التقليد الأعمى لدراما رمضان يسيطر على المشاهدين.. مواطن يقلد قفزة محمد رمضان بالمياه في «نسر الصعيد».. إجبار مواطن على ارتداء قميص نوم في الشارع.. و«حرق الوالد» الأبرز
«المحاكاة والتقليد آفة مجتمعنا» وما اسوأ ذلك التقليد الأعمى عندما يكون في المشاهد الدرامية الخطيرة، وهذا ما انتشر بكثرة في الأعمال الدرامية برمضان خاصة أعمال الفنان محمد رمضان، ما أثار جدلا واسعا حول مدى تأثير تلك الأعمال العنيفة على المشاهدين.
نسر الصعيد
«قفز في المياه» هذا هو المشهد الأخير الذي نقله «محمد رمضان» للجمهور وقاموا بمحاكاته في الواقع، فبالأمس نشر الفنان محمد رمضان مقطع فيديو لشاب قلد قفزته في مسلسل نسر الصعيد أثناء وقوفه على كوبرى وقفز في المياه، ونشر مقطع الفيديو عبر صفحته الشخصية على موقع التدوينات القصيرة تويتر وغرد قائلا: «مش للدرجة دى».
وظهرت بالمسلسل أخطاء إخراجية منها مشهد قفز «زين» في النيل لإنقاذ شخص حاول الانتحار، حيث ظهر في الكادر عدد كبير من الأشخاص أحاطوا رمضان في موقع التصوير، حيث كان مفترضا أن يراعي مدير التصوير حجم العدسات التي يصور بها المشهد.
اقرأ: محمد رمضان عن شاب قلد قفزته بنسر الصعيد: «مش للدرجة دي»
الأسطورة
وفي يونيو 2016، كان لمسلسل «الأسطورة» تأثير في نفوس المصريين، وظهر ذلك جليا في ما حدث بقرية الخواجات التابعة لمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم بعد أن أجبرت أفراد أسرة زوج ابنتهم على ارتداء قميص نوم وطافوا به في شوارع القرية.
ووفق أهالي القرية فإن عائلة «اللاهوني» استدرجوا زوج ابنتهم الذي يقيم في القاهرة لإجباره على ارتداء ملابس نسائية انتقامًا منه لخوضه في عرض ابنتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعد هذا المشهد أحد المشاهد التي قدمها محمد رمضان في مسلسل الأسطورة الذي عرض في رمضان 2016، الأمر الذي دفع الكثيرين إلى مهاجمة تلك النوعية التي تشير إلى الحال الذي وصلنا إليه.
قتل الوالد
أما الواقعة الثالثة فتعود لعام 2014، عندما تقمص مراهقان بسوهاج، مشهد حرق خالد لمحمود الجندي القائم بدور "رشدي" والد خالد، بعد تعسفه ومعاملته السيئة لنجله في مسلسل «ابن حلال»، فقد تلقت الحماية المدنية بلاغا بنشوب حريق بمنزل ملك "ع.ا.ع"، 40 عامًا، مدرس مفصول، وجد جثة متفحمة على سريره، وكشفت التحريات قيام نجليه البالغين من العمر 17،13 عاما، بسكب مادة بترولية على جسده أثناء نومه وأشعلا النيران بجسده، مما أدى إلى وفاته محترقًا ونشوب الحريق في المنزل بأكمله.
واعترف الطالبان بارتكاب الواقعة وعللا قيامهما بذلك؛ لقيام والدهما بتعاطي المواد المخدرة والاعتداء عليهما وتجريدهما من ملابسهما وإخراجها إلى الشارع عاريين تمامًا، فكان لابد من الانتقام منه.
تابع: جندي صاعقة يقلد محمد رمضان بشكل كوميدي
القدوة والمثل
ومن جانبها، أشارت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع، جامعة عين شمس، إلى أن التقليد موجود في مختلف دول العالم، لكن يقبل الكثير من الشباب على تقليد المشاهد الخطيرة لإثبات رجولتهم والاستعراض أمام أصدقائهم.
وأضافت سامية خضر، في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أن مواجهة ظاهرة تقليد المواد الخطيرة يكون بتقديم القدوة والمثل وهذا يقع على عاتق وسائل الإعلام لتبني البطوليين والقدوة ليقلدهم المشاهدون، وليس التركيز على برامج المقالب والدراما المغلوطة، مثل مسلسلات محمد رمضان الذي أصبح قدوة للشباب في المظهر والتصرف، فعندما تكون الساحة التليفزيونية فارغة لمثل هذه البرامج والمسلسلات تزداد ظاهرة تقليد المشاهد الخطيرة، فيجب ملؤها بالقدوة والمثل ومشاهد البطولة، بجانب الرقابة من قبل المجلس الأعلى للإعلام على تلك المشاهد وحذفها من المسلسلات بجانب الألفاظ الخادشة للحياء.