كفى استفزازا للفقراء!
وقف مدير إحدى الجمعيات الأهلية التي لها دور اجتماعي ملحوظ أمام رئيس الجمهورية في مؤتمر الشباب الوطني ليعلن ويؤكد أنه لم يعد في بلدنا فقير واحد بعون الله!.. ما هذا الهراء؟ وكيف يتجاسر أي شخص على قول هذا والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء يقول في آخر دراساته التي أشرف عليها وزير الحكم المحلي الحالي عندما كان يتولى رئاسة الجهاز إن نسبة من يعيشون تحت خط الفقر يتجاوز ٢٨ في المائة؟!
حتى إذا لم نأخذ بهذه الدراسة الرسمية الحكومية يمكننا أن نرصد العديد من مظاهر الفقر الصارخة في أماكن شتى من البلاد، ليس في محافظات الصعيد التي تستأثر بالعدد الأكبر من الفقراء إنما حتى في القاهرة ذاتها.
نعم نقدر ما تقوم به بعض الجمعيات الأهلية للأخذ بيد الفقراء ومساعدتهم، لكن الفقر في البلاد ما زال موجودا وموجعا.. ونحن ليس لدينا فقراء فقط إنما لدينا أيضا من يعيشون في فقر مدقع، أي لا يتمكنون من توفير احتياجاتهم من الغذاء فقط.. ولذلك عندما يأتي من ينكر ذلك فهو يقترف خطا فادحا في حق هؤلاء ويستفزهم كثيرا..
وإذا كنّا لا نقدر حتى الآن على مساعدة كل الفقراء، فإن أقل واجب علينا أن نتوقف عن استفزازهم بالادعاء أنه لم يعد لدينا فقراء، أي بإنكار وجودهم.. وليعلم الجميع أن ذلك لا يفيد إنما يضر، وأول من سوف يصيبه الضرر تلك الجمعيات الأهلية التي تغرقنا بالإعلانات لجمع مزيد من التبرعات باسم الفقراء ومن أجل مساعدتهم.. فإذا كانت البلاد قد صارت خالية من الفقراء فلماذا إذن نجمع التبرعات؟!