جريمة روسيا اليوم
أكتب بعد هدوء عاصفة التصفية غير المنطقية التي واجهها مكتب روسيا اليوم بعد تورط الموقع الإلكتروني في نشر استطلاع رأي حول حلايب وشلاتين، ورغم أن حدود الدول لا يمكن وضعها وفق استطلاعات الرأي، ورغم أن الاستطلاع في حد ذاته لا علاقة له بالميديا والإعلام.. باختصار كان استطلاع الموقع الإلكترونى لروسيا اليوم مجرد مراهقة رقمية تسعى للحصول على عدد متدفق من زيارات رخيصة لأنها ترتبط بحدود وأمن قومي واجتماعي وما هو أبعد من ذلك.
الحملة التي تعرض لها مكتب روسيا اليوم في القاهرة أيضا، لم تكن سوي مزايدات رخيصة لا علاقة لها بأصول المهنة ولا صلة لها من قريب أو بعيد بما يمكن أن نسميه نقدا أو عملا صحفيا أو حتى ميكانيكا سيارات.. تعرضت أمل الحناوي مدير مكتب روسيا اليوم لحملة سبابية لم ينقصها إلا وصمها بالعميلة أو الخائنة أو المتآمرة مع أردوغان وتميم وربما وصل بها الأمر إلى العمالة لصالح الصهيونية العالمية.
قال قائل: "أغلقوا مكتب روسيا اليوم في القاهرة". وقال آخر: "إن هذا المكتب يعمل ضد مصالح البلاد". وتمادي فريق آخر متصورا أن روسيا اليوم إدارة محلية تابعة لمركز مطوبس، أو إنها كوسيلة إعلامية صادرة عن مركز إهناسيا، وبالتالى تفننوا في ذكر ما يمكن أن نفعله بأمل الحناوي، وزملائها بمكتب روسيا اليوم بالقاهرة.. الوحيد الذي أتى الدار من بابها كان هيئة الاستعلامات التي استطاعت بالحوار الهادئ أن تحذف الاستطلاع المشكلة وانتهى الأمر.
كذابو الزفة الذين لا يعرفون الفرق بين وسائل الإعلام الدولية ودكاكين بير السلم وما يجب معها وما لا يجب مارسوا نوعا من التشويه لما قامت به روسيا اليوم ومكتبها بالقاهرة، من تناول موضوعي لقضايا مصرية كانوا فيها مثالا يحتذى في الممارسة الموضوعية والمهنية على مدار سنوات، إضافة إلى أن الزميلة أمل الحناوي واحدة من جيل تربي إعلاميا بشكل ناضج وربما يكون ذلك هو أحد أسباب اختيارها لإدارة المكتب من القاهرة.. قبل هذا وذلك أمل مصرية.. إعلامية مهنية وطنية ولم يكن يجوز أن تمارس ضدها وضد روسيا اليوم كل هذا الغل والحقد والسب.