رئيس التحرير
عصام كامل

الجيزة.. مُحافظة منكوبة


لو أنَّ جهةً مُتخصصة أجرتْ استطلاعًا بينَ أبناءِ محافظة الجيزة، وسألتْهم: ما اسمُ المُحافظِ؟ فإنَّ 9 من 10 أشخاصٍ على الأقلِّ لنْ يعرفوا الإجابة. "الجيزة" غيرُ محظوظةٍ دائماَ بمحافظيها، وتضاعفَ سوءُ الحظَّ في السنواتٍ الأخيرة. المحافظُ الحالى، لا أحدَ يشعرُ بوجودِه، ويبدو أنه سعيدٌ مسرورٌ بذلك.


وإنْ أردتَ دليلًا واحدًا على فشلِ هذا المحافظ، فإنَّ هناكَ مئاتِ الأدلةِ والشواهدِ والبراهين. لا تُرهقْ نفسَك وتذهبْ بعيدًا إلى أطرافِ المحافظة، بلْ يكفيكَ أنْ تقتربَ منْ مبنى المحافظة، الكائن بشارع الهرم، وتترجلَ في شارعى: فيصل والهرم، لترى العشوائيةَ في أسوأ صورِها.

الشارعان المُتاخمان لـ"ديوان المحافظ"، الذي يسيرُ موكبُه في أحدِهما أو كليهما يوميًا، تحولا إلى مهرجان من الفوضى. كذلك المحاورُ والطرقُ والمحاورُ المؤدية إلى "ديوان المحافظ" تحوَّلتْ إلى "مقالبَ آمنةٍ" للأنقاض والرُكام والقمامةِ. الأراضى الزراعيةُ القريبة منْ "ديوان المحافظ" تتعرضُ للتبوير والتدمير بوتيرةٍ مُتسارعةٍ. أمَّا إذا أردتَ عُنوانًا واضحًا وبارزًا وكبيرًا لفشل المحافظ، فما عليك إلا أنْ " تخطف رجلك" إلى "حدائق الأهرام"، الكائنةِ في أول طريق الفيوم.

"حدائقُ الأهرام" ليسَ لها من اسمها نصيبٌ. شتَّى صورِ المُخالفاتِ والتجاوزاتِ تتجسَّدُ في هذه المدينةِ الناشئةِ التي كان قاطنوها يحلمون بحياةٍ هادئةٍ بعيدًا عنْ فوضى وضوضاء العشوائيات، لا شئَ في "حدائق الأهرام" على ما يُرامُ، بدءًا منْ انتشار "التوك توك"، مرورًا بزحفِ المتاجر والكافيهاتِ المخالفةِ، وليس انتهاءً بـ"الطوابقِ خارجَ الرخصة".

جميعُ البناياتِ التي شُيدت في الأعوام القليلة المنقضية تخالفُ اشتراطاتِ البناء، وقفزتْ منْ 4 طوابقَ إلى 6 و7 طوابقَ تحتَ سمعِ وبصرِ الأجهزةِ المعنيةِ، فإذا كانَ هذا هو حالُ المناطقِ والشوارع القريبة والمتاخمة لـ " مقرِّ معالى المحافظ الوزير"، فما بالُكم إذنْ بالقرى والعِزَبِ والنجوعِ الكائنةِ على أطرافِ المحافظة، والتي لم يحظَ أىٌّ منها بزيارةٍ خاطفةٍ منْ "سيادتِه" أوْ أحدِ مُعاونيه؟

وللأسفِ.. فإنَّ الوزيرَ الحالى ليسَ استثناءً في الفشل، فـ "الجيزة" منكوبةُ بمحافظيها، ولم يعدْ "مقبولًا أو عمليًا أو منطقيًا" قصرُ منصبِ "المحافظِ" على "فئةٍ معينةٍ"، يتعاملُ أصحابُها مع وظيفتهم الجديدةِ بتعالٍ وغرورٍ، وبدونِ أىِّ طموحٍ أو رغبةٍ في تحقيقِ النجاحِ، أو إحداثِ الفارق، لأسبابٍ لا تعلمونها، اللهُ يعلمُها..
الجريدة الرسمية