رئيس التحرير
عصام كامل

التحليل النفسى لكارهى الإسلام


هل الذين يبحرون ضد الثوابت الإسلامية، أسوياء نفسيًا ، أم يعانون من مشاكل وأزمات نفسية ، هل يملكون مشروعات فكرية ناضجة، أم يبحثون عن أحلام وأوهام، هل هم باحثون عن الحقيقة، أم أسرى للضلال؟؟


لقد استعرضنا فيما سبق شخصيات أثارت جدلًا عميقًا حولها؛ رغم انتمائها إلى الإسلام "اسميًا" بسبب انقلابها على الإسلام، وحرصها على النيل منه وتجريحه والتشكيك فيه.

بادئ ذى بدء يرى الدكتور قدرى حفنى أستاذ علم النفس أن الخارجين عن الإجماع سواء كان هذا الإجماع أخلاقيًا أو اجتماعيًا أو دينيًا يعانون-غالبًا- من نقص فى شخصيتهم ويحاولون من خلال الخروج عن القواعد العامة والأسس المجتمعية "إشباع هذا النقص والظهور بمظهر المنتصر حتى ولو كان انتصارهم على حساب صورتهم أمام الناس".

مضيفًا: فى الغالب يميل الشخص الذى يبحث عن الشهرة والظهور بأى شكل وبأى وسيلة إلى مهاجمة الثوابت الدينية ومحاولة التشكيك فيما هو معلوم من الدين بالضرورة ؛ لأن ذلك فى الغالب هو ما يحقق له مايسعى إليه من ظهور ومن شهرة .. ومن ثم فإنه يتخذ موقفًا عدائيًا من كل الذين يهاجمونه أو يتعرضون لما يقول بالشرح والتحليل حتى يستمر دائمًا فى صدارة المشهد، غير عابئ بأى هجوم قد يتعرض له، بل إنه من الممكن أن يشعر بالفشل لو لم يُهاجم ، ولو لم يتم اتهامه فى دينه .

ويوضح أن المُكوّن الثقافى فى الشخصيات المثيرة للجدل يلعب دورًا مهمًا وبالغ الخطورة فى المعارك التى يخوضونها، وكلما زادت درجة الثقافة استطاع الشخص أن يحصل على أكبر المكاسب من معاركه التى يخوضها لا لشىء إلا لإرضاء ذاته والشعور بالأفضلية عن الآخرين وإثبات أنه ليس أقل من غيره وأنه قادر على أن يكون مثيرًا للجدل والخلاف طوال الوقت.

ويرى حفنى أن وسائل الإعلام تلعب دورًا مهمًا فى إصرار الشخص المثير للجدل على الاستمرار فى طريقه والمضى قدمًا نحو تحقيق أهدافه التى يريدها خصوصًا كلما زاد اهتمام الإعلام به وركزت عليه الأضواء؛ لأن هذه النوعية من البشر تملك شخصيات نرجسية لا ترى إلا نفسها وترى مايقوله غيرها بعيدًا تمامًا عن الصواب. ولذلك ترى الواحد منهم طوال الوقت فى صراع نفسى رهيب سواء مع نفسه أو الأشخاص المحيطين به، وربما يصل الأمر ببعضهم إلى الشطط والطعن فيما لايمكن أبدًا الطعن فيه.

مشيرًا إلى أن هناك العديد من الأسباب التى قد تصل بالشخص إلى الشطحات الفكرية دون أن يدرى، ومن هذه الأسباب ماهو متعلق بمرحلة الطفولة وهى المرحلة المبكرة من العمر التى يتشكل فيها وعى الإنسان وتمثل فترة من أحرج الفترات فى عمره، وقد تحدث للطفل بعض المواقف التى يكون لها تأثير لا يمكن محوه من شخصيته ويظل عالقًا فى ذاكرته طول العمر، وينعكس تأثير هذه المواقف على طبيعة تفكيره من حيث : طبيعة علاقاته بأفراد عائلته الصغيرة أو أفراد مجتمعه بشكل عام .

ويطلق على حالة هؤلاء فى علم النفس: (الحب المرضي للذات).. وهى حالة من الحالات التى تترتب على تمركز خزانة العواطف حول الذات ، فبدلاً من أن تنطلق عواطف الإنسان خارجة منه نحو الآخرين كأطفاله وأسرته وأصدقائه ومجتمعه وبلاده ، فإنها ترتد منعكسة إلي داخله ملتفة حول ذاته ، فيصبح قابعاً لا يستطيع تحريك ساكن باهتمامه بالآخرين ، وبالتالي لن يستطيع أن يبني جسر محبة بينه وبين الآخرين ، وفي نفس الوقت يوهمهم بأنه مهتم بهم كل الاهتمام ، والنرجسية في مرحلة الطفولة ليست مرضاً ، ولكنها مرحلة من مراحل النمو يتخلص منها الإنسان تدريجياً في رحلة عمره.. ونكمل غدًا.

الجريدة الرسمية