطنات يهودية كما حدث مع جبل أبو غنيم.
الجريدة الرسمية