رئيس التحرير
عصام كامل

12 مسجدا أثريا في طي النسيان بالدقهلية (صور)

فيتو

استعدت مديرية أوقاف الدقهلية بأكثر من 7 آلاف مسجد لاستقبال شهر رمضان الكريم، وحرص القائمون عليها على تزيينها بالإنارة مختلفة الألوان، فضلا عن عقد الندوات الدينية والتجمع بداخلها للاعتكاف أو تلاوة القرآن الكريم، ولكن المؤسف أن 12 مسجدا على مستوى المحافظة أثريا ولها قيمة تاريخية تشوهها الإشغالات وتعديات الباعة الجائلين التي اختفت معالمها ومن بينها ما هدم وعلقت عليه لافتات تطالب بالتبرع لإعادة بنائه. 


ومن بين تلك المساجد مسجد الصالح أيوب وهو من أقدم مساجد المنصورة بناه الملك الصالح أيوب عام "616 هجريا" وكان به استراحة للزوار من المماليك ويتصف بأنه تحفة معمارية وتم ترميمه بمعرفة وزارة الأوقاف ويقع بشارع الملك الصالح أول العباسي، إلا أن التفجيرات التي شهدتها مديرية أمن الدقهلية منذ عامين أثرت في المسجد بتساقط بعض الأجزاء وهو حاليا مغلق في انتظار الترميم بعدما تحولت جدرانه إلى لافتات للإعلانات ومحال تجارية أتلفت معالمه الأثرية.

ويوجد أيضا مسجد الموافي، من أشهر مساجد المنصورة، أسسه الملك الصالح نجم الدين أيوب عام 583 هـ، وكان مسجدًا صغيرًا إلى أن نزل به الشيخ عبد الله الموافي فنسب إليه وأصبح معهدًا دينيًّا تعقد فيه المحاضرات الدينية والحلقات الدراسية بمعرفة كبار العلماء بالدلتا، وقد هدم هذا المسجد الأثري بحجة بناء مسجد جديد على الطراز الحديث كما هدمت مئذنته بعده في عام 2000.

كما تحول محيط مسجد النجار إلى سوق تجاري أخفى معالمه رغم أثريته حيث بني عام 566 هـجريا وما زال محتفظا ببنائه الرصين وسقفه الخشبي القديم ومئذنته المائلة.

وتهدم مسجد سيدي حالة الذي يقع بشارع سيدي حالة ويعود تاريخ بنائه عام 711 هـجريا إبان دولة المماليك ويقع بحي ميت حضر وتمت له العديد من أعمال التجديد والصيانة إلى أن هدم في 2017 ودونت عليه لافتة تطالب بالتبرع لبنائه.

أما مسجد الحوار فيقع بحي الحوار وهو أقدم أحياء المنصورة أنشئ عام 613 هـ، ومسجد الشيخ إدريس الحناوى وهو من المساجد العتيقة بمدينة المنصورة وقد شيد عام 577 هـ.

كما كان مسجد الجمعية الشرعية بشارع بورسعيد، به مقام صغير لأحد الصالحين ويسمى الشيخ المصري وكان هذا المقام جزءا من مقابر المنصورة القديمة والتي كانت تشمل مدرسة فريدة حسان ونادي المنصورة الرياضي وحتى آخر شارع بورسعيد الحالي بداية المساكن وحتى موقف الثلاجة الحالي والذي كان في الأصل محطة قطارات لقطار الدلتا القديم والمتجهة إلى سندوب بجوار سور السكة الحديد الحالي وكان يتم تغيير اتجاه القطار بواسطة صينية ضخمة أمام مسجد البياع الحالي وقد أزيل هذا القطار في غضون عام 1950 وظلت مساكن العاملين به موجودة حتى الآن وهي المساكن ذات الدور الواحد المواجهة لموقف الثلاجة.

وهدم مقام الشيخ المصري أثناء إعادة بناء المسجد عام 1997 ودخلت مساحته ضمن دورات المياه الحالية بالمسجد ولا يزال الشارع المواجه له والمعروف بشارع بائعي الرسيفر يسمى باسم الشيخ المصري.

أيضا مسجد ومئذنة الغمرى الأثرية بميت غمر ويرجع تاريخها إلى "العصر المملوكي" وهي ذات طراز فريد فلا يوجد لها مثيل في الدلتا وهي تشبه في طرازها مئذنة زاوية الهنود بالجامع الأزهر والتي ترجع إلى نفس العصر أما المسجد نفسه فقد زالت معالمه ويعاد الآن بناؤه من جديد، ويوجد مسجد "ريحان" بسوق التجار الغربي أمام فندق كليوباترا القديم وهو من المساجد القديمة التي جددها عبد الرحمن كتخدا عام 1725.

ويوجد بالدقهلية أيضا مسجد "محمد بن أبى بكر الصديق" بقرية ميت دمسيس مركز أجا ويعد مزارا سياحيا حيث تعانق مئذنة المسجد برج كنيسة مارجرجس في تآخى تاريخي.

أما "زاوية الأمير حماد" فتقع بمدينة ميت غمر بجوار "مسجد الغمرى" ويرجع تاريخها إلى العصر المملوكي.

وأخيرا مسجد النصر الوحيد الذي أنقذ من التشويهات والإشغالات التي أخفت معالم المساجد الأثرية على مستوى الدقهلية، والذي يعد الأشهر بمدينة المنصورة وتقام بداخله جميع الاحتفالات التي يشهدها القيادات مثل الإسراء والمعراج والعاشر من رمضان، المولد النبوى وغيرها، أنشئ عام 1954 في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر يتميز بجمال شكله المعماري مساحته تزيد عن 4 آلاف متر مربع، وافتتحه الرئيس محمد أنور السادات عام 1974 وأطلق عليه جامع النصر لانتصارات الثورة بداية من 23 يوليو ومرورا بانتصارات أكتوبر عام 1973.

ومن جانبه كلف الدكتور أحمد الشعراوي محافظ الدقهلية مؤخرا بتشكيل لجنة من فريق العمل الميداني بالمحافظة، وحى شرق، بعمل دراسة تطوير وإضاءته بشكل يليق بمكانته الدينية وبموقعه، وأجريت محاكاة ليلية للمسجد شهدها المحافظ قبل شهر رمضان استعدادا لاستقبال المصلين في رمضان.
الجريدة الرسمية