رئيس التحرير
عصام كامل

هل روسيا أضعف مستضيف لكأس العالم في تاريخه

فيتو

يلتقي الفريق الروسي لكرة القدم مع نظيره السعودي في المباراة الافتتاحية لكأس العالم بعد نحو الشهر، توقعات الجماهير ورئيس الدولة فلاديمير بوتين عالية، إلا أن واقع المنتخب والتاريخ ينذران بخيبة أمل.

الهدف واضح، "يجب علينا أن نكون مضيفًا قويًّا"، كما أعلن ستانيسلاف تشيرتشيسوف، المدرب الوطني الروسي قبل مدة وجيزة، قائلاً: "تمكن لنا مقابلة ألمانيا في نصف النهائي أو في المقابلة النهائية، وإذا وصلنا إلى هذا الحد، فإنني سأكون أسعد رجل في العالم".

ويمكن تفهم حديث مدرب المنتخب الروسي، لكن ذلك يحتاج إلى خيال كبير لتصور وصول منتخب روسيا إلى المرحلة النهائية للبطولة، بل قد تكون الجولة الأولى مع العربية السعودية، ومصر، وأوروجواي، مرحلة اختبار حقيقية؛ ونظرًا لأداء الفريق أخيرًا ارتفعت أصوات تصف الفريق بأنه أضعف مضيف لبطولة العالم لكرة القدم منذ انطلاقتها.

والفارق مع أقوى فرق العالم خبرة، الفريق في المقابلات التجريبية الأخيرة، ففي الخريف الماضي خسر الفريق الروسي أمام التشكيلة الأرجنتينية البديلة، وواصل مشوار الهزيمة في مارس أمام البرازيل وكذلك أمام فرنسا، وبالمحصلة ومن أصل خمس مباريات لم يحظَ المدرب تشيرتشيسوف، البالغ من العمر 54 عامًا، وفريقه على أي فوز.

صعوبات على عدة جبهات
إذا أخذنا المشكلات العويصة بعين الاعتبار فإن المدرب في وضع لا يُحسد عليه، فثلاثة من بين لاعبيه المميزين لن يكونوا ضمن التشكيلة بسبب تمزق الرباط الصليبي، وخط الدفاع سيعاني من غياب جيورجي دشيكييا، وفيكتور فاسين، وفي مارس أصيب المهاجم ألكسندر كوكورين، خلال المقابلة التي جمعت بين سانت بيترسبورج ولايبزيج الألماني.

كما تصدرت عناوين سلبية عن لاعبين سابقين في الدوري الألماني في الصحف: فبدلاً من تقديم الدعم للفريق الروسي قُبض على رومان نويشتيتر، وكونستانتين راوش، في أثناء زيارة مرقص ليلي وعُوقبوا، ولد المحترفان، المنحدران من أصول ألمانية، في الاتحاد السوفياتي السابق ومن ثم هاجرا إلى ألمانيا، وبعد ذلك اكتسبا الجنسية الروسية، مما مَكَّنهما من ثم من اللعب في صفوف المنتخب الروسي.

وبالمجمل فريق المدرب تشيرتشيسوف تنقصه المواهب، ولا يلعب أيٌّ من اللاعبين الروس في نادٍ أوروبي مرموق، واللاعبون متقدمون في السن، ويفتقد الفريق للأقدام الشابة، ولا تزال جهود التقاط المواهب ودعمها في طورها الأول.

وحتى النظرة إلى التاريخ تبقى مخيبة للآمال
تشيرتشيسوف، حارس مرمى سابق لفريق دينامو دريسدن الألماني، تولى منصب التدريب بعد النتيجة السيئة في البطولة الأوروبية عام 2016 في فرنسا، فقد تعين على الفريق الروسي حزم أمتعته وتوديع البطولة من الجولة الأولى، وواجه الفريق الروسي نفس المصير في دورات كأس العالم في الأعوام 1994، و2002، و2014. والمفاجأة الإيجابية الوحيدة كانت بلوغ المرتبة الرابعة في البطولة الأوروبية لعام 2008.

أما منتخب الاتحاد السوفيتي السابق فقد أحرز في المقابل نجاحات أكبر، ففي 1960 فاز المنتخب بلقب البطولة الأوروبية وبعدها بست سنوات وصل إلى المرتبة الرابعة في البطولة العالمية في 1966 بإنجلترا، وفي 1988 خسر المنتخب المقابلة النهائية في البطولة الأوروبية ضد هولندا.

التكتيك الأنجع: الهجوم أم الدفاع؟
ونظرًا للوضع الصعب الحالي يتطلع تشيرتشيسوف إلى تنفيذ تكتيك يبدو أنه غير مسرور به، فهو في الحقيقة من أنصار اللعب الهجومي، وسبق أن ترك فريقه يلعب بثلاثة مهاجمين في آنٍ واحد، لكن بعد الهزيمة الأخيرة أمام فرنسا قال: "ضد البرازيل لعبنا في النصف الثاني بخطة هجومية، وتلقينا ثلاثة أهداف، وهذه المرة لعبنا منذ البداية بخطة هجومية، وتلقينا أيضًا ثلاثة أهداف، وهذا يبين أن لدينا مشكلات عندما نلعب بخطة هجومية ضد هؤلاء الخصوم"، فهو يريد إذن تقوية الدفاع خلال البطولة العالمية.

وهل سينقذ ذلك منصبه؟ منذ 1992 تعاقب ما مجموعه تسعة مدربين وطنيين لم يبقَ منهم سوى أوليج رومانتسيف أكثر من سنتين في هذا المنصب، وإذا أُقصي الفريق الروسي في الجولة الأولى بصفته مضيفًا، فإن ذلك لن يكون مفاجئًا، ولكن ذلك لن يكون سابقة، ففي 2010 خرجت جنوب أفريقيا بصقتها مضيفًا للبطولة العالمية فقط بعد ثلاث مقابلات من البطولة.

هذا المحتوى من موقع دويتش فيل

اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل


الجريدة الرسمية