رئيس التحرير
عصام كامل

إبراهيم عيسى وحكمة الصيام


الأسبوع الفائت قال الإعلامي الكبير إبراهيم عيسى: إنه لم يرَ في صيام شهر رمضان حكمة، إلا أنه قرار سيادي من الله عز وجل، أفعل وصم، فنفعل ونصوم دون أن ندرك حكمة الصيام، وأوضح أنه بحث كثيرًا في حكمة صيام رمضان، واستمع لعشرات الحجج التي يقولها آلاف الحكماء والوعاظ عن حكمة الصيام، منها الشعور بالفقير وأن الصيام صحة للجسد..


مضيفًا أن العلم نسف كل هذا، وأدركنا أن الصيام متعب للصحة، وكاشف لفروق اجتماعية وطبقية هائلة، متابعًا: "الحكمة الحقيقية في الصيام هي أنك عبد لله، والعبد يسمع أمر الله.. صوموا فنصوم"، وانضم إليه الشيخ خالد الجندي الذي قال إن كلام عيسى زي الشهد، وانساق خلفهما كثيرون، بينما غضب آخرون من هذا الكلام..

وحالهم يقول لقد تناسى هؤلاء أن الله تعالى عندما «كتب» علينا الصيام أي فرضه، إنما ذكر الحكمة من هذا الصيام بقوله «لعلكم تتقون» وهذا من البديهيات، فقد قال الشراح والمفسرون إن حكمة الصيام هي التقوى، ومعناها عند الخطباء والوعاظ مخافة ﷲ والعمل بطاعته وتجنب ما لا يرضيه..

بينما عند علماء اللغة تأتي «تَقَوّى بمعنى تَشدَّد، وازداد قُوَّةً وبأْسًا، وصار أقوى، واستعاد قوته»، والصيام لم يفرض على الأغنياء للشعور بالفقراء فقط، بل إن حكمة الصيام أن يفتقر المرء بكل ما يملك سواء كان غنيًا أو فقيرًا إلى الله، فالغني صاحب الأموال الكثيرة والسلطات العظيمة قد قيد هذه الصلاحيات المخولة له مؤقتا ابتغاء مرضاة الله..

والفقير الذي لا يملك حتى قوت يومه، قيد شهواته الغريزية (الطعام والشراب والنكاح وحتى الكلام) وهي عطايا ربانية موجودة يتساوى فيها كل البشر، امتثالا لأمر الله تعالى له بالصوم، وبهذا تكون الحكمة من الصيام تقييد ما أباحه الله لنا من مباحات فنفتقر جميعا (أغنياء وفقراء) كلنا إليه، ونشكره على نعمه التي وهبنا إياها.
الجريدة الرسمية