55 عاما على إنشاء مطار القاهرة الدولي.. البداية كانت في 1942 لخدمة قوات التحالف.. 8 سنوات لإنشاء أولى صالات الركاب.. زيادة الطاقة الاستيعابية لـ 7.5 ملايين راكب
في 18 من شهر مايو من عام 1963، أي قبل 55 عامًا تم الإعلان عن افتتاح مطار القاهرة الدولي الذي يعد بوابة مصر الأولى، ومثل ذلك حدثا عظيما حيث كان بداية حقيقية لتسهيل الطيران المدنى للمواطنين في وقت كانت لا تزال تستخدم فيه الوسائل التقليدية والبدائية في السفر قبل أن ندخل في عصر السماوات المفتوحة.
مطار القاهرة قبل عام 1963
ترجع البدايات الحقيقة لإنشاء المطار لسنة 1942 أثناء الحرب العالمية الثانية عندما قامت القوات الجوية الأمريكية، بالتعاون مع الجيش البريطانى بإنشاء مطارًا عسكريًا على بعد 5 كيلومترات من مطار ألماظة، لخدمة قوات التحالف المشاركة في الحرب، وسمى المطار باسم «مطار باين فيلد» نسبة إلى اسم أول طيار أمريكي قتل في معارك الحرب العالمية الثانية.
وكان المطار يضم مدرجين للطائرات، وبرجا للمراقبة الجوية وأربعة حظائر للطائرات، والعديد من المباني ما جعله كبيرا جدا إذا ما تمت مقارنته بالمقاييس التي كانت سائدة في المطارات في ذلك الوقت، وفى 22 من أبريل 1945، تم إنشاء مصلحة الطيران المدنى المصرية بعد أن كانت إدارة صغيرة تنتمي لوزارة الحربية.
وبعد أن وضعت الحرب أوزارها وفي 15 ديسمبر من عام 1946 انتقلت إدارة المطار مع كافة المطارات المصرية الأخرى إلى الجانب المصري بعدما كانت تحت الإدارة البريطانية، وبدأت مصلحة الطيران المدنى المصرية في تجهيز مطار مدنى دولى ومن أجل استيعاب أكبر عدد من الركاب القادمين أو المغادرين للأراضي المصرية، وتم توسعة صالتي السفر والوصول وتم تخصيص مطار ألماظة للرحلات الداخلية.
تغيير اسم المطار
وفى عام 1946 تم تغيير اسم المطار من مطار «باين فيلد» ليصبح مطار فاروق الأول، وبعد قيام ثورة يوليو تم تغيير اسم المطار من «مطار فاروق الأول» إلى «ميناء القاهرة الجوى»، وفى عام 1955 تم إجراء بعض الدراسات لبناء مبنى جديد للركاب بدلًا من المبنى القديم، وذلك لمواكبة حركة السفر المتزايدة، وتم اختيار موقع المبنى الجديد بين المدرجين الرئيسيين.
افتتاح مطار القاهرة
في 18 من مارس عام 1963 افتتح الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بشكل تجريبى مبنى الركاب رقم 1 والذي استغرق تصميمه وتنفيذه ما يقرب من 8 سنوات إلى أن تم افتتاحه فعليا في الـ 18 من مايو 1963، وظل المبنى يعمل بكفاءة عالية حتى وصل عدد الركاب في عام 1970 إلى 1.268 مليون راكب، ونظرًا لهذه الزيادة في أعداد الوافدين إلى مصر تم إنشاء صالة الركاب «رقم 2 وصول»، وفى عام 1977 وبعدها بعامين تم إنشاء الصالة «رقم 2 سفر».
توسعات كبيرة وانتعاشة في الثمانينات
شهد مطار القاهرة في فترة الثمانينيات طفرة كبيرة في الطاقة الاستيعابية، وذلك بعد إنشاء صالة الركاب رقم 3 سفر ووصول في عام 1980، حيث وصل عدد الركاب في هذا العام 5.224 مليون راكب.
مبنى الركاب رقم 2
وفى عام 1986 تم افتتاح مبنى الركاب رقم 2 بطاقة استيعابية قدرها 3 ملايين راكب، وتم تخصيص هذا المطار في المقام الأول لشركات الطيران الأوروبي والخليجى والشرق الأقصى، وبلغ عدد الركاب في عام 2000 ولأول مرة منذ إنشاء المطار 8.943 مليون راكب بزيادة قدرها 22.3% عن عام 1980.
مبنى الركاب رقم 3
في عام 2004 تم توقيع عقد تنفيذ مبنى الركاب رقم 3 المشروع الأضخم في مجال توسعة مطار القاهرة، حيث أصبحت الحاجة ملحة لزيادة الطاقة الاستيعابية للمطار بعد زيادة أعداد الركاب بشكل هائل سنويًا، ففى عام 2005 بلغ عدد الركاب 10.218 ملايين راكب بزيادة قدرها 14.2% عن عام 2000، كما تم افتتاح صالة الوصول الدولية رقم 3 والتي تتبع مبنى الركاب رقم 1 وفى نفس العام تم افتتاح خدمة أهلا المميزة، حيث يتمتع الراكب بأجواء الضيافة العربية الأصيلة في صالات أهلا مع إنهاء إجراءات السفر دون أي مشقة.
وفى عام 2008 أقيمت احتفالية عالمية حضرها كبار رجال الدولة والشخصيات العامة ونجوم الفن والرياضة والمجتمع؛ للإعلان عن بدء التشغيل التجريبي لمبنى الركاب رقم 3، وفي عام 2009 تم التشغيل الفعلى لمبنى الركاب رقم 3 لتعمل منه شركة مصر للطيران وشركات الطيران الأخرى الأعضاء في تحالف ستار العالمى، وفى نفس العام تم افتتاح طريق المطار الجديد.
أفضل ميناء جوى 2006
وفى عام 2006 وبعد تعاظم ورقى مستوى خدمات الطيران الموجودة بمطار القاهرة ووصول عدد الركاب المترددين عليه إلى 10.778 مليون راكب بزيادة قدرها %20.5 عن عام 2000، حصل مطار القاهرة الجوى على لقب أفضل ميناء جوى في أفريقيا، وفى الـ 14 من مايو 2009 بدأت شركة ميناء القاهرة الجوى تشغيل كاميرات حرارية تقيس درجة حرارة الركاب القادمين أثناء مرورهم من بوابات الدخول إلى صالات الوصول 1، 2، 3 بمبنى الركاب رقم 1، وصالة الوصول بمبنى رقم 2، إضافة إلى صالة الوصول بمبنى ركاب رقم 3، يأتى هذا الإجراء في إطار مجموعة من الإجراءات الاحترازية التي تتخذها سلطات الحجر الصحى بالمطار لمواجهة تسلل الأمراض والأوبئة الخطيرة إلى مصر.
وفى عام 2010 تم افتتاح بعض مشروعات التطوير في مطار القاهرة مثل برج المراقبة الجديد، ليقوم بالتحكم في الحركة التشغيلية للممرات الثلاثة، ويمكن للبرج إدارة 120 رحلة طيران في الساعة، كما افتتح الممر الجديد لاستقبال أضخم الطائرات، والبدء فعليا في تطوير إنشاء مبنى الركاب رقم 2 لاستيعاب 8 ملايين راكب سنويا.
مبنى الرحلات الموسمية
ونظرا لانتعاش حركة السفر والوصول وكثافتها الشديدة في بعض الأوقات من العام دون غيرها كموسم الحج والعمرة، فقد تم افتتاح مبنى الرحلات الموسمية في عام 2011، ليتم تخصيصه لخدمة ضيوف الرحمن في السفر والوصول على رحلات مصر للطيران المتجهة من وإلى جدة، والمدينة المنورة لتخفيف الضغط على صالة السفر رقم 1 التي كانت تقلع منها رحلات حج وعمرة مصر للطيران بجانب الشركات الأخرى، كما تم تطوير ساحات انتظار مبنى الركاب رقم 1.
الجراج متعدد الطوابق والقطار الآلي
في عام 2012 تم افتتاح الجراج متعدد الطوابق بطاقة استيعابية تصل إلى 3 آلاف و700 سيارة، كما تم افتتاح مشروع القطار الآلى ليربط جميع مبانى الركاب بالمطار في وقت قياسى ويسهل من عملية السفر والترانزيت، وتم إنشاء محطة مكافحة الحريق، وفي عام 2013 تم افتتاح فندق «ميريديان مطار القاهرة» بسعة 350 غرفة، كما تم تطوير قرية الشحن الجوى الجديدة والتي تقدم التسهيلات الفنية لدعم النمو في حركة الشحن عبر المطار.
توسعات وإنشاءات جديدة
جاء عام 2014 ليشهد افتتاح قرية البضائع الجديدة والتي تقع على مساحة 17 ألف متر بما يمثل طفرة لحركة التصدير والاستيراد في مصر، كما تم أفتتاح مبنى الـ DHL بمطار القاهرة على مساحة 10 آلاف متر مربع ويعد المركز هو المحور الرئيسي للتوزيع في أفريقيا والشرق الأوسط، حيث يعمل المركز على تعزيز عمليات الفرز، وإعادة تصدير الشحنات الواردة من أوروبا إلى دول المنطقة، ويضم المركز الجديد أحدث التكنولوجيات العالمية التي تضمن استلام وتوصيل الشحنات بأعلى مستويات الجودة والسرعة.
بوابات الجوازات الإلكترونية
عام 2015 تم افتتاح بوابات الجوازات الإلكترونية، حيث تم تركيب عدد 4 بوابات إلكترونية وأن هذه الخدمة يتم تطبيقها اختياريا مقابل رسم مادى في مقابل أنها تتيح للراكب إنهاء إجراءات الجوازات خلال سفره ووصوله في دقائق معدودة دون الوقوف في طوابير الجوازات، ما يوفر الوقت والجهد على مستخدم الخدمة، كما تزيين مهبط الطائرات بلوحات بيئية، وتم وتركيب 200 كاميرا مراقبة على أسوار المطار، والبدء في مشروع تجديد ممر الطائرات، وافتتاح تحديث السنترال التليفونى لمطار القاهرة.
وفي عام 2016، تم أفتتاح الممر L05 والذي يصل طوله إلى 3300 م بعرض 60 م بعد تطويره وتجهيزه بأنظمة الملاحة المتطورة وتزويده بالإضاءة الحديثة LED ليكون جاهز لاستقبال الطرازات المختلفة من الطائرات وعلى رأسها الطرازات العريضة والعملاقة.
وصول الطائرة صديقة البيئة
وشهد المطار حدثا هو الأول من نوعه، بوصول أول طائرة صديقة للبيئة تعمل بالطاقة الشمسية «سولار امبالس» إلى أرض مطار القاهرة وسط احتفالية غير مسبوقة حضرها كبار رجال الدولة ووفود أجنبية وسفراء دول أجنبية، كما تم افتتاح مبنى الركاب رقم 2 بعد تطويره وزيادة الطاقة الاستيعابية إلى 7.5 ملايين راكب سنويا، ليرفع الطاقة الاستيعابية الكلية لمطار القاهرة الدولى لما يزيد عن 30 مليون راكب سنويا وبقيمة استثمارية 3.4 مليارات جنيه، وبه 28 كوبرى تحميل، وعدد 78 كاونتر جوازات، كما يحتوى المبنى على 11 غرفة فندقية داخل الدائرة الجمركية مجهزة على أعلى مستوى يستخدمها الركاب العابرين دون الحاجة للحصول على تأشيرات دخول لمصر، كما حصل مطار القاهرة على شهادة الأيزو المتكاملة في البيئة والجودة والسلامة والصحة المهنية.
افتتاح محطة محولات الكهرباء
وفي عام 2017، تم أفتتاح محطة محولات كهرباء «2» بجهد «66 / 11 ك»، والهدف الرئيسى من إنشاء المحطة هو تغذية مبنى الركاب 2 و3 بمطار القاهرة الدولي بالطاقة الكهربائية الكافية، وكذلك توليد الطاقة والإمدادات والأحمال الكهربائية بضغوط مرتفعة لرفع كفاءة خطوط نقل القدرة الكهربية للمطار، وفى العام ذاته حصل مطار القاهرة على جائزة أفضل مطار في الشحن الجوى بأفريقيا، كما تم تشغيل مبنى الركاب رقم 2، ونقل شركات الطيران تباعا من مبنى الركاب رقم 1، وأقرت شركة «SGS» العالمية المانحة لشهادات المطابقة الدولية استمرار مطار القاهرة في مطابقته لمتطلبات نظام إدارة الجودة طبقا للمواصفة الدولية، وذلك بعد إجراء الاختبارات اللازمة للنظام.
وتم تحويل نظام الإضاءة الحالية بصالات مبنى الركاب رقم 1 من الاضاءة التقليدية إلى إضاءة عالية الكفاءة باستخدام تقنية «الليد» الموفرة للطاقة، وفى 2018 تم توقيع بروتوكول تعاون بين كل من وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة والشركة المصرية القابضة للمطارات «شركة ميناء القاهرة الجوي» لتحويل نظام الإضاءة الحالية بصالات مبنى الركاب رقم 3 من الإضاءة التقليدية إلى إضاءة عالية الكفاءة باستخدام تقنية الليد الموفرة للطاقة وتجرى حاليا عملية التحويل، وتم البدء في مشروع تطوير ممر 05C.
المشروعات المستقبلية
ومن المشروعات المستقبلية التي تعمل شركة مطار القاهرة على تنفيذها مشروع مدينة مطار القاهرة «إيربورت سيتى»، ومشروع تطوير مبنى الركاب 1، وتوجهت الشركة في الأونة الأخيرة إلى العديد من الخطط التنموية البعيدة المدى التي تقوم على مواكبة التقنية العالمية بعالم تكنولوجيا الطيران، فضلا عن أساليب ترقية القدرة الإنتاجية والكفاءة المهنية التي أدت بدورها إلى ترقية مستوى الخدمات للوصول إلى أعلى الدرجات التنافسية في الجودة.