رئيس التحرير
عصام كامل

ألبوم ريم بنا الأخير..عندما تتحول الأشعة والفحوصات إلى موسيقى

فيتو

أرادته أن يكون مميزًا وجريئًا، ليس حزينا أو سوداويًا".. هي رغبة المطربة الفلسطينية الراحلة ريم بنا، خلال إعدادها لألبومها الأخير الذي رأى النور بعد رحيلها، حيث أعدت عملا فنيا فكريا يمزج روح المقاومة البطولية لديها، بقصائدها المتمردة، وفحوصاتها الطبية بدقات وموسيقى مشروع "حاجز 303" الإلكترونية، وارتجالات بوج ويسيلتوفت على البيانو.


وولدت فكرة الألبوم في مايو 2015، وذلك عندما أخبر الأطباء ريم بأن أوتارها الصوتية في حالة شلل جزئي، وبأنها لن تتمكن من الغناء بعد ذلك. ولكن، لا أحد يستطيع أن يقول لريم ماتستطيع أو لا تستطيع فعله.

التقت ريم في أوسلو بمنتجها النرويجي إرك هيليستاد (شركة kkv للتسجيلات الصوتية) ومهندس الصوت التونسي mocha، حيث قاموا بوضع خطة لتجربة سمعية غير مسبوقة، تتمثل في أن تقوم مجموعة checkpoint بمزج بيانات من ملفات ريم الطبية (صور xray وpet) من خلال تحويلها إلى أصوات، ومن ثم يتم مزجها مع قصائد ريم تتلوها بصوتها وأحيانا تغنيها إذا كان ممكنا.

وتعرف عملية تحويل صور ريم الطبية من صور ذات بعدين إلى عناصر صوتية مسموعة، بعملية "صوتنة البيانات" والتي قام ببرمجتها checkpouint 303، حيث احتوت الصور المختارة على صور مقطعية لصدر وقلب ودماغ وحلق ريم، وتم تحويل هذه الصور إلى أصوات إما باستخدام الصوتنة المباشرة لقيم البكسل في الصور إلى طيف مسموع، أو من تحويل الصور إلى ملفات midi ذات بعدين، بالإضافة إلى ذلك تم تحويل صورتين بورتريه لريم إلى أصوات باستخدام نفس العملية.

كما تم إنشاء الطبقة المحيطة في الأغنية الأخيرة في الألبوم باستخدام صوت النظام الإشعاعي الموجه من قبل الصور، والذي تم تسجيله على الفيديو خلال واحدة من جلسات العلاج بالأشعة في مستشفى في برلين عام 2016.

يضم الألبوم خمسة عشر أغنية مكونة من الكلمات المؤثرة، وفن صوتي تجريب ودقات موسيقية معقدة وألحان بيانو قويةـ، وأثناء التسجيلات الأخيرة للألبوم والتي استكملت في أوسلو في بدايات 2018، تمكنت ريم من غناء بعض الأغاني، بالرغم من ضعف أوتارها الصوتية.

وتم تسجيل الأغاني من قبل إريك هيليستاد في ستوديو معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى في رام الله عام 2017، وفي أوسلو 2018 تم تسجيل عزف بوجي ويسلتوفت على البيانو من قبل مارن ابراهامسين، وتم تسجيل صوتنة البيانات وعزف الجيتار والمقطوعات الإلكترونية في كل من تونس ومونتريال عام 2017.

الجريدة الرسمية